حاولت من خلال مقال “اغتيال شيرين أبوعاقلة إستمرار لنكبة وطن و شعب ..” التذكير ببعض الأحداث و الحقائق التاريخية لتعريف بحقيقة القضية الفلسطينية و جذورها التاريخية، و كيف تم سرقة وطن من أهله و تحويل الأساطير إلى واقع على الأرض و تزييف و تحريف كثير من الحقائق التاريخية و الدينية و الجغرافية و السياسية، خدمة للحلم الصهيوني الذي يقوم على فرضية إحياء مملكة الملك – النبي سليمان عليه الصلاة و السلام، و حدود الحلم الصهيوني تمتد إلى حدود ” مملكة سليمان” و الغاية التي تحكم العقل الاستراتيجي الصهيوني هو البحث عن هيكل سليمان بل و أسرار و كنوز “نبي الله سليمان” و التي مكنته من تسخير شياطين الجن و الإنس لخدمة مشروعه الذي يخالف ما يؤمن به الصهاينة …لكن و بعد قرون من الجهد التنظيري و التحريفي نجحوا إلى –حدما في إقامة وطن لهم- على أرض فلسطين المحتلة، و حدودهم كما يشير علمهم “من البحر إلى النهر”، و سعيهم لإختراق المنطقة العربية و تفتيتها هدف استراتيجي للكيان الصهيوني و الغاية تحقيق الحلم الصهيوني…
وبالتالي فإن الحلم الصهيوني يناقض الحلم العربي – الإسلامي، حلمين يتصادمان ويتعارضان لا محالة، لكن الفرق بينهما كالفرق بين الليل و النهار، فبينما الحلم العربي- الإسلامي يملك كل مقومات النجاح من وحدة دينية و لغوية و جغرافية و تاريخ مشترك، و انسجام و تناغم بين الشعوب و الأهم سلامة المعتقد و نبل القصد و الغاية .. لكن هذا الحلم العربي- الإسلامي يفتقد للعقل الاستراتيجي المدبر و المخطط … في حين أن ” الحلم الصهيوني” الأقرب للأسطورة و الخرافة و الإفساد، وجد عقل استراتيجي يعمل على تنزيله، رغم أنه محكوم بالفشل إن لم يكن على المدى المنظور، فإنه لا محالة فاشل على المدى المتوسط و البعيد، فكلما اتسعت خارطة الوعي العربي بالمصير الواحد و المشترك، و كلما إتسعت دائرة الوعي بأن العدو الحقيقي و الفعلي هو الكيان الصهيوني و داعميه، إلا و تقلصت فرص نجاح الحلم الصهيوني و تعززت فرص نجاح الحلم العربي -الإسلامي…
ف”شرين أبوعاقلة” التي تم إغتيالها من قبل الصهاينة هي إمتداد للحلم العربي الإسلامي و تأكيد له ، هي “جنين” فلسطين المستقبل، فوفاتها كسيدة غير متزوجة ، كانت تحلم كأي امرأة بزوج وذرية لأن هذه سنة الحياة و فطرة الله التي يريد البعض تحريفها و تغييرها ، و أهل فلسطين أكثر حرصا على الزواج و التناسل لأن ذلك جزء أساسي في تحقيق النصر، فقد قالت عندما سألها أحد الصحفيين عن الزواج قالت إنه قضاء و قدر و ليس له صلة بعملها الصحفي أو إعراضها عن الزواج، و قالت أن كل خيار في الحياة له إيجابياته و سلبياته…
و الشعب الفلسطيني على خلاف كثير من العرب و المسلمين الذين غرقوا في نقاشات جانبية لا نفع منها في الوقت الراهن من قبيل الترحم من عدمه و سيل لا حصر له من غثاء الكلام، الشعب الفلسطيني بكل مكوناته أدرك مخزى الرسالة و دلالتها، و بعد إغتيال شرين مباشرة أطلق العديد من الفلسطينين على مواليدهم الجدد من الإناث إسم “شرين” ، و قام مواطن فلسطيني بغزة بإطلاق اسمَي “شيرين” و”جنين” على توأمه الذي رأى النور يوم الأحد 15 أيار/مايو 2022 و هو تاريخ الذكرى 74 لنكبة فلسطين …ومن المتوقع ان يسمي أخرون باسم شيرين لذلك فإن “شيرين تولد كل يوم” و كاتب هذا المقال لو أكرمه الله تعالى بفتاة ندرا علي سأختار لها إن شاء الله تعالى إسم شرين أو جنين…
