استقبل الزملاء الصحفيون ومحبو الإعلامية شيرين أبو عاقلة مساء اليوم الأربعاء، جثمانها في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، فور وصوله من مدينة نابلس.
المئات من أبناء الشعب الفلسطيني احتشدوا منذ ساعات الصباح أمام مكتب شبكة الجزيرة الإعلامية بمدينة رام الله، بانتظار وصول جثمانها بعد استشهادها أثناء تغطيتها لاقتحام الاحتلال لمخيم جنين شمال الضفة الغربية.
فور وصول الجثمان حمل على الأكتاف وصعد به إلى الطابق الثامن من العمارة التي تتخذها الشبكة مقرا لها في مدينة رام الله، حيث مكتبها، وكان في انتظارها زملاؤها وأفراد من عائلاتها لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليها، ولتزور مكتبها الذي عملت فيه على مدى 25 عاما في التغطية الإخبارية لصالح الجزيرة.
استشهدت شيرين برصاصة متفجرة أطلقها أحد جنود الاحتلال أسفل أذنها، ما تسبب بتهتك جزء من دماغها ووفاتها على الفور، بالتزامن مع إصابة زميلها علي سمودي بجروح متوسطة، حيث أطلق قناصون إسرائيليون النار صوب الصحفيين الذين كانوا يتابعون اقتحام قوات الاحتلال للمخيم.
سجي الجثمان في مكتبها لوقت قصير قبل أن يحمله مئات الشبان ويتوجهون بمسيرة حاشدة جابت شوارع رام الله والبيرة شهدت هتافات غاضبة منددة بجرائم الاحتلال بحق شعبنا.
هتف المشيعون والمودعون "من رام الله أعلناها شيرين نجمة بسماها"، و"من رام الله لجنين يرحم روحك يا شيرين"، و"تحية شعب فلسطين.. شكرا شكرا يا شيرين".
جثمان الشهيدة أبو عاقلة نقل بعد انتهاء مراسم وداعه الشعبية في مدينة رام الله إلى المستشفى الاستشاري بضاحية الريحان، شمال المدينة، تمهيدا لتشييع رسمي سيجري في مقر الرئاسة برام الله صباح يوم غد الخميس.
نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر قال إن "شهادة شيرين هي شاهد على الحقيقة على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، الذي أرسل رسالة للصحفيين الفلسطينيين وللشعب الفلسطيني بدماء شيرين أبو عاقلة أن الكل مستهدف".
وأضاف "نقول للاحتلال وصلت رسالتكم منذ زمن طويل، لكنها لن تضعفنا ولن تجعلنا إلا أكثر تصميما وإرادة لفضح جرائمكم بحق صحفيي فلسطين وبحق كل أبناء شعبنا".
وأوضح أن عدد شهداء الصحفيين ارتفع منذ عام 2000 إلى 55 شهيدا، وعدد جرائم الاحتلال منذ عام 2013 المتواصلة يوميا إلى أكثر من 7 آلاف جريمة واعتداء بحق الصحفيين الفلسطينيين.
وتابع: "نقول للعالم إن هذه المجزرة المستمرة يجب أن تتوقف، ولا تصدقوا أضاليل الاحتلال، فإعلامه جزء مما يجري وتضليل للرأي العام الدولي".
وأضاف أن "الصحفيين سيبقون الشهود على جرائم الاحتلال وسيكشفونها للعالم، وشيرين أبو عاقلة أيقونة الإعلام الفلسطيني وواحدة من أبرز صحفيي فلسطين والعالم، لم تترك قرية أو مدينة أو مخيما إلا وكانت في المقدمة".
من جانبه، قال الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم إن صمت العالم على جرائم الاحتلال يفتح شهيته على مزيد من الجرائم، ولن يفلت المجرمون من العقاب وسيكون دم شيرين شاهدا على الجريمة المروعة التي ذهبت ضحيتها وهي تتقصى جرائم الاحتلال وتنقلها للعالم.