دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، تور وينسلاند، اليوم السبت، إلى "اتخاذ قرارات حكيمة لتجنب موجة توتر جديدة"، وذلك في ظل تنظيم المستوطنين "مسيرة الأعلام" الاستفزازية في قلب البلدة القديمة بالقدس المحتلة، غدًا الأحد.
جاء ذلك في بيان صدر عن وينسلاند بالتزامن مع التحذيرات التي أطلقتها فصائل المقاومة في غزة، وفي مقدمتها حركة حماس، من عودة التوتر في حال اقتربت "مسيرة الأعلام" من المسجد الأقصى.
وقال وينسلاند: "مع اقتراب يوم 29 أيار/ مايو، أدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ قرارات حكيمة لتجنب صراع عنيف آخر لن يؤدي إلا إلى إزهاق المزيد من الأرواح".
وأضاف المبعوث الأممي أن "رسالة المجتمع الدولي واضحة لتجنب مثل هذا التصعيد"، مشيرا إلى أنه أجرى اتصالات مع "جميع الأطراف المعنية" وحث قادتهم على الاستجابة لهذه الدعوة.
وذكر مائير ترجمان الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، في تقرير أن "رئيس الوزراء نفتالي بينيت أجرى نقاشات مكثفة حضرها وزير الأمن الداخلي عومر بارليف، ومفوض الشرطة يعكوب شبتاي، واستمع منهما عن استعدادات الشرطة لأحداث الأحد، مؤكدا على ضرورة توفر المعلومات الاستخبارية أولا بأول".
وأضاف أنه "بجانب التأهب الأمني للهجمات المسلحة، أو إطلاق الصواريخ من غزة، يسعى الاحتلال لمنع بث أي صورة أو مقطع فيديو مسيء له حول العالم من قبل عشرات الفرق الإعلامية التي ستغطي الحدث، كما حصل في جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة، ومهاجمة نعشها، ما عرض الاحتلال لانتقادات واسعة في جميع أنحاء العالم".
في الوقت ذاته، كشفت تسريبات إسرائيلية من النقاشات التي جرت في الأيام الأخيرة لدى المؤسستين العسكرية والسياسية أنه لا توجد تحذيرات ملموسة بشأن اضطرابات أو إطلاق صواريخ من غزة، لكن لدى الجميع حساسية واضحة ومألوفة، ومع ذلك، فقد رفعت أجهزة أمن الاحتلال حالة التأهب في القدس المحتلة والمدن العربية في فلسطين48 إلى المستوى الذي يسبق أعلى مستوى من التهديد، كما أنه تقرر إلغاء الإجازات والحضور الكامل لجميع ضباط الشرطة، ونشر 3000 شرطي في القدس وعكا واللد.
وعلى مدار الأيام الماضية، حذرت الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة إسرائيل من إقامة "مسيرة الأعلام"، في حين رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، تغيير مسارها المقرر، ما يعني مرورها بباب العامود والحي الإسلامي داخل أسوار البلدة القديمة في القدس.
واليوم، دعا عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، "جماهير الشعب الفلسطيني في مختلف المدن والقرى، للحشد ومواجهة قوات الاحتلال والمستوطنين، ورفع العلم الفلسطيني غدا الأحد".
وشدد بدران على "أهمية المشاركة الشعبية الحاشدة في المظاهرات التي دعت لها القوى الوطنية والإسلامية والحراكات الشعبية لمواجهة العدوان الصهيوني في القدس، وما يسمى مسيرة الأعلام الإسرائيلية، منوها بأن المقاومة بكل أشكالها كفيلة بوضع حد للعربدة الصهيونية".
وقال إن "قوى شعبنا متوحدة خلف قضية القدس، وفي خندق مواجهات العدوان الصهيوني الذي يتوعد باقتحام المسجد الأقصى وإقامة مسيرة استفزازية في طرق القدس المحتلة، وعند باب العامود".
ولفت بدران إلى "أهمية الدعم والإسناد الشعبي والرسمي العربي والإسلامية لمقاومة شعبنا في الداخل"، داعيا "جماهير الأمة للتعبير عن رفضها للظلم والطغيان الصهيوني ضد شعبنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية".
من جانبه، قال رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، اليوم، إن الاحتلال يحاول حسم المعركة على المسجد الأقصى مستغلًا انشغال المنطقة والدعم الأميركي، واختراقات التطبيع.
وأضاف خلال ملتقى العلماء لمواجهة "مسيرة الأعلام" أن "الاحتلال "يخطط غدًا وربما في مناسبات قادمة أن يحكم السيطرة ويكرس أمر الواقع في القدس والأقصى"، مشيرًا إلى أنه "يحارب العلم الفلسطيني، ويريد أن يسود العلم الإسرائيلي ليقول بأن الأقصى تحت سيادته السياسية والدينية".
وأكد مشعل بأن "الاحتلال يهدف إلى تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً تمهيداً لهدم قبة الصخرة والمسجد، لافتاً إلى أن "موقفنا واضح، القدس قدسنا والأقصى لنا مقدس إسلامي صرف لا نسمح لأي أحد ان يشاركنا فيه".
وقالت الفصائل الفلسطينية في بيان مشترك عقب اجتماع عقدته أول أمس، الخميس، في غزة إن مخطط مسيرة الأعلام سيكون "برميل بارود ينفجر ويشعل المنطقة بأكملها"، مضيفة أن الفصائل وأجنحتها العسكرية المسلحة "جاهزة في كافة المجالات لمواجهة هذا العدوان".