فالعقل العربي و الفلسطيني خاصة يدرك أهمية العنصر البشري و الديموغرافي لقلب موازين القوى داخل التراب الفلسطيني، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال ” تناكحوا تناسلوا فإني مباهي بكم الأمم..”، فلا يمكن لأي عاقل في قلب هذا الصراع بداخل أراضي فلسطين المحتلة أن يعرض عن وعي و قصد عن الإنجاب، لأن الإنجاب و التكاثر جزء من المعركة..و في هذا السياق إذا لم تترك “شرين أبوعاقلة” ابنت 51 سنة ذرية فماذا تركت؟
بنظري، إذا كان تيودور هيرتزل أب الدولة اليهودية، فإن شرين أبو عاقلة أم دولة فلسطين المستقبل، فهي تزوجت فلسطين و القدس وأنجبت لحظة التحرير بأرض جنين، فهي رحلت إلى خالقها و لن يكتب لها أن ترى قيام دولة فلسطين من النهر إلى البحر ، كما لم يرى تيودور هيرتزل قيام الدولة التي حلم بها، لكنه شاهدها في رؤياه الاستشرافية و في العمل الميداني الذي أسس لميلاد دولة إسرائيل ، و كذلك شيرين إستشرفت في رؤياها دولة فلسطين المحررة و أمنت بها و عملت على التمهيد لها بل دفعت حياتها ثمنا لفلسطين..
و علاقة بمسيحية شيرين علينا في هذا السياق أن نستحضر في أذهاننا أن المسيح عليه السلام هو من مهد لقدوم سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و أنبأ بذلك ، كما أخبرنا القرأن الكريم و السنة النبوية الشريفة بعودة المسيح عليه السلام أخر الزمان، و صلاته خلف إمام المسلمين – المهدي المنتظر في غالب الأمر-فعودة نزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان من الثوابت في الإسلام و التي لم يختلف في وقوعه أحد من أهل العلم المعتبرين، وقد قامت عليه الدلائل المتواترة من السنة، قال “السفاريني في لوامع الأنوار البهية”، في بيان العلامة الثالثة من علامات الساعة العظمى: أن ينزل من السماء السيد المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام-، ونزوله ثابت بالكتاب، والسنة، وإجماع الأمة:
أما في القران الكريم فقوله تعالى {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} [النساء: 159]، أي: ليؤمنن بعيسى قبل موت عيسى، وذلك عند نزوله من السماء آخر الزمان، حتى تكون الملة واحدة ملة إبراهيم حنيفًا مسلمًا، ونوزع في الاستدلال بهذه الآية الكريمة.
وأما في السنة المطهرة : ففي الصحيحين، وغيرهما عن أبي هريرة -رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية»، وفي مسلم عنه: «والله لينزلن ابن مريم حكمًا عدلًا، فليكسرن الصليب» بنحوه. وأخرج مسلم أيضًا عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم: تعال صل بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة».
و اليهود أيضا ينتظرون المسيح المخلص الذي يخلصهم من العبودية بعد تشتتهم و يعيد لهم ملكهم الدنيوي، و قد ظل خيال “مسيا” يطارد اليهود، فقد تحدثت عنه البروتوكولات، ورأته خصما لعيسى ابن مريم، ورآه «شهود يهوه» كامنًا في الهيكل، أما أقطاب الصهيونية فقد رأوا أنفسهم نوابًا عنه، يُمهِّدون لقيام دولة له كي تستقبله، ورآه “هيرتزل” في منامه يقول: «أعلن، أعلن أنى آتٍ قريبًا”
ولما كان اليهود ينتظِرون المسيح المُخلِّص الذى يخلصهم من العبودية بعد تشتُّتهم، ويُعيد إليهم مُلكَهم الدنيوى، فلما ظهر “عيسى” عليه السلام وحاول تخليصهم مِن شُرورهم، ولم يظهَر في صورة ملك يُعيد إليهم سلطانهم الدنيوي، أنكروه واضطهدوه، وحتى الآن وهم يَنتظِرون المسيح المُخلِّص في صورة ملك مِن نَسلِ داود، يُخلِّصهم مِن الاستعباد والتشتُّت.
