يدعو سفير إسرائيل السابق في القاهرة، الباحث في معهد هرتزليا متعدد المجالات، يتسحاق ليفانون لتهديد الأردن رسميا بتحويله إلى فلسطين في حال واصل المسؤولون الأردنيون مساندة الفلسطينيين ومهاجمة الجانب الإسرائيلي بشدة.
ويتابع ليفانون في مقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم”: “كنت ولا أزال مؤيداً لإقامة علاقات ثنائية طيبة، بل وقريبة، مع المملكة الأردنية وأسباب ذلك متنوعة، وكلها تعود لمجال المصلحة العليا للدولتين”. لكن ليفانون وهو يهودي من أصل لبناني عملت والدته جاسوسة إسرائيلية في بيروت قبل 1948، يقول في المقابل إنه مهما كانت هذه الإرادة الحقيقية في الحفاظ على علاقات قريبة مع المملكة، ثمة خطوط حمراء محظور اجتيازها، وثمة إحساس بأن الأردن اجتازها. ويعلل مزاعمه بالقول إن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يتحدث عن مؤامرة إسرائيلية لتقسيم الحرم بين اليهود والعرب، وهذا برأيه ” كذب” فقد أعلنت إسرائيل رسمياً بأن لا نية لهذا.
ويقول السفير الإسرائيلي السابق إن الملك عبد الله الثاني أطلق بشكل غير مباشر، يد الأوقاف لإرسال ورقة غير رسمية للولايات المتحدة، طلبت فيها تغيير الوضع القائم ونقل إدارة كل الشؤون، بما فيها الأمنية داخل الحرم إلى يد الأوقاف وإبقاء إسرائيل في الخارج. واعبر ليفانون إن تهجم رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة على إسرائيل أمام أعضاء البرلمان، كان مؤذياً وكاذباً ومهيناً، وما استخدمه من تعابير متطرفة أمر لا يطاق.
ويضيف: برغبته في الإعراب عن تأييده للمشاغبين الفلسطينيين قال رئيس الوزراء الأردني إن اليهود يدنسون “جبل الهيكل” (الحرم القدسي الشريف)، هذه لغة حادة، ليست في مكانها. كما استدعت عمان مندوب إسرائيل إلى حديث توبيخ.
ينبغي استدعاء السفير
ويزعم ليفانون أن الملك عبد الله الثاني حاول تجنيد العالم العربي – الإمارات ومصر – ضد إسرائيل مرجحا أن المملكة تراهن بكل الصندوق، وينبغي إيقاظها من حلمها”. ويرى أنه على إسرائيل استدعاء السفير الأردني إلى وزارة الخارجية دون إبطاء؛ لحديث توبيخ، سيكون مطالباً فيه أن يوضح للمسؤولين عنه بأن إسرائيل دولة سيادية ومستقلة مسؤولة عن النظام والهدوء العامين، خصوصاً في “جبل الهيكل”(الحرم القدسي الشريف)، مدعيا أن الأردن، من ناحيته، مسؤول عن المساعدة لتحقيق هذا الهدف، كما وعد المسؤولين الإسرائيليين الذين زاروا الملك عبد الله الثاني عندما كان وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس هناك، عشية عيد رمضان الأخير، وكذا حين طلب الأمريكيون تهدئة الخواطر.
ويتابع “في الحديث الذي ستجريه إسرائيل مع السفير، ينبغي لها القول بأنها ترفض أقوال رئيس وزراء الأردن بكاملها، وأنها تحافظ وستواصل الحفاظ على الوضع الراهن”. ويتهم ليفانون الملك عبد الله الثاني بمحاولة الإفلات من تحديات داخلية على حساب إسرائيل بالزعم أن مصاعبه الداخلية معروفة، ولكن لا يمكن التلويح بذلك كلما خرج الجمهور الأردني إلى الشوارع وتظاهر ضده. لن تكون إسرائيل كبش الفداء للتغلب على هذه المصاعب.
ويضيف محاولا النيل من مكانة وصورة الملك الأردني الحالي بمفاضلات مع والده: “أبو عبد الله، الملك حسين، رحمه الله، الذي هو الآخر واجه مصاعب مشابهة في مملكته، عرف كيف يتصدى لهذا الشأن بحكمة سياسية نادرة فقد أدرك بأن العلاقات الوثيقة مع إسرائيل ذخر ومصلحة عليا للمملكة”.
وزعم أن “إسرائيل بذلت في السنة الماضية جهدا حقيقيا لترميم العلاقات مع عمّان، والتي تدهورت أساساً بسبب أعمال الشغب الفلسطينية داخل الحرم وللعجز الذي أبداه الأردن”، مرجحا أن هذا ينجح لكن سلوك عمان الأخير يعمل ضد ميل التحسن. ويقول إن هناك مشاعر ومطالب لدى الإسرائيليين وإذا ما نفذ استفتاء عليها حيال سلوك الأردن الأخير فلست واثقاً من أن الملك سيكون راضياً عن النتائج، وينبغي التقدير بأنه يرى أهمية لهذه العلاقات، ويدعي أنه يمكن الانتقال بسهولة إلى التصريحات المتطرفة، وعليه “فإن على الملك أن يوقف التدهور”.
