قالت مجلة “بوليتيكو” في تقرير أعده أليكسندر وورد وبول ماكليري، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أصلح خطأ بخطأ. ففي مؤتمر صحافي يوم الإثنين، بدا بايدن وكأنه يسرب معلومة سرية عن دور الولايات المتحدة في تدريب القوات الأوكرانية في بولندا، وقال لأول مرة، إنه منذ بداية الحرب، يعمل الجنود الأمريكيون على تعليم الأوكرانيين كيفية مواجهة القوات الروسية.
وأضافت المجلة أن الولايات المتحدة تقدم أسلحة قيمتها بالمليارات وأشكالا أخرى من المساعدات لأوكرانيا، حيث وصل معظم الدعم إلى بولندا. وقضى الرئيس جزءا من الأسبوع الماضي في بولندا وقابل الجنود الأمريكيين المتمركزين هناك، وألقى خطابا حول وحدة الغرب في وجه ما أسماه العدوان الروسي. وحتى هذا الوقت، تجنبت إدارة بايدن موضوع التدريب العسكري للأوكرانيين. ففي 22 آذار/ مارس، نفى مستشار الأمن القومي تدريب الأمريكيين “في الوقت الحالي” القوات الأوكرانية، ولكنه أضاف: “لدينا بالطبع قوات أمريكية تدافع عن أراضي الناتو”، وهو متناقض مع ما قاله بايدن يوم الإثنين، فبعد تقديمه تعليقات حول مطلب البيت الأبيض لميزانية جديدة، أجاب بايدن على أسئلة الصحافيين بشأن تعليقات أطلقها عندما التقى أفراد الفرقة 82 المحمولة جوا في بولندا، والتي ألمح فيها أن القوات الأمريكية ستذهب إلى أوكرانيا.
ونفى بايدن هذه التصريحات، قائلا: “نتحدث عن إمكانية تدريب القوات الأوكرانية في بولندا”. وعندما تم الضغط عليه، ردّ: “كنت أشير إلى العمل مع القوات والحديث مع القوات الأوكرانية في بولندا”. وهناك إمكانية أن بايدن أراد القول: “الأمريكيين” عندما قال “الأوكرانيين” في المثال الثاني، أو أنه بالغ بمستوى النصح الذي قدمه الأمريكيون للأوكرانيين حول طريقة استخدام الدعم الأمني الذي وفّرته لهم إداراته.
وفي تصريح أطلقه بايدن قبل ذلك، ولم يكن في نص خطاب له في بولندا، دعا للتخلص من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلا: “هذا الرجل لا يمكنه البقاء في السلطة”، مما أدى لعملية تنظيف لاحقة وتفسير لما قاله بايدن. ولم يرد البنتاغون على أسئلة المجلة للتعليق، ولا ممثلو الحكومة الأوكرانية، ولم يؤكد مسؤول بولندي أي تفاعل بين القوات الأمريكية والأوكرانيين.
وقال مسؤول في البيت الأبيبض: “هناك جنود أوكرانيون في بولندا ويتفاعلون مع القوات الأمريكية بشكل منتظم وهو ما عناه الرئيس”. وقال عدة موظفين في الكونغرس يعملون في عدد من اللجان المتعلقة بالأمن القومي، إنهم لا يعرفون بوجود مهمة كهذه. وقال أحدهم إن التدريب سيكون سرا وليس ما يؤكده.
وتحدث المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون في بداية الحرب عن إمكانية تدريب القوات الأوكرانية خارج بلادها لو طال أمد الحرب، وتحويلها إلى قوات تمرد. وتحولت بولندا إلى مركز رئيسي لنقل الأسلحة التي ترسلها الدول الغربية إلى أوكرانيا. وتنسق عمليات نقل الأسلحة بريطانيا والقيادة المركزية الأمريكية في أوروبا، حيث تصل الأسلحة إلى القواعد الجوية البولندية، ويقوم الأوكرانيون بتحميل مضادات الدبابات والطائرات والحصص العسكرية والذخيرة والستر الواقية في شاحنات تنقلها إلى نقاط عسكرية داخل أوكرانيا.
وربما احتاج الأوكرانيون إلى عمليات تدريب على بعض الأسلحة مثل صواريخ ستينغر التي لم تكن لديهم قبل بداية الحرب، وأرسلتها لهم ألمانيا ولاتفيا من بين عدة دول. وتقوم الولايات المتحدة وبريطانيا بتدريب القوات الأوكرانية داخل بلادها منذ 2015- 2022، ويشاركون بشكل دوري في مناورات حلف الناتو وفي معظم القارة حتى بداية الحرب في شباط/ فبراير.
وقال ضابط أمريكي سافر أكثر من مرة إلى أوكرانيا، إن فعالية القوات الأوكرانية تحسنت كثيرا بعدما شارك أفرادها في مناورات عسكرية مع الناتو. وقال: “قوات المشاة والمدفعية استطاعت استخدام المسيّرات بطريقة مثيرة للدهشة”. وقال: “قواتهم الخاصة والمحمولة جوا ممتازة وكانت تعمل معي عندما بدأت الذهاب إلى هناك، حيث شعرت أن قدراتهم سوفييتية أفضل من الروس، ومع مرور الوقت بدأنا نشاهد تغييرا”.
وردّ مسؤول دفاعي أمريكي مباشرة عن تقديم الدعم العسكري والتدريب، قال إن الولايات المتحدة تركز جهدها على تقديم الأسلحة للأوكرانيين الذي يعرفون استخدامها “ولم يتغير أي شيء في منظورنا فيما يتعلق بالدعم العسكري والتفاصيل المتعلقة به”. ولا يزال نقل تلك الأسلحة مستمرا، و”نواصل نقل الأسلحة كل يوم وليس من الولايات المتحدة فقط، بل من دول أخرى ننسق نقلها، ويشمل هذا شحنات إضافية من 800 مليون دولار أعلن عنها قبل أيام قليلة”.