قال الرئيس الاسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إن المحادثة بينه وبين الرئيس التركي طيب رجب اردوغان ليلة الثلاثاء تمحورت حول التوتر الأمني وعن الحاجة إلى التهدئة وضبط النفس. وأوضح هرتسوغ، في بيان صادر عن مكتبه، أن المحادثة الهاتفية مع الرئيس التركي جاءت بناء على توجه من الأخير واتسمت بروح طيبة وبالانفتاح. وتابع: “استهل اردوغان المحادثة بمباركة رئيس إسرائيل والشعب اليهودي بمناسبة عيد الفصح اليهودي متمنيا عيدا سعيدا”.
وأوضح هرتسوغ أنه شدّد في المحادثة الهاتفية مع اردوغان على أنه بخلاف الروايات الكاذبة فإن إسرائيل تحرص على الحفاظ على “الوضع الراهن” وعلى حرية العبادة داخل الحرم القدسي الشريف خاصة في الفترة الحالية كي يتمكن أبناء كل الديانات بممارسة شعائرهم الدينية والاحتفال بأعيادهم بأمان – يهود، ومسلمون ومسيحيون – وهذا ما قاله خلال زيارته الأخيرة لتركيا وخلال زيارته للأردن الشهر الماضي. وزعم هرتسوغ أن قوات الأمن الإسرائيلية تبذل مساعي كثيرة لتمكين المسلمين من الصلاة يوميا داخل الحرم رغم “أعمال الاستفزاز والتحريض من قبل بعض الجهات”. ومضى هرتسوغ في استعراض الرواية الإسرائيلية الرسمية: “علينا عدم الإصغاء لأصوات التحريض والدعاية الكاذبة وأعين الجماهير تتطلع نحو قيادة المنطقة وتتوقع منا جميعا إبداء مسؤولية والعمل لتهدئة الأوضاع في هذه الأيام المقدسة لكل الديانات والمعتقدات”.
وأكد هرتسوغ الحاجة لاستنكار “العنف من كل نوع” وأشار الى حادثة الاعتداء على ثلاثة شباب يهود داخل البلدة القديمة في القدس قبل أيام وقد كانوا في طريقهم للصلاة في ساحة “حائط المبكى”(حائط البراق). طبعا تجاهل هرتسوغ الاعتداءات الفظة على المصلين والأبرياء داخل الحرم القدسي منذ أكثر من أسبوع واستخدام القوة المفرطة وجرائم ضرب المسنين والنساء والأطفال والصحافيين رغم أن قائد شرطة الاحتلال في القدس أقر بوجود مثل هذه الاعتداءات مما دفع بعض كتاب مقالات الرأي الإسرائيليين لتوجيه الانتقادات لاستخدام القوة المفرطة العمياء بحق الفلسطينيين داخل الحرم أبرزهم الكاتب الصحافي بن درور يميني والكاتب الصحافي غدعون ليفي.
ومن ضمن عشرات الشباب الفلسطينيين الذين أصيبوا إصابات خطيرة جراء إطلاق الرصاص المطاطي من قبل الاحتلال داخل الحرم القدسي الشاب أحمد التميمي الذي نشر اليوم صورته وهو معصوب العين وقال: “كنت اقرأ القرآن فلقيت مسنا قد سقط أرضا خلال مواجهات فجر الجمعة أثناء اقتحام الاحتلال للمصلى القبلي، وخلال قيامي بمساعدته أطلق جندي إسرائيلي نحو وجهي رصاصة مطاطية أدت لفقداني عيني وكسر في الأنف والفك ومحيط العين”.
من جهته أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إنه وهرتسوغ تناولا العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية، جاء في مقدمتها الأحداث التي تسببت بها قوات الأمن والمجموعات الإسرائيلية المتطرفة في فلسطين في الآونة الأخيرة. وأضاف أنه أكد لهرتسوغ أهمية عدم السماح بالأعمال الاستفزازية والتهديدات التي تطال الوضع القانوني والمعنوي للمسجد الأقصى. يشار الى أن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، سبق وقال إن اردوغان سيجري اتصالا هاتفيا بالرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بعد الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى.
وكان اردوغان قال، يوم الأحد الماضي، إنه أبلغ نظيره الفلسطيني، محمود عباس، بأنه يستنكر الاعتداءات الإسرائيلية تجاه المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى والتهديدات لوضعه أو مكانته”. وأعرب، في كلمة خلال برنامج الإفطار التقليدي مع السفراء الأجانب لدى أنقرة في مقر حزب العدالة والتنمية في العاصمة، مطلع الأسبوع، عن “أمله” في عدم تكرر مشاهد الاعتداءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى. وخلص اردوغان للقول “نرى ما يحدث في المسجد الأقصى، الأمر الذي يبعث على الحزن حقا. آمل ألا تتكرر مثل هذه المشاهد مستقبلا، وكنت أبلغت ذلك للرئيس الإسرائيلي خلال زيارته بلادنا”.