نيويورك تايمز: كل التحقيقات تثبت مسؤولية "إسرائيل" عن مقتل أبو عاقلة

الثلاثاء 05 يوليو 2022 05:58 م / بتوقيت القدس +2GMT
نيويورك تايمز: كل التحقيقات تثبت مسؤولية "إسرائيل" عن مقتل أبو عاقلة



واشنطن/سما/

 قالت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير أعده كل من باتريك كينغزلي ولارا جيكس، إن النتيجة التي أعلنت عنها الحكومة الأمريكية بشأن الرصاصة التي قتلت الصحافية الفلسطينية- الأمريكية شيرين أبو عاقلة، وأنها متضررة وتمنع من التوصل لنتيجة قاطعة، لن ترضي بالضرورة الفلسطينيين ولا عائلة الصحافية التي رأت أن التركيز على الرصاصة هو محاولة إسرائيلية لحرف النظر عن الحقيقة، وهي أن الجيش الإسرائيلي ارتكب جريمة القتل.

وربطت الصحيفة بين موافقة السلطة الفلسطينية على تسليم الرصاصة للمنسق الأمني الأمريكي الجنرال مايكل فينزل يوم السبت، جاءت من أجل حل المواجهة بين الطرف الفلسطيني والإسرائيلي قبل زيارة الرئيس جو بايدن للمنطقة.

وقالت “نيويورك تايمز” إن التحقيق الأمريكي توصل إلى أن الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة في أيار/ مايو وهي تغطي مداهمة إسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية، أُطلقت على أكبر احتمال من الجانب الإسرائيلي، لكنها متضررة لتأكيد هذا.

أكد بيان الخارجية الأمريكية أنه لم يعثر على أدلة أن القتل متعمد، بل “نتيجة ظروف تراجيدية خلال عملية عسكرية لجيش الدفاع الإسرائيلي”

وفي بيان لوزارة الخارجية الأمريكية يوم الإثنين، نُشر بعد مراقبة مسؤولين أمريكيين فحوصا باليستية إسرائيلية على الرصاصة، جعل من الصعوبة التوصل لنتيجة قاطعة حول البندقية التي انطلقت منها الرصاصة. وجاء في البيان أن رشقات الرصاص من موقع قوات الجيش الإسرائيلي “مسؤولة على أكبر احتمال عن الوفاة”. وأضافت أن النتيجة الأمريكية جاءت بعد مراجعة للأدلة التي جمعها الفلسطينيون والإسرائيليون. وأكد البيان الأمريكي أنه لم يعثر على أدلة أن القتل متعمد، بل “نتيجة ظروف تراجيدية خلال عملية عسكرية لجيش الدفاع الإسرائيلي”.

وتعلق الصحيفة أن النتيجة غير القاطعة للولايات المتحدة ستؤدي إلى تعميق الخلاف حول مقتل أبو عاقلة، الصحافية التي عملت لأكثر من ربع في قناة الجزيرة القطرية. وبعد البيان الأمريكي اتهمت عائلتها الولايات المتحدة بأنها تحاول تخفيف مسؤولية الإسرائيليين عن مقتل ابنتهم، في وقت قالت الحكومة الإسرائيلية إن الفحوصات تكشف عن استحالة التوصل لنتيجة قاطعة.

وأشارت الصحيفة إلى تحقيق أجرته على مدى شهر، ووجد أن الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة انطلقت من موقع قريب من قافلة عسكرية إسرائيلية، ومن بندقية جندي في وحدة نخبة إسرائيلية. وتحققت الصحيفة من النتيجة عبر شهادات أشخاص كانوا في مسرح الحادث وأدلة صوتية ومرئية.

وقال المسؤولون الفلسطينيون إن عملية القتل متعمدة. لكن إسرائيل شككت في الرواية الفلسطينية، وقالت إن الصحافية ربما قُتلت برصاص مسلح فلسطيني أو جندي إسرائيلي. وقال ضباط إسرائيليون إن جنديا من وحدة “دوفدوفان” الخاصة أطلق النار باتجاه أبو عاقلة، لكن لا يمكن تحديد المسؤولية بدون فحص الرصاصة. وأكدت إسرائيل أن جنودها لن يقتلوا عمدا.

