أطلقت وزارة الثقافة بالتعاون مع مكتب اليونسكو في رام الله المؤتمر التشاوري للمراكز الثقافية في فلسطين وذلك في رام الله وغزة، حيث ناقش المجتمعون قضايا تتعلق بتقييم الواقع الثقافي وآفاقه المستقبلية والامكانات المتاحة وسبل تطويرها، ودروس مستفادة من آداء القطاع الثقافي خلال الجائحة.
وقال وزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف إن الثقافة كانت دوماً جزءاً أساساً من حياة الشعوب، لارتباطها بطقوسها وشعائرها وتراثها وهويتها وتفاصيل الحياة اليومية، هذا الالتحام بين الثقافة والحياة ميز الفعل الثقافي للدرجة التي باتت فيها الثقافة مكوناً في كل شيء، وأن ما أصاب حياتنا بشكل عام ترك أثره على كل تفصيل في المشهد الثقافي، حيث تأثرت الثقافة ليس كفعل إبداعي إذ أن الكتّاب واصلوا الكتابة، والموسيقيين واصلوا العزف والغناء، وظل سدنة التراث يحافظون عليه، ولكن الذي تأثر الحراك الثقافي الجماعي أي النشاطات التي بحاجة للجمهور.
وأضاف أبو سيف:" لقد باتت الثقافة الرقمية، جزءاً من أي فعل ثقافي مستقبلي، ففلسطينياً ساعدتنا التجربة في تطوير العمل الثقافي الفلسطيني الشامل، وهنا التركيز على الشامل، لأن الثقافة الفلسطينية ليست في رام الله وغزة والسياق الذي فرضه الاحتلال من تشتيت وتجزأة وما نتج عنه من وجود شعبنا في كل بقاع الأرض بحاجة إلى نظرة أخرى في التعامل، اكتشفنا أن هذه الاستجابات الفورية خلال كورونا جعلتنا نتجه نحو دمج أكبر للفنانين والكتاب والمسرحيين الفلسطينيين في الشتات، لأنه عبر الوسائط فإن الفنان أو الكاتب في الشارع المجاور ليس أكثر قرباً من الفنان أو الكاتب الفلسطيني في اليرموك أو برج البراجنة، فهنا التفكير كيف لنا تطوير توظيف الثقافة الرقمية في حياتنا.
وتطرق أبو سيف إلى مساهمة الثقافة في الاقتصاد، متسائلاً: هل قطاعنا جزء من التنمية؟ لافتا إلى أن المساهمة من قبل القطاع الخاص في الثقافة ضعيفة، داعيا أيضا أن تخصص البلديات جزءاً من موازنتها وجبايتها لتنشيط الوضع الثقافي، وأشار إلى أن هناك ضعف في البنية التشريعية المنظمة لقطاع الثقافة، وضعفا في البنية المادية، داعيا إلى شراكة جماعية في رفعة القطاع الثقافي.
وقالت مدير مكتب اليونسكو في رام الله وممثل اليونسكو في فلسطين نهى باوزير إن هذا المؤتمر هو جزء من مشروع إعادة تشكيل السياسات الثقافية لتعزيز الحريات الأساسية وتنوع أشكال التعبير الثقافي، بتمويل من حكومة السويد، وتنفذه اليونسكو في 16 دولة حول العالم، بما في ذلك فلسطين، حيث تمكنت فلسطين، ووزارة الثقافة على وجه الخصوص، من تقديم تقريرها الدوري الرباعي الثاني في أكتوبر 2020 حول تنفيذ اتفاقية اليونسكو لعام 2005 بشأن حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي.
وأكدت باوزير على استثمار اليونسكو ودعمها للرقمنة والتعزيز المستمر للسجل الوطني للتراث الثقافي غير المادي الذي تحتفظ به وزارة الثقافة وتقوم بتحديثه بانتظام. وأضافت :"نحن ملتزمون تمامًا بمتابعة المزيد من العمل مع وزارة الثقافة والعديد من المؤسسات والمراكز الثقافية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة لتنفيذ كل من اتفاقيات عامي 2003 و2005 التي توفر لفلسطين منصة عالمية فريدة للتعاون".
وتابعت باوزير أن اليونسكو تعمل منذ فترة طويلة بالشراكة مع المجتمع المدني والمراكز الثقافية في مشاريع ومبادرات مشتركة تستهدف مجالات الثقافة المختلفة، من خلال الدراسات والتقارير ورواية القصص وتوثيق الممارسات التقليدية، مؤكدة على إيمان اليونسكو بتعزيز القدرات وتعزيز وعي المجتمعات المحلية على النطاق الأوسع للثقافة أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على الرواية الفلسطينية والحفاظ على ثقافة حية وحيوية.
وتناولت جلسات المؤتمر عدة مواضيع أبرزها : القطاع الثقافي في فلسطين بعد الجائحة، ومقترحات لسبل التعافي، وتعريف باتفاقية اليونسكو للعام 2005 حول حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي، وأثر الجائحة على القطاع الثقافي والثقافة الرقمية في فلسطين، والدور التكاملي لوزارة الثقافة والقطاع الثقافي لتعزيز الصناعات الثقافية الإبداعية – الخطط المستقبلية.