كشف السفير الأمريكي لدى إسرائيل توم نايدس يوم الثلاثاء عن العديد من مبادراته التي تهدف إلى تحسين اقتصاد الضفة الغربية ، مع الإصرار أيضا على أن ما يهم الفلسطينيين أكثر من أي شيء آخر في نهاية المطاف هو تقرير المصير ولا يمكن “شراؤهم” بخطط تطالبهم بالتخلي عن السيادة السياسية.
في رسالة حادة ضد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس . قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل أن استمرار المشروع الاستيطاني "يثير حنقي ".وقال “لا يمكننا القيام بأمور غبية تعيقنا عن حل الدولتين. ما أعنيه بذلك هو أنه لا يمكننا السماح للإسرائيليين بزيادة النمو الاستيطاني في القدس الشرقية أو الضفة الغربية”.
وأقر السفير بأنه “لا يستطيع إيقاف كل شيء” وأنه ينبغي عليه “اختيار معاركه”. إحدى هذه المعارك كانت خطة إسرائيلية لبناء آلاف الوحدات السكنية في منطقة E1 بين القدس الشرقية ومستوطنة معالية أدوميم.
وقال نايدس “E1 كانت كارثة. لقد بذلت جهدا كبير في E1″، وكشف عن أن الولايات المتحدة لعبت دورا في قرار إسرائيل إلغاء الخطة في وقت سابق من هذا العام.
وردا على سؤال حول تعهده بعد وقت قصير من وصوله إلى إسرائيل بعدم زيارة مستوطنات الضفة الغربية، أقر نايدس بأنه لم يتوقع أن تثير الملاحظة الضجة التي أحدثتها.
“ليس أنني فكرت في الأمر مليا. لم يكن [من المفترض] أن تكون هذه القضية الأولى التي سأسعي خلفها. لكنني اعتقدت… أن القول بأنني لن أذهب إلى المستوطنات هو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به. لا حاجة لإزعاج الجميع”، موضحا أنه سيكون سعيدا بزيارة المستوطنين في أماكن أخرى.
وقال لن أهول الأمر، ولن أحضر الكاميرات.وقال نايدس إنه رفض عرضا للقيام بجولة في الأنفاق الواقعة أسفل البلدة القديمة والتي تمتد على طول حائط المبكى لأن القيام بذلك من شأنه أن “يثير استياء الناس”.
وقال السفير “دفعات الشهداء هذه… . تسببت في قدر هائل من المشاكل”، مضيفا أنه يعمل مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين لإصلاح السياسة. وقد تعهدت رام الله بالقيام بذلك، لكنها لم تقم بإجراء أي تغييرات لتلك الغاية.
وأوضح السفير الأمريكي أنه كان عليه أن يختار معاركه ، وقال أنه قاتل في الماضي لمنع تقدم مشروع البناء الذي يضم 3500 وحدة سكنية في منطقة معاليه أدوميم ، المعروفة بالمنطقة E1. قرى عربية في الجزء الجنوبي الشرقي من القدس: جادلت السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي بأن البناء في هذه المنطقة سيجعل قيام دولة فلسطينية "مستحيلا".
واضاف نايلز بأن البناء في E1 سيعتبر "كارثة". واضاف "لقد تعاملت مع المنطقة على محمل الجد وانها اذا بنيت فيها فسوف تدمر اي امكانية لاقامة عاصمة للفلسطينيين".
وأضاف “عندما يفعلون شيئا يثير استفزازي – فلنستخدم المستوطنات على سبيل المثال التي أعتقد أنها خاطئة. أحاول [الرد] بهدوء أولا. أرفع سماعة الهاتف وأتصل برئيس الوزراء أو وزير الخارجية أو وزير الدفاع. ولكن إذا لم يفلح ذلك، أصبح أكثر إبداعا وأستخدم الضغط العام.
