"وعِندَ الحكمَ قلبًا خُبثٌ ومَكرٌ .. وزَرْعٌ حينَ تَسقِيهِ يُسنْبِلْ إذا ما صُبّ في القنديل زيتٌ .. تحوّلتِ القضيّةُ للمقندِلْ". تاريخ البشرية حافل بفصول من الصراع بين القلة التى استولت على المال العام فضمنت النفوذ والرفاهية وبين الأغلبية التى حاولت انتزاع أى شىء من يد القلة المترفة.
- لا يستطيع المنتمي لحزب - جماعة - أن يتكلم بحرية مطلقة أو يكشف عن كل آرائه بصراحة تامة، فالجماعة. تقيده، ووضعه فيها لا يسمح بالحوار، والحزب يفرض عليه التزامات ورقابة داخلية، أما الذي يقع خارجها، فهو أكثر حرية وغير مقيد. وأنا أحسد كل الذين لا يتقيدون، أما الذين يتكلمون بصراحة وصدق وهم لا يزالون داخل الحزب أو الجماعة، فهؤلاء لهم احتراما، وأكن لهم كل تقدير.
- من غير المتصور أن الأجهزة التنفذية ستتولي مشاركتكم بمتاعب الناس، جراء سياستكم أو بسخط الناس عليكم حتى لا تهدم أسس فلسفتها القائمة على التمييز. والا كانت بذلك تحفر قبر الانقسام!! إذن فان صمام الامان هو أن يكون التواصل جيدا، ان يكون المسؤول على اتصال حقيقي ومباشر بالناس، وهذه مهمة مفقودة حاليا، بل عازلا ، لكل الأفكار و الآراء والسلبيات وحتى الشتائم والتهجمات التي تحتويها خطابات الناس ، واحذروا أن تخفي عنكم شيئا مهما بلغت مرارته أو حرارته "المستخبية بتكسر المحراث".
- نسمع كل يوم تصريحات لا تجد لها صدى في الواقع، وطالت نسبة الفقر طبقات كثيرة من المجتمع فتحول البعض إلى طبقة معدمة لا تجد ما يسد حاجتها من ضرورات الحياة، ومسؤولي "الهمبكة" منشغل باحتكار المناصب وتوزيع عطاياه على المقربين منه ؛ و يحاصرنا الخراب، فلا يخرج أحد المنتفعين ليقول لنا إلي اين نحن والقضيىة والوحدة والخراب؛ هم .. فقط يتنعمون بالخيرات الحزبية ومغانم مخطط الانقسام ، ولهم الحرية.. كل الحرية. ولنا ثقل الانقسام على أرواحنا كالحجر.
- الوحدة بفكر واحد ..و مشاركة مصيرهم مع مخطط الانقسام الصهيوني حتى النهاية؛ فلا تسمع هنا عن خطط التنمية، او الاستقلال والحرية وحق الإختيار والخدمات مجرد حبر على ورق، ومن المفارقات ايضا أننا لا نجد سياسياً في هذه البلاد يلتزم بقضايا المجتمع ويدافع عن قضايا الناس قدر التزامه بالدفاع عن حزبه ومصالحه الشخصية ومستقبله ومستقبل أقاربه وأحبابه.. فقط يؤسسون لسنوات خراب قادمة، ولا نسمع منهم صوتاً واحداً يدافع عن المقهورين ويستمع لشكواهم..غرق الآلاف من الشباب في بطالة قاتلة وانتشرت المخدرات والتسول، وسيطرت العنصرية الحزبية على مقدرات البلاد، المقسمة، المحتلة المنقسمة على نفسها، بعد أن نهبت الملايين، من دون أن يظهر مسؤول عن هذه المأساة.
- قانون وضع فى يد من يستغلونه بلا ضمير " بانوراما" هائلة للتناقضات فى ذكري النكبة، والنكسة، والوكسة "الانقسام" وحكم عضوض .. حزبي عنصري استبدادي مطلق، والشعب يعيش فى إرهاب وسفك دماء من طرف الصهاينة، وطرف اخر استباح الاموال ولاملاك بدون وجه حق لا شرعيا ولا دستوري وأوضاع مأساوية فرضها الواقع المرير على سكان القطاع، وظروف غامضة تكتنف مستقبلهم ولا بصيص أمل بانتظارهم، إلا أن حكومات وشبه، تواصل إجراءاتها العقابية على مواطني القطاع المنهكين، فيما لم تتركهم سلطات الأمر الواقع بفرضها مزيد من الضرائب على الواردات التي تدخل عبر المعابر التجارية.
