بدأت الحرب التي تشنها موسكو ضد كييف تمتد إلى الغرب الأوكراني وبأسلحة جديدة، وهذا يعني الاقتراب من حدود منظمة شمال الحلف الأطلسي.
ويعجز الأخير حتى الآن عن اتخاذ قرار في تسليح أوكرانيا بأسلحة متطورة ويقتصر على أسلحة سوفييتية قديمة. وتبقى عملية نقل الأسلحة صعبة إن لم تكن مستحيلة بسبب الدور الكبير للقوات الروسية الخاصة في مراقبة الحدود.
وتشهد الحرب، التي تجاوزت أسبوعها الثاني وتقترب من الثالث، تطورات تشير إلى مرحلة تصعيد خطيرة، إذ تمتد الحرب الى الغرب الأوكراني، الذي بقي بعيدا عن المواجهات العسكرية باستثناء بعض العمليات المحدودة. وأفادت وزارة الدفاع الروسية باستعمال أسلحة دقيقة للغاية لضرب أهداف عسكرية في مدن لوتسك وإيفانو فرانكفسك، غرب البلاد والقريبة من حدود بولندا. وأعلنت عن استهداف مطارات عسكرية ومخازن الذخيرة التي تشكل العمود الفقري للبنية العسكرية لأوكرانيا.
في الوقت ذاته، يبقى العنصر الجديد في التصعيد هو بدء استعمال روسيا أسلحة كانت تحتفظ بها في الأراضي البيلاروسية، وهي طائرات سوخوي 35 وسوخوي 57، التي تعد أهم مقاتلات سلاح الجو الروسي حاليا، والتي تتفوق عليها فقط المقنبلات من نوع تو 160. وكان الموقع العسكري الأمريكي “ميليتاري ووتش” قد أورد هذه المعطيات حول تطورات المواجهة الحربية.
وبينما يستمر الجيش الروسي في السيطرة على مناطق استراتيجية وتدمير البنية العسكرية الأوكرانية، يستمر الحلف الأطلسي بدون خارطة طريق حول كيفية مساعدة الجيش الأوكراني بالأسلحة. وجرى الحديث عن إرسال صواريخ ستينغر ضد الطائرات ثم قذائف جافلين ضد الدبابات. كما طرح الحلف الأطلسي إمكانية تزويد سلاح الجو الأوكراني بطائرات الميغ من بولندا، وتم لاحقا التخلي عن هذا الطرح بسبب خطورته لأنه سيدفع روسيا الى ضرب هذه الطائرات قبل دخولها إلى الأجواء الأوكرانية.
ويفكر الحلف الأطلسي حاليا في تمكين أوكرانيا من أنظمة دفاع جوي، ويجري الحديث عن إس 300 الروسية التي تمتلكها عدد من دول أوروبا الشرقية من الحقبة السوفيتية أو السنوات الأولى بعد تفككه. والمفارقة أن الحلف الأطلسي يقترح فقط استعمال الأسلحة السوفييتية ضد الجيش الروسي. والمثير أن تزويد أوكرانيا بالأسلحة يصدر عن سياسيين أكثر من المسؤولين العسكريين.
وعمليا، لا يمكن نقل أي سلاح من النوع الثقيل مثل أنظمة إس 300 أو المقاتلات باستثناء أسلحة خفيفة باستغلال المناطق الغربية التي مازالت مفتوحة مع بولندا لمرور اللاجئين. وفي مثل هذه الحالات، تكون روسيا قد نشرت فرق كوماندوز عسكرية المعروفة باسم “سبيتشناز” في مناطق حساسة بالقرب من المناطق التي يشتبه في تهريبها للأسلحة، وتقوم سواء بتدميرها أو توجيه سلاح الطيران أو الصواريخ.