كبف يمكن وقف المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني قبل فوات الأوان؟!

الخميس 24 مارس 2022 04:25 م / بتوقيت القدس +2GMT
كبف يمكن وقف المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني قبل فوات الأوان؟!



كتب نواف الزرو:

 في الجوهر نثبت بالمعطيات والوثائق: ان الاحتلال ليس فقط يمضي بالاستيطان في القدس والضفة، وانما يستشرس الى اقصى حدود الاستشراس في شن هجمات مرعبة على الارض الفلسطينية في انحاء الضفة، ولا يكترث في ذلك للقوانين والمواثيق الاممية، ولا يعير اعتبارا لاي جهة عربية او دولية، وهو لا يعير اي اعتبار إلا للقوة، فهي اللغة الوحيدة التي يفهمها الاحتلال، والقوة هنا بمعناها الشامل، فالصمود الفلسطيني قوة، والمعارك الصغيرة  المتدحرجة في سلوان والشيخ جراح والاقصى قوة، والاشتباكات مع المستعمرين على جبال نابلس والخليل قوة، ولكنها كلها قوى متفرقة ولو اتحدت في اطار كتلة واحدة مقاومة ستشكل قوة كبيرة رادعة، والعمليات المسلحة المتفرقة في انحاء الضفة قوة، ورغم كل ذلك نقول: يجب ان تتحرك فلسطين بكاملها من بحرها الى نهرها كقوة واحدة موحدة حتى تتمكن من تحقيق الردع ووقف المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني قبل فوات الأوان…!، ولكن هذا ايضا يحتاج الى غطاء ودعم عربي ودولي واسع وقوي لصالح الصمود والتصدي الفلسطيني، فلا يكفي ان يخوض الشعب الفلسطيني معركته لوحده، بل يحتاح الى الخارج الفلسطيني والعربي والاممي  في مواجهة ذلك المشروع الاستعماري الصهيوني المدجج باعتى قوة عسسكرية ارهابية في العالم…!.

وعلى الارض المحتلة هناك، فمرة اخرى وثالثة ورابعة نعود لفتح ملف الاستعمار الاستيطاني الصهيوني المرعب الذي يجتاح الضفة الغربية وينهب الارض فيها مترا مترا بل وشبرا شبرا، ونعتقد ان هذا الملف اليوم هو الاهم والاخطر في المشهد الفلسطيني  ويجب ان يبقى مفتوحا وان لا يغفل عنه ابدا، خاصة بعد هذه الملحمة الفلسطينية التي سطرها اهلنا في القدس والضفة والمناطق المحتلة عام 1948 وكذلك في قطاع غزة، لأن الاستيطان يعني النهب والسلب والتهويد وإقامة حقائق الامر الواقع بهدف تخليد الاحتلال والاستيطان حسب مخططهم، وهو التحدي الاستراتيجي الاكبر امام الفلسطينيين.
 وفي هذا السياق الاستعماري الاستيطاني الصهيوني حدث ولا حرج….؟!
فالاحتلال لا ينام الليل بل يوصل الليل بالنهار وهو يشن هجمات شرسة على الارض وعلى ابناء الشعب الفلسطيني، وما يجري في الضفة الغربية عملية كولونيالية أعمق واخطر من الاحتلال والحرب الحقيقية تدور رحاها على الارض وأسلحتها الخرائط والأوامر العسكرية والبلدوزرات، وهي حرب من نوع خاص على الارض الفلسطينية تستهدف  الاستيلاء الكامل عليها.. ف”إما الحياة أو الموت”، والمستعمرون اليهود يغطون عمليا السلب والنهب والسطو المسلح والجرائم بالايديولوجيا والاساطير الدينية، وبن غوريون كان قد شرع لهم الارهاب الاستيطاني بقوله:” ليس المهم ما يقوله الغوييم-اي الآخرون- وانما المهم ما يفعله اليهود….!”.
وفي هذا السياق ايضا نستحضر شهادة المؤرخ الإسرائيلي شلومو ساند عن المستعمرين الغزاة الصهاينة ونزعتهم العنصرية العدوانية ضد الفلسطينيين منذ اكثر من قرن من الزمن فيقول: “إن المستوطنين اليهود منذ ما يزيد عن مائة عام، وتحديدا عند العام 1891، وفي بدايات الوجود الاستيطاني اليهودي على هذه الأرض، وهم يتعاملون مع العرب بالعداء والقسوة، ويعتدون عليهم دون مبرر، ويضربونهم بشكل مهين، بدون سبب، بل إنهم يتباهون بفعل ذلك، ولم يكن هناك من يستطيع وقف تيار هذا الاتجاه الدنيء والخطير”. وأضاف ساند في مقال بصحيفة “هآرتس”  أن “هذا السلوك العدواني ولّد لدى المهاجرين اليهود في حينه تغييرا مفاجئا في ميلهم نحو الاستبداد، كما يحدث دائمًا لـ”العبد الذي يصبح ملكًا”. وأكد ساند أن “الضفة الغربية اليوم لم تعد من أملاك الإمبراطورية العثمانية، كما كان الأمر في حينه منذ ما يزيد عن قرن من الزمان، لكنها لا تزال نفس الأرض، نفس التلال، ونفس القرى تقريبًا، وبالطبع مع أحفاد نفس العرب”. وأشار إلى أن “صراع المستوطنين اليهود مع جيرانهم الفلسطينيين والعرب لم يبدأ في عام 1967 أو عام 1948، بل بدأ مع بداية الاستيطان الصهيوني في نهاية القرن التاسع عشر، حين اقتلع المستوطنون الأوائل أنفسهم، وتركوا بلدانهم الأصلية نتيجة لظاهرة كراهية اليهود-  موقع القدس الاخباري20 ديسمبر 2021”.
والمؤسف هنا: انهم –اي اليهود الصهاينة-  هناك في المستعمرة الصهيونية يفعلون ما يشاءون حتى في ظل هذا المناخ العالمي المتضامن مع القضية الفلسطينية وعلى مدار الساعة من اجل تحقيق حلمهم باختطاف الارض والوطن والتاريخ والحقوق وتهويدها هكذا بفعل القوة والارهاب، وكأن فلسطين لم تشهد هبة وانتفاضة وجولة حربية  كبيرة، فالواضح في ظل كل هذه المعطيات ان فلسطين في ملحمتها الصمودية المقاومة تحتاج الى المزيد والمزيد من الاشتباك اليومي المفتوح مع الاحتلال وفي مختلف المواقع الفلسطينية، كما تحتاج الى حضور عربي حقيقي والى يقظة عربية عروبية تضامنية واسعة النطاق ومستمرة مع فلسطين…فالمعركة كبيرة وطويلة…..؟!
كاتب فلسطيني
Nzaro22@hotmail.com