قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، أنه وباستشهاد الطفل محمد حسين قاسم (16 عامًا) في مدينة جنين مؤخرًا، ارتفع عدد الأطفال الذين استشهدوا منذ بداية العام الحالي إلى 6 شهداء، ثلاثة منهم من جنين.
وفي توثيقها لحادثة استشهاده، أشارت الحركة إلى أن الطفل قاسم قد اصيب في العاشر من نيسان الحالي برصاصة في بطنه أطلقها عليه جندي إسرائيلي من داخل جيب عسكري، خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين، ليعلن في صباح اليوم التالي عن استشهاده متأثرًا بإصابته.
ونقلت الحركة العالمية عن شاهد عيان قوله أنه شاهد ذلك اليوم الطفل محمد وشخصًا آخر وهما يجران عربة مخصصة لبيع الخضار في الحي الشرقي من مدينة جنين، وكان ذلك في حوالي الخامسة مساء، وفي تلك الأثناء اقتحم جيب عسكري إسرائيلي المنطقة من الجهة الشمالية وكان يسير ببطء، وعندما تجاوزهما وأصبح على مسافة تقدر بأربعة أمتار من محمد، ودون أية مبرر أو تحذير مسبق، أطلق جندي ثلاث رصاصات من نافذة صغيرة موجودة بالباب الخلفي للجيب.
وتابع الشاهد: “حينها شاهدت الطفل محمد وقد سقط على الأرض وبدأ بالصراخ، أما الجيب العسكري فاستمر بالتقدم وأكمل مسيره”.
وأضافت الحركة بأنه جرى نقل الطفل محمد بواسطة مركبة خاصة إلى المستشفى، وهناك خضع لعملية جراحية حيث تبين أن الرصاصة مزقت الأوعية الدموية ما أدى لنزيف حاد، كما عثر الأطباء على العديد من الشظايا “الحادة” في منطقة الحوض والأرداف، وذلك وفق ما جاء في التقرير الطبي. وبعد العملية نقل الطفل محمد إلى وحدة العناية المركزة، ليعلن الأطباء وفاته في حوالي الساعة السابعة من صباح اليوم التالي(11/4/2022) متأثرا بإصابته.
وقالت بأن طبيعة إصابة الطفل محمد والشظايا التي وجدت تظهر أن الرصاصة التي أصابته هي من النوع المتفجر “دمدم”، وهو من أبرز الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين- خاصة الأطفال- رغم تحريمه دوليا، فهو يخترق جسد الضحية وينفجر بداخله، وتصيب شظاياه عدة أعضاء داخل الجسم، وليس المنطقة المستهدفة فقط، ويسبب تفتتا في العظام، وتهتكا في الأوعية الدموية والشرايين.
وجددت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال التأكيد أنه طالما لا يوجد محاسبة ومساءلة لقوات الاحتلال الإسرائيلي على جرائمها بحق الأطفال الفلسطينيين، فإنها ستمضي في استهدافهم بقصد قتلهم، مستغلة حالة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها.
يشار إلى أن الاحتلال قتل خلال العام الماضي 78 طفلاً فلسطينيًا في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، 60 منهم خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع في شهر أيار 2021، إضافة لطفل آخر بعد انتهاء العدوان، فيما قتل 17 طفلاً في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة من ضمنهم اثنان على يد المستوطنين أو الشركات الأمنية الإسرائيلية الخاصة، وبذلك، يرتفع عدد الأطفال الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2000 وحتى اليوم إلى 2204 أطفال.