يديعوت: نجل السيسي في" إسرائيل".. والقاهرة تشترط على حماس: “الإعمار مقابل الهدوء”

الأحد 17 أبريل 2022 05:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
يديعوت: نجل السيسي في" إسرائيل".. والقاهرة تشترط على حماس: “الإعمار مقابل الهدوء”



القدس المحتلة/سما/

 يديعوت أحرونوت-   بقلم: سمدار بيري    بينما يملأ الناطقون الرسميون في القاهرة والقدس أفواههم بالماء، غير مستعدين لا للتأكيد ولا للنفي، أفادت وسائل إعلام عربية في نهاية الأسبوع بأن محمد السيسي، نجل الرئيس المصري البكر والمسؤول الكبير في المخابرات المصرية، وصل أول أمس إلى تل أبيب يرافقه مسؤولان كبيران آخران من الجهاز. التقت الحاشية بالنظراء الإسرائيليين في محاولة لتحقيق هدوء في الأقصى.

وقف أفراد الشرطة الإسرائيليون الجمعة، على أرض المسجد في محاولة لتهدئة الخواطر في الجانب الفلسطيني. اعتقلوا رجالاً كثيرين وأصيب آخرون في أثناء مواجهات عنيفة. في إحدى الصور، بدا شبان “يصلون” داخل المسجد وهم ينتعلون الأحذية، وهو حدث شاذ وغريب في مكان مقدس للمسلمين. هذه الصورة “السائبة” ضربت أمواجها في أرجاء العالم الإسلامي. بداية، حاولوا اتهام إسرائيل بنشر صورة مفبركة، ولكن فحصاً سريعاً أظهر أن ناشري الصورة في الشبكات الاجتماعية هم مسلمون.

هل مصر مشاركة في تحقيق الهدوء في هذا الموقع المتفجر-القدس؟ ينبغي الانتباه إلى نشاط القاهرة على طول الجبهة وعرضها: فقد بدأ هذا في قطاع غزة، في سلسلة محادثات قاسية مع مسؤولي حماس، وتواصل في الاتصالات مع زعماء المنظمة في الخارج؛ في قطر، وانتهى بلقاءات مع محافل أمن ومخابرات رفيعة المستوى في إسرائيل.

تجاه الخارج، سارعت مصر، كما الأردن والسعودية، لإلقاء المسؤولية على إسرائيل عقب المواجهات. غير أن القاهرة طورت طوال السنين أحاسيس أكثر حدة لما يجري بين الفلسطينيين وإسرائيل. جمعت المعلومات اللازمة، إلى أن اتضح لها على ما يبدو بأن للتوتر وجهين.

بداية، توجهت محافل رفيعة المستوى جداً في مصر إلى قيادة حماس في غزة، وأوضحت بأنه إذا لم تتوقف المواجهات في مجال الأقصى بمشاركة نشطاء المنظمة في الضفة الغربية، فستوقف القاهرة على الفور أعمال إعادة البناء والإعمار في القطاع. بمعنى أن المقاولين والعمال المصريين لن يتلقوا بعد اليوم تصاريح خروج إلى غزة، كما سيتوقف نقل مواد البناء. وسيبقى القطاع، كما هدد المصريون بكلمات قاطعة، على خرابه.

رسائل بروح مشابهة نقلت أيضاً إلى قيادة حماس في قطر؛ هددوهم بقطع الاتصالات مع القطاع. وعندها جاء دور إسرائيل، طلب الوفد المصري من كبار رجالات جهاز الأمن إطلاق سراح أكثر من 400 معتقل في مجال الأقصى.

قبل ذلك، ورغم أن أبواب الدخول إلى المسجد أغلقت، وقوات الشرطة أقامت حاجزاً لمنع أعمال الشغب، طالب نبيل أبو ردينة المقرب من أبو مازن، القوى الدولية بالتدخل لمنع خروج الوضع عن السيطرة.

وحسب الرواية الإسرائيلية، قام ملثمون بأعمال الشغب داخل النطاق، رشقوا الحجارة نحو قوات الأمن وألقوا بالمواد المتفجرة. المواجهات استمرت من الرابعة من فجر الجمعة وعلى مدى أكثر من ست ساعات، بينما أجرى شبان فلسطينيون مسيرة نحو المجال، حاملين أعلام حماس. في الجانب الإسرائيلي تم إيقاف حاملي جديين خططا للحجيج إلى الحرم لتنفيذ ذبح استعراضي.

وفي خضم هذه الفوضى، بعث النائب مازن غنايم من “الموحدة” بإنذار لرئيس الوزراء نفتالي بينيت: إذا لم توقف نشاط قوات الأمن في الأقصى، وتسمح فوراً لكل أبناء الأديان للاحتفال بأعيادهم بهدوء وسكينة، فسأنسحب من الائتلاف. هذا وحده ما كان ينقص بينيت، مع الحكومة الهشة على أي حال.

كل هذا وقع في نهاية الأسبوع بينما عشرات آلاف الإسرائيليين يقضون إجازتهم على شواطئ سيناء، وبعد لحظة سيصل كثيرون آخرون في طيران إلى شرم الشيخ. مصر ملزمة بأن تحرص على نفسها. بعد أن ترك السياح الروس والأوكرانيون سيناء، فإن الإسرائيليين مدعوون لأخذ مكانهم. ببطء، وفينا من يقول ببطء شديد، تنشأ علاقات قريبة أكثر مما في الماضي، بين القاهرة والقدس.

درست مصر قصة الأقصى بعمق في نهاية الأسبوع. لها مع حماس علاقات إشكالية جداً. لن يكشف السيسي عما يفكر به عن سلوك المنظمة، في غزة وجنين أو في الحرم، لكن ثمة افتراض أنه يدرك بأن ما حصل هنا ليس من قبيل الصدفة.