تم تسجيل شيئا غير متوقع في طبقة الميزوسفير أعلى الغلاف الجوي حيث اكتشفت مركبة الفضاء (إيم) التابعة لوكالة ناسا زيادة حادة في غيوم الليل المضيئة ، وهي أكبر نسبة خلال 15 عامًا.
ووفقا للجمعية الفلكية بجدة، يتوقع الخبراء أن الارتفاع المفاجئ قد يكون بسبب بخار الماء الإضافي الذي تم نقله إلى خطوط العرض الأعلى من إطلاق الصواريح التابع لشركة سبيس إكس ولكن ستكون هناك حاجة إلى مزيد من التحليل لتأكيد ذلك أو لا.
وأوضح الخبير الفلكي ماجد أبو زاهرة، بشكل عام التوقيت منطقي حيث يستغرق بخار الماء من محركات الصواريخ حوالي 10 أيام لينتقل إلى طبقة الميزوسفير ويمكن ربط ذلك بإطلاق شركة سبيس اكس للقمر الصناعي (غلوبال ستار) في 19 يونيو 2022، والذي تسبب في عدد من الظواهر في السماء بسبب وقت الاحتراق الإضافي لمحرك المرحلة الثانية، قد تكون الغيوم المضيئة رد فعل متأخر لهذه المهمة.
غيوم الليل المضيئة هي ظاهرة قطبية ترصد في خطوط العرض العليا لكنها تتسرب الآن إلى خطوط العرض الوسطى وتشاهد بعد غروب الشمس مباشرة.
لفترة طويلة لم يكن معروفا طريقة تشكل هذه الغيوم إلا أن البيانات تشير إلى أنها تتشكل عندما يكون أعلى الغلاف الجوي باردا كفاية لتتكون بلورات الجليد حول دخان الشهب ، حيث اكتشف بأن أجزاء من غبار الشهب ضمن مكونات غيوم الصيف الزرقاء المضيئة ، فحوالي 3 % من كل بلورة جليدية في السحب مصدره دخان الشهب.
يعتقد أن بلورات الجليد يمكن أن تتشكل حول غبار الشهب إلى حجم يتراوح من 20 الى 70 نانومتر، و بالمقارنة فإن الغيوم الرقيقة أسفل الغلاف الجوي حيث الماء متوفر يحتوي كريستالات من 10 الى 100 مره أكبر.
معروف أن الجزء الداخلي من نظامنا الشمسي مليء بالنيازك من كافة الأشكال والأحجام من صخرة صغيرة إلى ذرة مجهريه غباريه ، وفي كل يوم تجرف الأرض عدة أطنان من تلك الأشياء وعندما تضرب النيازك غلافنا الجوي وتتبخر فهي تترك خلفها دخان رقيق من جزئيات صغيرة عالقة على إرتفاع بين 60 كيلومتر الى 100 كيلومتر فوق سطح الأرض.
منذ فترة طويلة وتحديدا في القرن التاسع عشر رصدت هذه الغيوم في المناطق القطبيه الشمالية ولكن خلال السنوات الاخيرة تم رصدها في مناطق بعيده نحو الجنوب ويعتقد ان السبب في زيادة رؤيتها يرجع لحدوث تغير في المناخ وزيادة وفره غاز الميثان أحد أخطر غازات الدفيئة في الغلاف الجوي ، ومنذ القرن التاسع عشر مصادره المختلفة تعزز وجود غيوم الليل المضيئة.
يعتقد عندما يقوم الميثان بسلوك طريقه إلى أعلى الغلاف الجوي يتأكسد من خلال سلسلة معقدة من التفاعلات ليتشكل بخار الماء ، و بخار الماء الزائد يكون متوفرا من أجل نشوء بلورات الجليد لتلك الغيوم الزرقاء المضيئة ، و اذا كانت هذه الفكرة صحيحة فإن هذا سبب مهم لدراسة تلك الغيوم التي تخبرنا شئ في غاية الأهمية عن كوكبنا .
أما سبب لونها الأزرق يرجع إلى الحجم الصغير لبلورات الجليد ، فالجزئيات الصغيرة تقوم ببعثرة الأطوال الموجيه القصيرة للضوء الأزرق بشكل أكثر قوة من الأطوال الموجيه الطويلة للضوء الأحمر ولذلك عندما يضرب ضوء الشمس تلك الغيوم يتبعثر الى الأسفل نحو الأرض.
أظهرت الدراسات أن غيوم الليل المضيئة تتكثف أحيانًا خلال الحد الأدنى من نشاط الدورة الشمسية كما حصل منذ عامين فهو وضع مثالي لتشكل صقيع دخان النيزك عاليًا فوق الأرض.
بالرغم من كل الفرضيات فإن غيوم الليل المضيئة لا تزال محيره إلا ان هناك شئ واحد واضح وهو أن دخان الشهب القادم من الفضاء يقف خلف تلك الغيوم ولكن اللغز يظل قائما حول سبب سطوعها وانتشارها.