وقال نايلز أنه اعترف بحقيقة أن القدس هي عاصمة إسرائيل ، لكنه حذر من أن "الوضع النهائي للقدس يجب أن يتفق عليه الجانبان". وأضاف أنه حتى النظام السابق في الولايات المتحدة ، الرئيس السابق ترامب ، كان يعتقد أن على الجانبين التوصل إلى مفاوضات حول جوهر القدس كعاصمة للبلدين.
وأوضح السفير الأمريكي عن العديد من مبادراته التي تهدف إلى تحسين اقتصاد الضفة الغربية ، مع الإصرار أيضا على أن ما يهم الفلسطينيين أكثر من أي شيء آخر في نهاية المطاف هو تقرير المصير ولا يمكن “شراؤهم” بخطط تطالبهم بالتخلي عن السيادة السياسية.
في حديثه خلال حدث افتراضي نظمته منظمة “أمريكون من أجل السلام الآن” اليسارية، تحدث نايدس صراحة. وقال إن خططه تشمل ضمان الوصول إلى شبكات الهاتف المحمول 4G لجميع الفلسطينيين، ومنح السلطة الفلسطينية صلاحيات عند معبر اللنبي (جسر الشيخ حسين) بين الضفة الغربية والأردن وإقناع شركات تكنولوجيا كبرى بفتح مكاتب لها في الضفة الغربية.
أصر نايدس على أن إدارة بايدن لا تزال تعتزم إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، والتي كانت فعليا بمثابة البعثة للفلسطينيين قبل أن يقوم الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2019 بإغلاقها. ومع ذلك، قال السفير إن الإسرائيليين والفلسطينيين قد بالغوا في أهمية هذه القضية، وأنه لا يريد استثمار كل جهده السياسي في الوفاء بوعد حملة بايدن الإنتخابية إذا كان ذلك يعني عدم القدرة على رؤية المزيد من التحسينات الملموسة للفلسطينيين.
وقال السفير أنه أبلغ زملاءه في واشنطن بالفترة الخطرة المحتملة في الشهر المقبل، في ظل حلول شهر رمضان بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي وعيد الفصح المسيحي. وقال نايدس إن وزارة الخارجية الأمريكية استجابت للدعوة وتعمل مع الأطراف في المنطقة على تخفيف التوترات.
وقال السفير إن البرقية الوحيدة التي أرسلها إلى وزارة الخارجية الأمريكية منذ توليه المنصب تتعلق باحتمال اندلاع أعمال عنف في الحرم القدسي نتيجة تزامن الأعياد الدينية الشهر المقبل، بعد إطلاعه على التهديد من قبل الخبير الحمائم في القدس داني سيدمان.
وقال نايدس خلال الحدث “لدي مجموعة من الأمور التي أحاول تنفيذها في الضفة الغربية”.
من بين تلك الأولويات تأمين خدمة الهاتف الخليوي من الجيل الرابع للفلسطينيين.
وقال نايدس إنه قام بجولة في المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية مؤخرا وشعر بالاستياء لرؤية عدم وجود خدمة 4G.
وقال من بحق الجحيم يستخدم الجيل الثالث؟ هذا سخيف”، وأضاف أنه سوف يؤكد “على أهمية امتلاك كل فلسطيني نفس الجيل الرابع أو الجيل الخامس على هواتفهم.
وأشار نايدس إلى أنه التقى يوم الاثنين بممثلي الشركات الأمريكية الكبرى، بما في ذلك “غوغل” و”مايكروسوفت” و”إنتل” لدفعهم إلى توسيع الفرص للفلسطينيين.
وقال “قلت بشكل أساسي، “أريد منكم افتتاح مكاتب في الضفة الغربية. أريد منكم أن تفعلوا ذلك… وأنا أعمل معهم لوضع مسار للقيام بذلك”.
وأضاف “لا شيء من هذه الأمور سحري بحد ذاته، ولكن إذا لم نفعل هذه الأشياء، فسنستيقظ … مع كارثة”.
لكنه أوضح أن المبادرات الاقتصادية للفلسطينيين لا يمكن أن تتم في فراغ.