فاليهود في انتظار دائم لظهور المسيح “المسيا المنتظر” ويعلقون آمالا جساما على مجيئه، فحين يأتي ت” َطرح الأرض فطيرًا وملابس من الصوف، وقمحًا حَبُّه بقدر كلاوي الثيران الكبيرة، وفى ذلك الزمن تَرجِع السلطة لليهود، وكل الأمم تَخدم ذلك المسيح وتخضع له، وفى ذلك الوقت يكون لكل يهودى ألفان وثمانمائة عبد يخدمونه وثلاثمائة وعشرة تحت سلطته، لكن المسيح لا يأتى إلا بعد انقِضاء حكم الخارجين عن دين بنى إسرائيل”، على حد زعم تلمودهم.
ولما يأتى المسيح اليهودى سيرتكب مجزرة في الأرض كما جاء في سفر زكريا الإصحاح (13) “وَيَكُونُ فِى كُلِّ الأَرْضِ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَنَّ ثُلْثَيْنِ مِنْهَا يُقْطَعَانِ وَيَمُوتَانِ، وَالثُّلْثَ يَبْقَى فِيهَا” وهو أنه يقتل في ذلك اليوم ثلثا العالم، كما أنه في عهد المسيح المنتظر تتغير أجسام اليهود وتطول أعمارهم ومن التغير الذى يحدث لليهود بزعمهم أن أعمارهم تطول فيعمرون قروناً كثيرة وكذلك تتغير أجسامهم فتصل قامة اليهودى في ذلك الوقت إلى مائتى ذراع، حيث جاء في التلمود عند اليهود ما نصه: “إن حياة الناس حينئذٍ ستطول قروناً والطفل يموت في سن المئة وقامة الرجل ستكون مائتى ذراع”.
و المسيحيون بدورهم ينتظرون عودة “المسيح المخلص” كي يكمل رسالة السلام التي بدأها..لكن الكنائس بوجه عام تحاول الالتزام بحرفية الكتاب المقدس، في أمر عودة المسيح، والتي تعتبر عودة المسيح من الأمور الغيبية التي لا يعلم موعدها إلا الله، يدور الحديث بين المسيحيين عن عصر رجوع المسيح وعودته. فقد ذكرت عودة المسيح في الكتاب المقدس أكثر من 300 مرّة، فيقول في إنجيل “متى 24” مَا هِى عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟، فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: “انْظُرُوا! لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِى قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ! وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ، وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا، لاَ تَرْتَاعُوا. لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هذِهِ كُلُّهَا، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ، لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِى أَمَاكِنَ”.
فما يحدث على أرض فلسطين و القدس تحديدا ليس مسألة خلاف على الحدود و الموارد الاقتصادية و إنما هو مسألة عقدية ففي مسرح القدس ستكون المعركة الحاسمة معركة المستقبل و القدس تتهيأ منذ 1948 لأحداث كبرى قادمة ، أوجزها القران الكريم في سورة” الإسراء ” وتسمى أيضا سورة “بني إسرائيل” ، حيث بدأ الله تعالى السورة بالحديث عن حادثة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، ليُري النبي صلى الله عليه وسلم من آياته سبحانه، فيزداد يقينا وثباتا، سيما وأن حادثة الإسراء والمعراج كانت بُعيد رجوعه عليه الصلاة والسلام من الطائف، حيث آذاه أهلها وأدموا قدميه الشريفتين، وجاءه الملك يستأذنه في إهلاك قريش ويطبق عليهم الأخشبين، ليقول وهو بهم رؤوف رحيم: ” لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله” ..
وبعد الحديث عن الإسراء يأتي الحديث عن إفساديْ بني إسرائيل في الأرض، وخلاصته أن الإفساد الأول كان زمن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، والثاني هو ما نحياه منذ عقود، وذلك أن بني إسرائيل في تاريخهم لم يعلوا العلو الكبير في إفسادهم مثلما هم عليه بعد تمكنهم من السيطرة على عواصم القرار العالمي، والسيطرة المالية والإعلامية، وتوعدهم الله في كلا الإفسادين أن يبعث عليهم عبادا له صالحين، وجاء ذكر المسجد في المرة الثانية: “وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة” ، وهو المسجد الأقصى بإجماع علماء الأمة..
