تقاسم للأدوار بين بينيت ولبيد وتحريض أوكراني ضد حماس

الأحد 13 مارس 2022 03:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
تقاسم للأدوار بين بينيت ولبيد وتحريض أوكراني ضد حماس



القدس المحتلة/سما/

تواصل إسرائيل اعتماد موقف مزدوج من الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما يبدو أنه تنافس داخلي بين رئيس الحكومة نفتالي بينت، ووزير الخارجية يئير لبيد، أو ربما تقاسم أدوار.

وفيما أبرز ديوان رئيس الحكومة دور "الوساطة" والاستعداد لتقديم كل مساعدة لمنع كارثة إنسانية في أوكرانيا، مع الإشارة إلى الاتصال الهاتفي بين بينت والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس السبت؛ استنكر وزير الخارجية الإسرائيلي، يئير لبيد، الغزو الروسي لأوكرانيا، بحسب ما أورد موقع "يديعوت أحرونوت"، صباح اليوم الأحد. 

ولفت الموقع العبري إلى أن لبيد، قد وصل أمس السبت إلى رومانيا، ويستعد لزيارة سلوفاكيا غداً الاثنين.

وأورد الموقع أن لبيد استنكر في ختام لقائه مع نظيره الروماني، بوجدان أوريسكو، في بوخارست، الغزو الروسي لأوكرانيا، قائلاً في عبارات شديدة اللهجة - خلافاً لتصريحات سابقة له- أنه "لا مبرر للغزو الروسي ونحن ندعو روسيا إلى وقف إطلاق النار ووقف الهجمات وحل المشاكل حول طاولة المفاوضات". 

وأضاف لبيد، الذي ينتظر أن يلتقي لاحقاً، اليوم الأحد، رئيس الوزراء الروماني، نيكولاي تشيوكا: "إسرائيل ستساعد قدر الإمكان للوصول إلى حل سلمي. نحن نعمل بتنسيق كامل مع حلفائنا، الولايات المتحدة ومع شركائنا الأوروبيين في محاولة لإنهاء هذه المأساة العنيفة في أسرع وقت ممكن". 



وكشف توجيه لبيد الشكر للسلطات الرومانية على ما تقدمه من مساعدات "لإنقاذ حياة الكثيرين"، الدافع الحقيقي وراء زيارته الحالية لرومانيا وسلوفاكيا، والمتمثلة بدفع سلطات هذه الدول لتشجيع هجرة اليهود إلى إسرائيل وتقديم مساعدات لممثلي حكومة الاحتلال والوكالة اليهودية العاملة على أراضي رومانيا لتنظيم جلب آلاف اليهود من أوكرانيا ودول الجوار إلى إسرائيل، خصوصاً أن الحكومة الإسرائيلية تبني على الحرب الأوكرانية لإقناع آلاف اليهود هناك بالهجرة، بادعاء أنها "الوطن القومي لهم".

وفي هذا السياق، نقل الموقع عن لبيد قوله إن "رومانيا ساعدت وتساعد إسرائيل في إنقاذ حياة الكثيرين. فمن معبر سيرت (الروماني) خرج الأطفال الأيتام اليهود من دار الأيتام اليهودي في أوديسا، وأطفال مرضى بالسرطان نقلوا لتلقي العلاج في إسرائيل. وآلاف اللاجئين الذين أنقذت حياتهم بفضل التعاون بيننا". 

ولفت لبيد إلى أنه "سيقوم بجولة اليوم الأحد على مراكز الوكالة اليهودية في بوخارست، ومن ثم لمعبر الحدود سيرت، حيث يتموضع رجال وزارة الخارجية منذ اليوم الأول للحرب ويساعدون اللاجئين". 

وتأتي هذه التصريحات، خصوصاً التنديد بالغزو الروسي، بعدما انتقدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي، فيكتوريا نولاند، أول من أمس الجمعة، دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى تزويد أوكرانيا بمساعدات أمنية والانضمام للعقوبات التي فرضت على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي اليوم الأول للغزو الروسي لأوكرانيا، في 24 شباط/فبراير الماضي، ندد لبيد بالغزو الروسي، قائلاً إن "الهجوم الروسي على أوكرانيا هو خرق خطير للنظام العالمي، وإسرائيل تندد بهذا الهجوم، ومستعدة وتستعد لتقديم مساعدات إنسانية لمواطني أوكرانيا".

إلا أن بينت واظب في جميع تصريحاته حول الحرب على الامتناع عن التنديد بروسيا ورئيسها، فلاديمير بوتين. وعبرت أوكرانيا والولايات المتحدة عن استيائهما من أداء بينت، وخاصة لقاءه مع بوتين في الكرملين، يوم السبت الماضي. كما رفضتا ادعاءات بينت بأنه يقوم بوساطة بين روسيا وأوكرانيا لوقف الحرب.

وطالبت أوكرانيا والولايات المتحدة بينت بالتقدم في الوساطة وأن "يصبح وسيطاً جدياً وإظهار نتائج، أو الوقوف بشكل واضح أكثر إلى جانب أوكرانيا، ونقل مساعدات أمنية إليها والانضمام إلى العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على الحكومة الروسية"، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس"، اليوم.


تحريض أوكراني على حماس
على صعيد منفصل، نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، صباح اليوم الأحد، تصريحات لأحد المستشارين المقربين من الرئيس زيلينسكي، اعتبر فيه أن الغزو الروسي لأوكرانيا يشبه كثيراً "الحرب التي تشنّها حركة حماس"، من دون أي إشارة منه للاحتلال الإسرائيلي.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن ميخائيلو بودولياك، أحد أكبر مستشاري الرئيس الأوكراني زيلينسكي والمقرب منه جداً، قال في مقابلة مع الصحيفة، نشرت اليوم، إن "روسيا تتصرف مثل حماس، لكنها أكبر وأشد خطراً بأضعاف أضعاف حماس، وعلى إسرائيل أن تدرك هذا الأمر أكثر من الجميع". 
وبحسب ما أوردت الصحيفة، فقد قال المسؤول الأوكراني: "إن إسرائيل حساسة للنزاعات، فأنتم تحت ضغط خارجي طيلة الوقت ونحن في وضع مشابه، لكن في حالتنا الخصم أقوى بكثير".

وأضاف "انظر كيف تسمح الوساطة بتحديد نظرة محايدة على نقاط عالقة ويصعب تقديم تنازلات فيها. يهمنا أن تعلن الدول التي تدرك معنى النزاعات الحديثة، المصحوبة بتصعيد عسكري وأن تشرح لروسيا أن هذا طريق مسدود. وأن هذا الطريق يؤدي إلى خسائر كبيرة بالذات لروسيا".

وأردف "يبدو لي أن رئيس الحكومة نفتالي بينت والقادة الإسرائيليين يدركون هذا الأمر وينقلونه لروسيا. أعتقد أن هذا دور مفيد جداً. بإمكان إسرائيل أن تشرح ذلك لروسيا".

وأكد أن "روسيا تعيش في عالم مواز للعالم الحقيقي، وهذا ينطوي على منطق مشوه من الصعب شرح كيف يفهم المواطنون هذا التنافر في التفسير".