على المقاومة أن تعمل بصمت أو تخفض صوتها كثيرا.. لأن المواطن شبع شعارات..

الأحد 19 يونيو 2022 10:06 ص / بتوقيت القدس +2GMT



كتب م. أمين حماد:

الجمعة ١٧/٦/٢٠٢٢ استيقظ الفلسطينيون على خبر استشهاد ثلاثة مقاومين في جنين و جرح عشرة آخرين.

دخول اليهود أي منطقة في الضفة و قتل من يشاؤون أصبح أمرا شبه يومي.
و للأسف نرى الهجمة على جنين وحدها تقريبا، و كأن باقي مدن الضفة ليس بها شيء أو لكن أدق أنها أهدأ كثيرا. أمس لاحظنا في تونس اضراب شل الدولة و أذى الدكتاتور، أما هنا، فبدل أن نرى عصيان مدني و اضرابات في الضفة، كأن لا يذهب العمال إلى أماكن عملهم عند اليهود و في المستوطنات، نجد الناس في غزة يفرحون لأن الكيان المؤقت يزيد عدد عمال غزة عنده من ١٢ ألف إلى ١٤ ألف، أي بزيادة ألفين عامل.أليس هناك انفصام في الشخصية و زغللة في الرؤية، و هبل بعيد المدى، و مكانك سر؟
الغريب أن تصريحات المقاومة المزلزلة و الفارغة من أي مفعول عملي أيضا أصبحت مكررة و مملة و فقدت معناها.
باعتقادي أن المقاومة عليها أن تخفض ارتفاع صوتها و حدته، بل إن الصمت أفضل، فلقد ولى عهد أحمد سعيد و محمد سعيد الصحاف، حتى و إن كان زيلنسكي يقلدهما، لكنه ليس عربيا و لا يهمنا أمره في شيء، خاصة أنه يحمل جنسية الكيان، و كان أيد الحرب اليهودية على غزة. المقاومة يجب أن تلزم الصمت، فإن كان بيدها فعلا ما تفعله، فلتفعله دون كثير كلام و كبير شعارات، و إن لم يكن، فلتبقى في عملية التجهيز لليوم الموعود.
 و يضاف إلى ذلك التصريحات الضعيفة المستجدية، التي تصدر عن المجموعة التي تسمي نفسها بالسلطة الفلسطينية القابعة في المقاطعة في رام الله. مع أنه كان الأجدر بالسلطة أن تقول للشعب أنها لا تستطيع حمايته، و أن لكل شخص مطلق الحرية بالدفاع عن نفسه أو الانتقام و الثأر لمظلمته. و لكن هذا مستحيل يصدر من سلطة هي في الحقيقة تخطئ أخطاء كبيرة بحق الشعب، و هي أداة أمنية قيدتها أوسلو فجعلتها في يد اليهود حتى و إن لم ترغب بذلك، و لقد رأينا هجومهم الوحشي الهمجي على طلاب التيار الاسلامي في جامعة النجاح بنابلس أول أمس.
لولا المؤامرات العربية الداعمة للكيان منذ عام ٤٨ الى الآن حيث دعم الإمارات و البحرين و المغرب العلني بمعاهدات عسكرية و افاقيات سياحية، يفوق القدرة على التحليل، و بالتالي، فأكيد هناك دعم خفي من دول عربية أخرى تبقي هذا الكيان الغربي، مع مساعدة أمريكا و تأييد مجلس الأمن له، على قيد الحياة، بل و الأقوى بالمنطقة.
و عليه، فإنه بزوال هذه العوامل لن يبقى هذا الكيان، و لكن هذه العوامل باقية (و قد لا تزول، لأن الكيان يتلون، فكما ترك بريطانيا لصالح فرنسا، ثم ترك فرنسا لصالح أمريكا فقد يجد من يصرف عليه إن تركته أمريكا)، حينها ننتظر عباد الله أولي البأس الشديد الذين سيكنسون الصهاينة و أعوانهم من الأرض التي بارك الله فيها و حولها إن شاء الله، و لكن ماذا نحن فاعلون إلى يحدث الله أمرا كان مفعولا.
للأسف فإنهم حاليا يوهمون الكثيرين بأن قوتهم ذاتية و أنهم قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على كل القوى السياسية و المالية بل و العسكرية في العالم ليصبحوا جميعا تحت إمرتهم و لا يعملون شيئا بدون إذنهم، و لكن كما قال الله تعالى: “تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى”.
إذا، أين المخرج؟
من غير المعروف، و من غير المتصور ظهور مخرج مع وجود نفس الأشخاص و الأدوات و العوامل التي تواجدت على الساحة في العشرين سنة الماضية و أثبتت فشلها، لأن الكيان و رغم أنه بالتأكيد مؤقت، لم يكبر و يتضخم بقوته الذاتية و إنما بأخطاء الفلسطينيين السياسية أولا، كما تم ذكره أعلاه من أمثلة و لو محدودة، أو بإمكانيات العرب و المعاهدات الاقتصادية و الغاز و خلافه، فانتقل الكيان من منطقة جغرافية صغيرة إلى أن أصبح له إمكانيات و صلاحيات و أيدي ضاربة كدولة عظمى مع بقائه صغيرا جغرافيا. هذا التضخم هو نتاج سياسات عربية و فلسطينية كارثية متراكمة ما بين غبية و عميلة.
غزة – فلسطين