قالت شركة "واليتمور" البريطانية البولندية، المتخصصة بتقنية زراعة الشرائح، إنها أصبحت العام الماضي، أول شركة تعرض للبيع الشرائح التي يمكن استخدامها في عمليات الدفع.
وأوضح ويتيك بابروتا، مؤسس الشركة ومديرها التنفيذي، أنه "يمكن استخدام الشريحة في أي مكان يمكنك فيه استخدام البطاقات المصرفية المعتادة"، وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وأشار إلى أن شريحة شركة واليتمور، يقل وزنها عن غرام واحد، ولا يتعدّى حجمها حبة الأرز، وتضم شريحة إلكترونية مدمجة، وهوائيا، داخل كبسولة من البوليمر الحيوي، وهي مادة طبيعية تشبه البلاستيك.
وأكد أنها آمنة بشكل كامل، وحصلت على الموافقات الرسمية والصحية، وتعمل بشكل مباشر بعد زراعتها، كما أنها تبقى ثابتة في موقعها، وليست بحاجة لبطارية أو مصدر طاقة، وأن شركته باعت ما يزيد على الـ500 شريحة.
وبين أن الشركة تستخدم تقنية، متوافقة مع تقنية الدفع من دون لمس "كونتاكتلس بايمنت" والتي تستخدم في الكثير من الهواتف المحمولة، وتعمل عبر دائرة تردّد في حيز البث الإذاعي، لتحديد هوية الشخص.
حماية المعلومات
ويعد التخوف الأكبر من هذه الشرائح، منصباً على ما يمكن أن تتحوّل إليه، في المستقبل لتضمّ الكثير، من المعلومات الشخصية، عن الإنسان، وبالتالي يصبح التفكير واجباً في كيفية حماية هذه المعلومات الشخصية، ومنع تتبع الشخص باستخدامها.
وقالت ثيودورا لاو، خبيرة التقنية المالية والمشاركة في تأليف كتاب "فيما وراء الآلة، كيف تؤدي التكنولوجيا إلى ثورة تجارية"، إن شرائح الدفع المستزرعة مجرد تطبيق لإنترنت الأشياء"، ما يعني أنها وسيلة أخرى للاتصال وتبادل المعلومات.
ونبهت إلى ضرورة موازنة المنافع مع المخاطر الممكنة، خاصة عندما تحوي هذه الشرائح المزيد من معلوماتنا الشخصية، وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وأضافت: "كم بالتحديد نريد أن ندفع مقابل راحتنا؟ وأين نقوم برسم الخط الفاصل بين راحتنا وخصوصيتنا وأمننا؟ ومن سيقوم بحماية البنية التحتية للمعلومات، والبيانات الخاصة بالمشاركين في الأمر؟".
من جانبها، أشارت ندى قاقاباد، أستاذة سياسات الحوكمة والأخلاقيات، في جامعة ريدينغ الإنجليزية، إلى أنها تشعر "بالحذر من مستقبل استخدام الشرائح المستزرعة".
ولفتت إلى وجود جانب مجهول من هذه التقنية قد يؤدي إلى الاستغلال، معتبرة أن الشرائح تفتح المجال للأشخاص الذين لا يحبون الحريات الشخصية، وتمنحهم حيزا جديدا من السيطرة، والتحكم، والاضطهاد.
وحذرت من أن نتائج عمليات زراعة الشرائح قد تكون: "نزع القوة من الأكثرية لمنحها إلى القلة"، مضيفة: "ومن سيمتلك البيانات؟ من سيكون بإمكانه معالجتها؟ وهل من الأخلاقي أن نزرع الشرائح في البشر كما نفعل للحيوانات؟".
ويعود تاريخ زراعة أول شريحة تحت جلد الإنسان إلى عام 1998، لكن هذه التقنية، لم تصبح متاحة بشكل تجاري إلا خلال العقد الماضي فقط.