قالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن حراكا سياسيا ودبلوماسيا تجريه الوزارة مع نظيرتها الأردنية على المستويات كافة، لتوفير الحماية للمسجد الأقصى ومواجهة العدوان الإسرائيلي، الهادف إلى تغيير الواقع التاريخي والقانوني والديمغرافي القائم في القدس.
وأوضحت الخارجية في بيان صحفي، اليوم الأربعاء، أن هناك تبادلا للأدوار بين المؤسسة الرسمية في دولة الاحتلال وبين المنظمات والحركات الاستيطانية المتطرفة، يشمل كافة جوانب الحرب المفتوحة على الفلسطينيين، وتتشارك هذه الأطراف معا في محاولاتها إشعال الأوضاع، وجر ساحة الصراع نحو دوامة عنف لا يحمد عقباها.
وأضافت: في الوقت الذي تواصل آلة الحرب الإسرائيلية تصعيدها الإجرامي ضد الفلسطينيين، وارتكاب المزيد من عمليات الإعدام الميداني والبطش والاعتقال والتخريب في مراكز المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، نشهد تصعيدا من جانب المنظمات والحركات والجمعيات الاستيطانية المتطرفة ودعواتها العلنية للمساس بالمقدسات المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وهي دعوات تُطلق ويروج لها تحت أنظار دولة الاحتلال وأجهزته الأمنية.
وأشارت إلى أن هذه الدعوات والأصوات المتطرفة تنطلق من على مواقع وصفحات ومنصات حركات ومنظمات يهودية متطرفة معروفة ومعلومة وبعضها مُرخصة من جانب دولة الاحتلال، وعناصر تلك الحركات والمنظمات يتم استضافتهم من جانب وسائل إعلام عبرية لعرض مخططاتهم التخريبية والترويج لها والدفاع عنها.
وتطرّقت إلى إعلان المجموعات التخريبية بشأن رصد "جوائز مالية"، لمن يتمكن من المساس بالأقصى عبر الدعوة إلى إدخال "قرابين" إلى داخل باحاته، خلال احتفالات اليهود بعيد "الفصح"، كخطوة لتشجيع وتحفيز أكبر عدد ممكن من المتطرفين على المشاركة في تقديم "القرابين"، ونشر دمائها عند قبة الصخرة، والتي تأتي في سياق حربها المفتوحة للسيطرة على كامل الأرض الفلسطينية.
وحملت "الخارجية" الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الدعوات التحريضية العنصرية ونتائجها الخطيرة على ساحة الصراع والمنطقة برمتها، واعتبرتها جزءا لا يتجزأ من منظومة الاستعمار الإسرائيلي ونظام "الأبرتهايد" الإسرائيلي العنصري، وامتدادا لعمليات أسرلة وتهويد القدس وفصلها تماما عن محيطها الفلسطيني، وجزءا لا يتجزأ من محاولات الائتلاف الحاكم في دولة الاحتلال لتصدير أزماته نحو الجانب الفلسطيني، وإنقاذ نفسه على حساب الحق الفلسطيني.
وأكدت أن القدس المحتلة ستبقى عاصمة دولة فلسطين الأبدية مهد الحضارة والأديان، عصية على التهويد والضم، ومفتاح الحرب والسلام في المنطقة.
وطالبت الإدارة الأميركية بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف اقتحامات الأقصى، والمخططات الهادفة إلى تكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانيا، كما طالبت المنظمات الأممية المختصة، وفي مقدمتها "اليونسكو" ضمان تنفيذ قراراتها ذات الصلة، بما في ذلك إرسال بعثة تقصي حقائق للاطلاع على تفاصيل ما يتعرض له الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتعيين ممثل دائم "لليونسكو" في القدس.