قالت مصادر فصائلية مطلعة لصحيفة "الأيام" المحلية، إن "دولة" الاحتلال "عقدت من مهمة الوسطاء وكذبت عليهم طوال فترة تحركهم خلال الأحداث الأخيرة، وإنها تراجعت عن الكثير من وعودها ما أثار حفيظتهم واستياءهم، لاسيما أنهم بذلوا جهوداً على كل الصعد من أجل تجنب حدوث مواجهة كبرى لا تزال فرص اندلاعها قائمة حتى اللحظة".
وأشار مصدر مطلع على مجريات الأحداث إلى استياء شديد في صفوف الوسطاء من الاحتلال لعدم التزامه وتراجعه عن وعود قطعها لهم مع بداية الأزمة، وخصوصاً وعده بوقف الاقتحامات للمسجد الأقصى.
وقال المصدر: "إن الوسطاء في بداية الأزمة التي اندلعت ذروتها الجمعة الماضية أبلغوا الفصائل بأنهم حصلوا على وعد من الاحتلال بتخفيف حدة الاقتحامات للمسجد الأقصى وكذلك التقليل من أعداد المستوطنين المتطرفين المقتحمين للحد الأدنى ووقف الاعتداء على المصلين والتوقف عن إجلائهم عن المسجد الأقصى" لكنه سرعان ما تراجع عنها ولم يطبقها بالمطلق، ما وضع الوسطاء في حرج كبير أمام الفصائل التي منحتها بدورها الفرصة للضغط على الاحتلال مرة أخرى".
وأضاف المصدر: "إن مسؤولين إسرائيليين برروا للوسطاء بأن تصرف حكومة الاحتلال جاء نتيجة لطبيعتها اليمينية المتطرفة والتزامها بتنفيذ مطالب الحركات الدينية المتطرفة باقتحام المسجد الأقصى، وإن رفضها لكل المساعي المبذولة من أجل وقف الاقتحامات والاعتداءات على المصلين دفع الفصائل إلى التصعيد العسكري مساء الاثنين الماضي على جبهة غزة كرسالة للاحتلال وللوسطاء والعالم".
وقال: "إن الفصائل تبلغ الوسطاء في كل مرة بأنها لا تريد التصعيد ولكن تصرفات الاحتلال واعتداءاته الوحشية على المصلين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى ستفرض عليها خيارات أخرى كالتصعيد أو الذهاب نحو الحرب في ظل غياب الضغط الدولي على الاحتلال لوقف هذه الاعتداءات".
ولفت المصدر نفسه إلى تلقي الفصائل خلال الساعات الأخيرة وعوداً جديدة من الوسطاء بقرار لحكومة الاحتلال وقف اقتحامات المتطرفين وقواتها للمسجد الأقصى ابتداءً من يوم غد وحتى نهاية شهر رمضان، مبيناً أن الفصائل تبني موقفها بناءً على الأفعال على الأرض وليس على وعود تراجع الاحتلال عن الكثير منها خلال الأيام الماضية.
واعتبر أن التزام الاحتلال بذلك قد ينزع فتيل الانفجار شريطة عدم تصعيده العسكري في مناطق أخرى في الضفة الغربية أو الداخل.
وفي سياق ذي صلة، أكد مصدر قيادي في أحد فصائل المقاومة أن لدى الأخيرة قراراً بعدم التصعيد في غزة في حال أوقفت "دولة" الاحتلال انتهاكاتها المتواصلة.
وأكد المصدر أن الفصائل منتبهة لمحاولات تحييد غزة والاستفراد بالقدس والضفة الغربية، محذراً من محاولات إسرائيلية لدفع الفصائل في غزة للعب دور المفاوض عما يجري في القدس قائلاً إن ذلك يعني الموافقة الضمنية على التقسيم المكاني والزماني.
وأكدت المصادر ذاتها أن الاجتماعات المتواصلة التي جرت في غزة خلال الأيام الأخيرة الماضية ناقشت بشكل أساس الجهوزية والاستعداد لأي طارئ قد يحدث في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، وأن اجتماع الفصائل أول من أمس ناقش موضوع الوساطات، واستعرض تفاصيل أكثر من 150 مكالمة هاتفية تلقتها قيادات فصائلية في قطاع غزة بهذا الخصوص.