حذرت صحيفة عبرية، من مصير صعب قد يواجهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث يرجح أنه سيعاني طويلا من مخاطر العقوبات التي فرضت على بلاده إضافة إلى تصدي المقاومة الأوكرانية لقواته.
وأفادت "يديعوت أحرنوت" في مقالها الافتتاحي الذي كتبه ناحوم برنياع، أن العدد الإجمالي للعقوبات التي فرضها الغرب على روسيا حتى أمس بلغ 5532، نصفها الخطير فرض بعد غزو أوكرانيا، وإذا صدقنا الإدارة الأمريكية فهذه ليست النهاية، فقد عشق الرئيس الأمريكي جو بايدن المقاطعة؛ فهي لا تحتاج إلى إرسال جنود إلى الجبهة، وهي شعبية في الاستطلاعات، وتخدم المصلحة الأمريكية للمدى البعيد وثمنها الاقتصادي محتمل تماما.
وأضافت: "والتناقض الأسوأ الذي يمكن أن يحصل اليوم لبوتين هو انهيار المقاومة الأوكرانية، وماذا سيحصل عندها؟ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومعه الوزراء سيفرون إلى الغرب، الدبابات الروسية ستدخل إلى كييف وستقيم فيها نظام احتلال، الحرب ستنتهي، ولكن لن يكون هناك اتفاق، والغرب لن يلغي العقوبات، وبوتين سيضطر لأن يواجه ضائقة اقتصادية حادة في الداخل، نبذ في الخارج وسكان معادون، يتطلعون إلى الثأر في أوكرانيا، علما بأن بذور الهزيمة تكمن في النصر أحيانا".
ورأت الصحيفة أن "اتفاقا برعاية الغرب فقط هو من سيعيد روسيا إلى الساحة العالمية، فهل لبايدن مصلحة في مثل هذا الاتفاق؟ ليس مؤكدا، الاتفاق سيستوجب حلا وسطا، والحل الوسط سيكشف بايدن وإدارته أمام ادعاء بأنهم أجبروا حكومة ديمقراطية على أن تخضع لإملاءات مجرم حرب، تماما مثل تشمبرلين في ميونخ، وبقدر ما يبدو هذا وحشيا، مريح لبايدن أن يدع الروس يواصلون الغرق في الوحل الأوكراني، وهو سيزود الجيش الأوكراني بسلاح يطيل الحرب لكن ليس بسلاح يحسمها".
وقالت: "توجد حروب يخسر فيها الطرفان، وبوتين اعتقد أن الغزو سيعيد لروسيا مكانتها كقوة عظمى، لكن آماله خابت، وزيلينسكي اعتقد أن طريقه مفتوح نحو الغرب، وإن لم يكن للناتو، فعلى الأقل للاتحاد الأوروبي، وهو لم يصدق التحذيرات من غزو روسي، والثمن الهائل دفعه شعبه".
ولفتت "يديعوت" إلى أنه "لا توجد في هذه اللحظة للطرفين استراتيجية خروج؛ بوتين لا يمكنه أن يعيد جيشه للديار دون إنجازات، وزيلينسكي لا يمكنه أن يعطيه ما يريد من إنجازات، وفي هذه الأثناء لم يطلّ وسيط قوي؛ أمريكي أو صيني ومثلما في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، الكل يعرف ماذا سيكتب في الاتفاق لكن لا يبدي أي طرف الاستعداد للتوقيع عليه".
وأشارت إلى أن "إسرائيل حاضرة غائبة في هذه القصة العسيرة، فمساعي الوساطة لرئيس الحكومة نفتالي بينيت، سمحت للحكومة بالتملص من أن تختار طرفا، وهي خطوة ذكية لكن حياتها قصيرة، وبخلاف التفسير السائد؛ لا يوجد لإسرائيل تميز ولا تفوق في الساحة الدبلوماسية، يمكن إجراء محادثات على مستقبل أوكرانيا في عدة أماكن، فالمكان ليس مشكلة".
وفي قضية اللاجئين الأوكرانيين، "إسرائيل تعزف عبثا، ودول الاتحاد الأوروبي تستقبلهم بأذرع مفتوحة، هم مسيحيون، متعلمون وبيض، ولإسرائيل يصل من يصل إلى هنا وفقا لـ"قانون العودة"، والوزيرة آييلت شاكيد لم تفهم هذا، لقد ارتكبت في هذه القضية كل الأخطاء الممكنة؛ فالطرد خطأ؛ الكفالة خطأ، السقف كان مهانة للعقل؛ المعاملة في المطار فضيحة".