وفي سورة “الإسراء” أكثر من بشارة بحتمية انتصار هذا الدين، فآيات إفساد بني إسرائيل نفسها تتحدث عن النصر: ” فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة، وليتبِّروا ما علو تتبيرا” ، ومنها ما جاء في آخر السورة: ” وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض، فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا” ، حيث كان الحديث عن ظلم فرعون لهم، وكيف نجاهم الله تعالى منه ومكّنهم، فسكنوا الأرض، وذهب كثير من المفسرين إلى أن المقصود بالآخرة هنا هو اليوم الآخر الذي يجمع الله به الخلائق، وذهب بعض المعاصرين إلى أن المقصود هو المرة الآخرة من إفساديْ بني إسرائيل، وفي الآية حينئذ من الإخبار عن الغيب ما يعزز معجزة القرآن، حيث يتحدث النص عن مجيء بني إسرائيل إلى فلسطين لفيفا، حين أذن الله تعالى بأن يجتمعوا مرة أخرى ليفسدوا ويعلوا…
وحين صدّر الله السورة بكلمة (سبحان)، وهي مشعرة بتنزيهه تعالى وتعظيمه، فلا يعجزه شيء، وهي مشعرة بما سيكون من احتجاج قريش في اعتراضها واستخفافها بما سيحدثهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من قصة الإسراء والمعراج، وهو الشيء نفسه الذي نراه في خطاب المتصهينين و المطبعين العرب، الذين يستخفون بانتصارات المقاومة الفلسطينية و صمودها الأسطوري، و يعتبرون ذلك نوع من العبث السياسي و عدم فهم لموازين القوى، بل ويستبعدون أي انتصار للمسلمين على الصهاينة…
و لمثل هؤلاء هل نصدق ضعفكم و خياناتكم و هرولتكم بإتجاه العدو الذي سيضر لا محالة بمصالحكم و مستقبلكم، لأنه لا يحترم عهوده لحلفائه، بل إنه لا يخشى إلا القوي الصامد على الحق، ويؤسفني أن أقول لكم أن الصهاينة عندما يخطب قادة المقاومة في فلسطين يتم الإنصات لخطابهم و يحللون شفرات كل كلمة و لعل معركة “سيف القدس” دليل على أن النصر قادم فمن نتائج هذه المعركة الأنية و المباشرة إسقاط “نتنياهو” …
من المؤكد، أن النصر قادم و سورة “الإسراء” تخبرنا بذلك، و النبي محمد عليه الصلاة و السلام أخبرنا بنهاية هذه المعركة التي تحدث على أرض فلسطين المباركة، فقد روى البخاري عن عَبْداللَّهِ بن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَال: ” سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ تُقَاتِلُكُمْ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ يَقُولُ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ” ، وروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: ” لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ” ..
هذه الأحاديث النبوية و سورة “الإسراء” تخبرنا بالعمر الإفتراضي لعلو اليهود الصهاينة في أرض فلسطين ، و المؤشرات على قرب الزوال أصبحت ظاهرة وواضحة للعيان ، و رغم هذا الوهج و الطغيان الظاهر لكن من علامات إنطفاء نور الشمعة و وهج الإضاءة ثم الانطفاء..و عودة المؤشر المسيحي في مقتل شرين أبو عاقلة رسالة قدرية ، و ليس عبثا أن يكون صوت فلسطين الأبرز طوال 25 سنة الأخيرة هو صوت شيرين ، دون أن يعلم أحد من قبل بمسيحيتها ، و لقد تعرض العقل العربي عامته و نخبته إلى زلزال حقيقي و لم يستوعب بعد أبعاد هذا الحدث و دلالته، خاصة و أنه كان على أرض جنين و ما أدراك ما جنين على أرضها تحقق أول إنتصار حاسم على الصهاينة في معركة جينين من 31 مايو إلى 4 يونيو من عام 1948 بين قوات الاحتلال الصهيوني و كتيبة من الجيش العراقي، و قد تم تحرير المدينة بنصر عراقي حاسم …و سنحاول في مقال موالي ان شاء الله تعالى إستقراء أبعاد هذا الحدث الذي أرى فيه مؤشرا لقرب نصر حاسم لعموم أرض فلسطين … و في الختام تعازينا مجددا لذوي الفقيدة و لعموم الشعب الفلسطيني و لعموم الجسم الصحفي ولاحول و لا قوة إلا لله … و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون..
إعلامي وأكاديمي متخصص في الاقتصاد الصيني والشرق آسيوي، أستاذ العلوم السياسية والسياسات العامة..