وخلص ليفانون للقول بنظرته الاستعلائية “إذا تبين بأن هذا هو موقف المملكة تجاه الفلسطينيين، المعلنة بـ (أحيي كل فلسطيني يرشق حجراً على إسرائيلي في الحرم”، مثلاً)، التي تطلقها شخصيات مركزية كرئيس الوزراء، حينئذ على المملكة ألا تتفاجأ بوجود إسرائيليين يعتقدون بأن الأردن هو فلسطين. ويتابع” نحن سعداء بأن هذا ليس الموقف الرسمي لإسرائيل فالدولتان بحاجة الآن لوقف التدهور بكل قوة، والتوصل لمسيرة إشفاء العلاقات فيما بينهما. وثمة تخوف بأن الملك يحاول فتح صندوق كان مغلقاً، لكننا نأمل ألا يتبين بأنه صندوق مفاسد”.
في سياق متصل هاتف رئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتسوغ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ليقدم له التهاني بمناسبة عيد الفطر علما بأن الأخير يزور الولايات المتحدة حاليا. وقالت الإذاعة العبرية إن الرئيس هرتسوغ قدم للعاهل الأردني وللمواطنين الأردنيين أطيب التبريكات. وأعرب الزعيمان عن أملهما في أن يستمر الهدوء والسلام والاستقرار في المنطقة. وتشير الى أن هذه أول مكالمة هاتفية جرت بين مسؤول إسرائيلي كبير والملك الأردني منذ اندلاع التوتر حول الحرم القدسي الشريف قبل حوالي شهر.
وكان رئيس دولة الاحتلال اتصل بنظيره التركي رجب طيب أر دوغان وهنأه بمناسبة حلول عيد الفطر وشكر الرئيس التركي على رسالة التهنئة التي بعث بها أردوغان إليه بمناسبة حلول عيد الاستقلال الرابع والسبعين للدولة. وأعرب اردوغان في الرسالة عن أمله أن يعم السلام والازدهار المنطقة وأن تتقارب قلوب شعوبها بمناسبة عيد الاستقلال.
كما أعرب عن يقينه باستمرار تنمية التعاون بين البلدين لخدمة مصالحهما الوطنية ومن أجل تحقيق السلام وترسيخ الاستقرار في المنطقة. كما نوهت الإذاعة بمكالمة مشابهة أجراها هرتسوغ مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مهنئا بعيد الفطر وفي نفس اليوم قام في حديث لصحيفة “هآرتس” العبرية بإلقاء الكرة في الملعب الفلسطيني وقال إنه “لابد من المفاوضات مع الفلسطينيين لكن هؤلاء غير إيجابيين وغير جاهزين لتسوية”.
وبذلك كرر هرتسوغ (حزب العمل) مواقف حزبه في الماضي ممن أفرطوا في الحديث عن السلام مع الشعب الفلسطيني لكنهم لم يقدموا شيئا حقيقيا من أجل تحقيقه على الأرض وهذا ما دفع الباحث الإسرائيلي الجنرال في الاحتياط شاؤول أرئيلي للقول في كتابه الجديد إن هناك 12 أسطورة صهيونية تكرّس حالة الصراع مع الفلسطينيين أبرزها عدم وجود شريك للحوار في الجانب الآخر.
تسوية الدولتين
ففي كتابه “هل هكذا فعلا حدث؟” يشير أرئيلي إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود براك كان قد ابتدع فرية اللاشريك وصدقها الإسرائيليون من وقتها حتى اليوم علاوة على إشارته لأساطير أخرى منها “عدم وجود شعب فلسطيني” أو أن “فلسطين بلاد خالية” وغيرها من الأساطير التي تستبطن بذرة حقيقة لكنها مغلفة بطبقات من الكذب والافتراء.
ويؤكد أرئيلي في دراسة جديدة عن المستوطنات أن هناك هجرة سلبية في عدد المستوطنين داخل الضفة الغربية ويكشف عن عمليات تضليل وتزوير الحقائق في تقاريرهم الهادفة لقتل فكرة الدولتين ومنع تسوية الصراع بالتأثير على وعي الإسرائيليين. ويقول الجنرال في الاحتياط الباحث شاؤول أرئيلي في دراسته الجديدة:” يتشبثون بالأرض أم يضللون… تأثير المستوطنات على احتمالية حل الدولتين” إن وراء كل أسطورة يوجد هدف سياسي، كلما كان أبعد من الواقع فسيصغر عامل الحقيقة الموجود في الأسطورة ويزيد فيها عامل الاختلاق، الذي يبني غلافا من الادعاءات والتفسيرات المنحازة، ويسمح للأسطورة بأن تنقل رسالة اجتماعية – سياسية بصورة مثيرة للمشاعر، التي لا تصمد أمام اختبار الحقائق.
ويضيف: “كلما كان الهدف السياسي ملحا أكثر فإن اتباع الأسطورة سيحاولون تطويرها بصورة أشد”، موضحا في دراسته أن تسوية الدولتين ممكنة إذا رغبت بها إسرائيل حقا منوها لـ إمكانية استبدال 80% من المستوطنات بأراض داخل إسرائيل علاوة على إخلاء بقية المستوطنات.