شكّلت عمليات الاعتقال الممنهجة أبرز السياسات التي اتبعها الاحتلال الإسرائيليّ بحقّ الفلسطينيّ والعربي، منذ احتلاله لفلسطين، وعلى الرغم من أنّ محاولات الرصّد والتّوثيق كانت معقدة وصعبة إبان النّكبة، ومنها عمليات الاعتقال التي نفّذتها العصابات الصهيونية في حينه، ضمن عملية تطهير عرقيّ، وتهجير قسريّ وسرقة للأرض الفلسطينية.
وأوضح نادي الأسير في بيان له اليوم الأحد في الذكرى الـ74 على النّكبة، أنّه وعلى الرغم أنّ لا بيانات دقيقة حول أعداد المعتقلين والأسرى في حينه، إلا أن هناك تقدير إلى أنّ أكثر من مليون فلسطينيّ واجهوا الاعتقال منذ سنوات الاحتلال.
واستمرت عمليات الاعتقال حتّى يومنا هذا بما يرافقها من عمليات تعذيب وتنكيل وسياسات ممنهجة، حيث عمل الاحتلال على تطوير أدواته لاستهداف الفلسطينيّ عبر منظومة السّجن.
وأضاف أنّه وعلى مدار هذه العقود تمكّن الأسير الفلسطينيّ من مواجهة هذه المنظومة عبر التّنظيم، و ترسيخ جملة من الأدوات النّضالية التي تحوّلت إلى قواعد للنضال ضد السّجان.
وفي أواخر الستينات بدأت النواة الأولى لتشكل جسم الحركة الأسيرة عبر أطر وهياكل تنظيمية، التي ضمت إلى جانب الأسرى الفلسطينيين، أسرى من جنسيات مختلفة (أسرى الدوريات).
إنّ إحدى أكبر شواهد النّكبة المستمرة بحقّ الفلسطينيّ، هي منظومة السّجن ويبلغ عدد السجون اليوم نحو 23 سجنًا ومركز توقيف وتحقيق، أساسها البنيويّ قائم على تحويل كافة التّفاصيل في السّجن إلى أداة للتّنكيل والقهر والحرمان.
ويؤكّد نادي الأسير الفلسطينيّ، على أنّ كل محاولات الاحتلال الماضية في "كسر" الفلسطينيّ عبر منظومة السّجن قد فشلت، فالأسير الفلسطيني عمّل بكل ما يملك من فاعلية على مواجهة هذه المنظومة، عبر التنظيم الذي تحوّل إلى "مؤسسة" تنظم حياة الاعتقالية للأسير، وتزيد من فاعليته وتساهم في تطوير أدواته النضالية والمعرفية، وعلى مدار هذه العقود نفّذ الأسرى نحو 25 إضرابًا جماعيّ تمكّنوا عبرها من انتزاع حقوقهم وفرض فعاليتهم النضالية، بالدم والتّضحية.
وبعد 74 عامًا مرت على النّكبة، يواصل الاحتلال اعتقال نحو (4700) أسير فلسطيني، منهم (32) أسيرة، بينهم فتاتان قاصرتان وهما من بين نحو (170) طفًلا يعتقلهم الاحتلال الإسرائيليّ، إضافة إلى ما يزيد عن 600 معتقل إداريّ.
فمنذ مطلع العام الجاريّ 2022 اعتقل الاحتلال أكثر من (2950) فلسطينيًا/ة وبلغت ذروتها في شهر نيسان/ أبريل الماضي، حيث نفّذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال واسعة تحديدًا في القدس، وذلك مع تصاعد المواجهة الراهنّة مع الاحتلال.
-ووصل عدد الأسرى المرضى إلى أكثر من (600) أسير ممن تم تشخيصهم من بينهم 200 حالة مرضية مزمنة بينهم (22) أسيرًا مصابون بالسّرطان وأورام بدرجات متفاوتة، أخطر هذه الحالات الأسير ناصر أبو حميد الذي يواجه وضعًا صحيًا خطيرًا، جراء إصابته بسرطان في الرئة.
-ومن أبرز أسماء الأسرى المرضى القابعين في سجن "عيادة الرملة": (خالد الشاويش، منصور موقدة، معتصم ردّاد، ناهض الأقرع، وناصر ابو حميد، وإياد حريبات)، علماً أنّ غالبيتهم يقبعون منذ تاريخ اعتقالهم في سجن "عيادة الرملة" وشهدوا على استشهاد عدد من رفاقهم على مدار سنوات.
فيما بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967، إلى (227) شهيداً، بارتقاء الشّهيد سامي العمور نتيجة لجريمة الإهمال الطبّي المتعمّد (القتل البطيء) أواخر العام الماضي، إضافة إلى المئات من الأسرى المحرّرين الذين استشهدوا نتيجة أمراض ورثوها من السّجن ومنهم الشّهيد حسين مسالمة الذي ارتقى العام الماضي بعد أن واجه جريمة الإهمال الطبيّ قبل قرار الاحتلال بالإفراج عنه، حيث بلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا نتيجة لسياسة الإهمال الطبي (72) شهيدًا.
وعدد الأسرى الذين يقضون أحكامًا بالسّجن المؤبد إلى (550) أسيراً، وأعلاهم حكماً الأسير عبد الله البرغوثي، المحكوم لـ(67) مؤبّداً، وخلال العام الجاريّ أصدر الاحتلال حُكمًا بالسّجن المؤبد بحقّ الأسير منتصر شلبي من رام الله، والأسير محمد كبها من جنين، وخليل دويكات من نابلس.
-ويواصل الاحتلال وكجزء من سياساته الممنهجة، احتجاز جثامين (8) أسرى استشهدوا داخل السّجون، وهم: أنيس دولة الذي اُستشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات في العام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السّايح، وأربعتهم استشهدوا خلال العام 2019، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر اللّذان اُستشهدا عام 2020، وآخرهم سامي العمور خلال 2021.
-وبلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو (25) أسيراً، أقدمهم الأسيران كريم يونس وماهر يونس المعتقلان منذ يناير عام 1983م بشكل متواصل، والأسير نائل البرغوثي الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، الذي دخل عامه الـ(42) في سجون الاحتلال، حيث قضى منها (34) عاماً بشكل متواصل، قبل تحرّره عام 2011 في صفقة (وفاء الأحرار)، إلى أن أُعيد اعتقاله عام 2014 إلى جانب مجموعة من العشرات من المحررين، منهم علاء البازين، ونضال زلوم، وسامر المحروم وغيرهم.
-ويضاف إلى الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو العشرات من الأسرى الذين جرى اعتقالهم إبان انتفاضة الأقصى، حيث وصل عدد الأسرى الذين تجاوزت سنوات اعتقالهم 20 عاما، (208).