تحقيق نيويورك تايمز وجد أن الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة انطلقت من موقع قريب من قافلة عسكرية إسرائيلية، ومن بندقية جندي في وحدة نخبة في الجيش

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن المحققين الأمريكيين يعتقدون أن مقتل أبو عاقلة غير متعمد، وجاء نتيجة لتبادل إطلاق النار. إلا أن الأدلة التي رأتها وراجعتها الصحيفة، كشفت أنه لم يكن هناك أي مسلح فلسطيني قرب أبو عاقلة عندما تعرضت وزملاءها للنار.

ويمكن للمحققيين مناسبة الرصاصة للبندقية التي أُطلقت منها، بناء على العلامات الميكروسكوبية التي بقيت على السطح عندما خرجت من مخزن البندقية. لكن الصور تظهر أن الرصاصة مسحوقة بشكل جزئي. وفي التحقيق الجنائي الذي أجرته السلطة، وجد أن الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة ضربت خوذتها قبل أن تستقر في رأسها.

وتقول الصحيفة إن النتيجة الأمريكية جاءت بعد أسابيع من المواجهة التي رفض فيها الفلسطينيون تسليم الرصاصة للمحققين الإسرائيليين لعدم الثقة بهم، فيما رفض الإسرائيليون تسليم البندقية للفلسطينيين، بشكل جرّ الولايات المتحدة  للمواجهة ولعب دور الوسيط. وأضافت أن الحاجة للتوصل إلى حل أصبحت ملحة في الأيام القليلة الماضية نظرا لأن الخلاف هدد بالتغطية على زيارة بايدن لإسرائيل والضفة الغربية، وهي أول زيارة له إلى المنطقة منذ دخوله إلى البيت الأبيض.

وتعرض بايدن لضغوط من المشرعين للتحقيق في مقتل أبو عاقلة، المواطنة الأمريكية. وتم تسليم الرصاصة في النهاية للجنرال الأمريكي مايكل فينزل يوم السبت، حسب دبلوماسي غربي. وأخذ فينزل الرصاصة لمختبر باليستي تابع للحكومة الإسرائيلية، وفحصها محللون إسرائيليون بحضور مسؤولين أمريكيين، حسبما قال الدبلوماسي. وتم فحص البندقية التي قال الإسرائيليون إن الجندي أطلق الرصاصة منها باتجاه أبو عاقلة، حسبما قال الدبلوماسي، ثم أعيدت الرصاصة إلى السلطة الفلسطينية.

أخذ الجنرال فينزل الرصاصة لمختبر باليستي تابع للحكومة الإسرائيلية، وفحصها محللون إسرائيليون بحضور مسؤولين أمريكيين

وبالنسبة للفلسطينيين، فمقتل أبو عاقلة جاء لكي يجسد المخاطر وإحباط العيش في ظل الاحتلال العسكري الإسرائيلي. فالفلسطينيون الذين يقتلهم الجيش الإسرائيلي لا يثيرون اهتماما دوليا، ومن النادر أن يدان الجنود الذين يُتهمون بجرائم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

واتهمت عائلة أبو عاقلة الولايات المتحدة بمحاولة حماية إسرائيل من المسؤولية، وهو شعور تردد بين الكثير من المسؤولين الفلسطينيين بمن فيهم المتحدث باسم الرئيس محمود عباس. وفي بيان من عائلة أبو عاقلة قالت فيه إن “التركيز على الرصاص لم يكن في محله، وهي محاولة إسرائيلية لتغيير الرواية لصالحها، كما أن هناك جريمة قتل يمكن حلها بفحص جنائي على طريقة سي أس أي”. وأضاف: “الحقيقة هي أن الجيش الإسرائيلي قتل شيرين وبناء على سياسة تتعامل مع كل الفلسطينيين- مدنيين، صحافة وغيرهم- كأهداف مشروعة. وكنا نتوقع من التحقيق الأمريكي التركيز على تحديد الأطراف المسؤولة ومحاسبتها وليس التركيز على تفاصيل لها علاقة بالكاد، ثم افتراض حسن النية نيابة عن قوة محتلة معادية”.