تناول موقع “أكسيوس”، في تقرير اليوم الأربعاء، زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد الأخيرة إلى الإمارات، ورد فعل واشنطن تجاهها.
وقال الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تفاجأت يوم الجمعة الماضي بزيارة الأسد إلى الإمارات، حسبما أخبره مصدران مطلعان على الموضوع.
وأشار رافيد إلى أن أهمية هذه الزيارة تكمن في أنها كانت الأولى للأسد إلى دولة عربية منذ اندلاع الحرب السورية قبل 11 عاما، وأنها تزيد من توتر العلاقات المتوترة أصلا بين واشنطن وأبوظبي.
وكان الأسد قد وصل الإمارات، يوم الجمعة، والتقى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وحاكم دبي محمد بن راشد.
ولم تذكر وسائل الإعلام السورية والإماراتية الزيارة إلا بعد وصول الأسد إلى أبوظبي.
وأشار رافيد إلى أن مصدريه قالا إن إدارة بايدن علمت بالزيارة من وسائل الإعلام، وأن مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية “شعروا بالذهول”.
علمت إدارة بايدن بالزيارة من وسائل الإعلام، وشعر مسؤولو البيت الأبيض ووزارة الخارجية بالذهول
وعبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، يوم الأحد، عن خيبة أمل وقلق عميق من محاولة إضفاء الشرعية على بشار الأسد.
وأضاف أن الأسد “لا يزال مسؤولا عن مقتل ومعاناة عدد لا يحصى من السوريين، وتشريد أكثر من نصف السكان السوريين قبل الحرب، والاعتقال التعسفي واختفاء أكثر من 150 ألف رجل وامرأة وطفل سوري”.
وقال برايس، يوم الإثنين، إن مسؤولي إدارة بايدن أثاروا القضية مع المسؤولين الإماراتيين ونقلوا خيبة أملهم واحتجاجهم على الزيارة. وشدد على أن إدارة بايدن لن ترفع أو تتنازل عن العقوبات المفروضة على سوريا.
وقال رافيد إن مسؤولا إماراتيا أخبره أن زيارة الأسد كانت جزءا من استراتيجية أوسع جديدة للتحدث مع الجميع في المنطقة ومحاولة عدم وجود أعداء.
وقال المسؤول الإماراتي: “نهجنا الجديد يركز على الدبلوماسية وخفض التصعيد والمشاركة.. ونضع مصالحنا أولاً”.
مسؤول إماراتي: زيارة الأسد كانت جزءا من استراتيجية أوسع جديدة للتحدث مع الجميع في المنطقة
وكان ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد قد أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على زيارة الأسد، خلال اجتماعهم الأخير في شرم الشيخ، الإثنين.
وتشهد العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات توترا منذ الهجوم الصاروخي للحوثيين على أبوظبي في يناير/ كانون الثاني. فقد شعر الإماراتيون بخيبة أمل من رد فعل واشنطن، التي رأوها “ضعيفة جدا وبطيئة للغاية”.
ورفض بن زايد مقابلة قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي عندما زار أبوظبي في فبراير/ شباط، زاعما أن ظهوره استغرق 22 يوما بعد الهجوم الصاروخي.
تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات توترا منذ الهجوم الصاروخي للحوثيين على أبوظبي في يناير إذ شعر الإماراتيون أن ردة فعل واشنطن كانت ضعيفة وبطيئة للغاية
كما أصيب الإماراتيون بخيبة أمل عندما رفضت إدارة بايدن طلبهم إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، امتنعت الإمارات عن التصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار بقيادة الولايات المتحدة يدين الغزو الروسي لأوكرانيا.
وجندت واشنطن إسرائيل للضغط على الإمارات للتصويت لصالح قرار مماثل في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وصوت الإماراتيون في نهاية المطاف لإدانة الغزو.