- تعتمد سياسة الجباية المزدوجة.. كسر الناس في معتقل غزة، التي مثلت فزعاً لكل من شهدها، و منعهم من التنفس! وكما كانت تجارب القهر، ترهق وجدان ضحاياها، فانها تزيد من نار الغضب لدى الآخرين! وسط ارتفاع نسب الفقر والبطالة والجوع والعوز الاجتماعي، بينما تجار غزة ومستوردوها يكتوون بنار الانقسام بلا رحمة..ولا خطط إنقاذ الاقتصاد المدمر .
تبعا للدراسات التي تم إعدادها، فهناك الشخصية التي لا تعرف الخطر، وليس لديها أي إحساس بالخطر؛ عندما يفقد المسؤول الإحساس بالواقع ويدفعه لاتخاذ قرارات غير دقيقة أو خاطئة.
- "إذا بُليتم فاستتروا". القرارات و الضحالة الآتية من المجهول ، لا احد يستطيع مراجعة السادة، كان القرار في البداية يتم على قاعدة التوازن، وستر العورات عن الناس، لكن مع الوقت، نسوا هذه الفلسفة فأخرجوا هذه الشخصيات ، فكانت الضحالة، والقرارات العشوائية والجهل الإداري على عينك يا تاجر، لنقف على واحدة من عبقريات هذا الزمان، وقد كان من الأفضل لهم أن يستروا اختياراتهم بطرف ثيابهم، فلا يسرفوا في قرارات الجباية المتوحشة، ليشاهد الرأي العام ما يفعله السادة، في المجال السياسي، و الاقتصادي، بالقرارات الخاطئة واستنزافها أرباح التجار ودفعهم لإغلاق شركاتهم وتسريح عمالهم وإعلان إفلاس عدد منهم .
- الشعب يريد اسقاط الانقسام.. تمر السنين ويستمر مسلسل الكذب و المفاجأت والملهاة ،و هو المخطط الذى ندفع ثمنه الآن فى صورة أزمة سياسية ، واقتصادية، واجتماعية طاحنة !! كل تلك الأمثلة أذكرها لتوضيح كيف فقد المواطن الثقة نحو توأمة مخطط الانقسام .. فمفهوم الوطن لا يعنى تواجد مجموعة من السكان معا فى بقعة جغرافية واحدة، بل يعنى الوحدة الحقيقية، و التعاون والتضامن والمشاركة، وحينما ينتزع من الناس أهم مقومات المشاركة في القرار، فإن الشعب يتعلم أن القرارات المصيرية تفرض عليه، و لا يشارك فى صنعها، ولا يؤخذ رأيه فيها، وإنما يتحمل نتائجها وعواقبها فحسب!!
- وبالتالى يتسرب الشعور بالامان لدى المواطن، وعندما يتجرد أفراد الشعب من الإحساس بالامان، لا يبقى لديهم سوى إيثار السلامة وبلوغ النجاة؛ أو اللهفة على النجاح الفردى والتزاحم على تحقيق المنفعة الشخصية المباشرة؛ يقول الدكتور عبد الوهاب المسيرى : "عندما يدرك الناس أن الدولة تدار لحساب نخبة وليس لحساب أمة .. يصبح الفرد غير قادر على التضحية من أجل الوطن وينصرف ليبحث عن مصلحته الشخصية" وهنا يشعر الناس أنهم ليسوا مواطنين . بل مجرد رعايا لسلطان مستبد أو سكان يقطنون بقعة واحدة من الأرض، ويصبح تعريف الإنتماء هو التحالف مع النخبة الحاكمة للانتفاع بالسياسة الجديدة .. فالمنتمون هم فقط المنتفعون !!
- على أي حال، سأذكّر ، بما قاله الإمام علي بن أبي طالب، حين قدم إلى الكوفة لممارسة مهامه خليفة للمسلمين: يا أهل الكوفة هذا رحلي، وهذه أسمالي، جئت بها من أهلي فإن عدت بغيرها حاسبوني.
- قبل أن تصبح الأرجل في الركابات .. عقلك في راسك تعرف خلاصك!