بانتظار “1111” وسيف قدس جديد..إبراهيم أبو عتيله

السبت 21 مايو 2022 02:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
بانتظار “1111” وسيف قدس جديد..إبراهيم أبو عتيله



في خطوة تصعيدية خطيرة جداً من جانب العدو الصهيوني في القدس، قرر وزير الأمن الداخلي الصهيوني في كيان العدو عومير بارليف ، والمفتش العام للشرطة يعقوب شبتاي، المُصادقة على مرور “مسيرة الأعلام”، التي ينظمها قطعان المستوطنون الصهاينة ، نهاية الشهر الجاري، في باب العامود والحي الإسلامي من القدس الشرقية المحتلة بعد أن اتفقوا مع قائد الشرطة في منطقة القدس دورون ترجمان على خط مسار المسيرة الاستفزازية بحيث تمر من الحي الإسلامي.
وبحسب مخطط الاحتلال الموافق عليه، فإن المسيرة الاستفزازية ستصل إلى ساحة باب العامود الذي سيتم إغلاقها أمام حركة الفلسطينيين في القدس ومن المزمع أن يقيم المستوطنون حلقات رقص تلمودية استفزازية في المكان. وستدخل المسيرة من باب العامود إلى طريق الواد، وهي الطريق الرئيسية في سوق القدس، حيث ستمر في الحي الإسلامي ومن ثم إلى باحة حائط البراق.
ومن المتوقع أن تفرض شرطة الاحتلال قيوداً على الفلسطينيين والمقدسيين في البلدة القديمة من القدس في اليوم المذكور علماً بأن المسيرة يتم تنظيمها سنوياً فيما تصفه إسرائيل بـ”يوم القدس” وهو ذكرى احتلال المدينة المقدسة عام 1967، ويصادف هذا اليوم في هذا العام في 29 مايو/ أيار الجاري، ومما يذكر أن “مسيرة الأعلام” التي نظمها المستوطنون الصهاينة بمصادقة سلطات العدو في القدس، في العام الماضي، وأسباب أخرى قد أدت إلى العدوان على غزة ومعركة سيف القدس.
فهل بتنا أمام حدث سيتجدد؟؟؟
إن المتابع لما يجري في كيان العدو ومدى عدوانية وصلف حكومته الحالية وقوة نفوذ قطعان الاستيطان اليمنية على نهج وتصرفات الحكومة هناك يستطيع أن يؤكد بأن هؤلاء الصهاينة التلموديين جادون جداً في تنفيذ كل ما يخططون له وبما يتفق مع نظراتهم ومبادئهم التلمودية الصهيونية المتطرفة والتي تستهدف هدم الأقصى على أن يبدأ الهدم بقبة الصخرة المشرفة ” القبة الذهبية ” حيث تنوي تلك القطعان حمل رايات عليها صور جرافات تستهدف القبة أولاً في خطوة معلنة على نواياهم بهدم الأقصى كاملاً فقبة الصخرة المشرفة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى البالغة مساحته 144000متر مربع..
إن قيام العدو بتنفيذ هذه المسيرة سيؤدي بالضرورة إلى مواجهات دامية بين المرابطين في القدس وقوات العدو الأمر الذي قدد يخرج عن كل حدود المواجهات السابقة خاصة مع النوايا الفاضحة بهدم الأقصى وتحديد مسار المسيرة التي ستخترق شوارع الحي الإسلامي في القدس القديمة وما قد يسببه ذلك من مواجهات مباشرة علاوة على رفع صور الجرافات التي يعلنهما العدو بهدف هدم قبة الصخرة والمسجد الأقصى.
وإذا عدنا لخطابات قادة فصائل المقاومة الفلسطينية قبل أيام قليلة والتهديد المباشر من قبل قائد ” حماس ” في غزة بأن قواته جاهزة لإطلاق الرشقة الأولى من صواريخ المقاومة بواقع ” 1111 ” صارخاً لتستهدف كيان العدو في أماكن مختلفة منه دفاعاً عن القدس والأقصى وجماهير الشعب الفلسطيني وهو تهديد يذكرنا بطلب المقاومة من قوات العدو الانسحاب من الشيخ جراح والأقصى وإطلاق المعتقلين من الفلسطينيين خلال العام المنصرم مما قد يجعل المواجهة مع العدو حتمية ويجعل من سيف القدس ” 2 ” قادمة لا محالة ، فلقد أثبتت المقاومة جديتها فيما تقول خاصة عندما يتعلق الأمر في القدس …
إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الوضع هذا العام هو أكثر حدة وتفجيراً من العام الذي سبقه بعد سلسلة من العمليات النوعية التي نفذها أبطال المقاومة في الداخل الفلسطيني وبعد ما شاهده العالم أجمع من مدى وحشية وهمجية الاحتلال عند إعدامهم للفلسطينيين من مدنيين وصحفيين ومقاومين بدم بارد ودون أدنى مواجهة كما حدث مع الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي قتلها الاحتلال أمام أنظار العالم  وهاجم جنازتها وتابوتها ورافعي الأعلام الفلسطينية  العزل في المرافقين للجنازة .
إن فلسطين كل فلسطين محتلة … وهي عند قوى المقاومة وتحريرها بالكامل هدف لا تراجع عنه ، وإن الشعب الفلسطيني بكل قواه وشرائحه يعتبرون القدس خطاً أحمراً لا يمكن تجاوزه بما في ذلك أبواق سلطة أوسلو مما يجعل خطر الحرب كبيراً جداً ويجعل ضرب صواريخ المقاومة مسألة وقت تحتاج إلى كبسة زر يسرعها قطعان التلموديين … فهل جاء وقت سيف القدس ” 2 ” … ربما … وربما يكون هذا التوقيت هو اليوم الذي حدده العدو لتنظيم مسيرة الأعلام  مشيراً بأن من سيحدد ذلك بالضرورة التدخلات المتوقعة من أمريكا ومدى التنازلات الأخرى التي ستقدمها سلطة أوسلوستان وصدق ووفاء تصريحات المقاومة التي عهدناها سابقاً …
فهل سيتراجع العدو عن موافقته بتنظيم المسيرة ليؤجل المواجهة وإطلاق الصواريخ إلى موعد آخر … أم هل سنرى سماء فلسطين تضاء بشهب ” 1111 ” صاروخاً في الرشقة الأولى …
الأيام القليلة القادمة ستبين ذلك بالتأكيد …
عمان – الأردن