دراسة: أضرار بيئية كبيرة نتيجة زيادة استهلاك المطهرات أثناء جائحة كورونا

الأربعاء 09 مارس 2022 12:55 م / بتوقيت القدس +2GMT
دراسة: أضرار بيئية كبيرة نتيجة زيادة استهلاك المطهرات أثناء جائحة كورونا



وكالات / سما /

كانت التوصيات الأولى من منظمة الصحة العالمية لمواجهة جائحة كورونا تقضي بغسل الأيدي بالماء والصابون وتعقيمها جيدا، وتطهير وتعقيم كل ما قد تمسّه أيدينا لحماية أنفسنا. وحينئذ، ازداد الطلب عالميا على المواد المطهرة والمعقمات بصورة لم يسبق لها مثيل.

وحسب دراسة هي الأولى من نوعها، نُشرت في دورية "إنفيرومنتال ساينس آند بوليوشن ريسيرش" (Environmental Science and Pollution Research ) في الـ25 من فبراير/شباط الماضي، فقد تأثرت البيئة كثيرا بسبب ارتفاع معدلات إنتاج واستهلاك المواد المطهرة لليدين.

وعلى الرغم من أن اتباع هذه التوصيات أسهم في الحد من انتشار فيروس (SARS COV-2)، فإنها أثرت بالسلب على الأنظمة الطبيعية، فغسل اليدين يوميا مدة لا تقل عن 15 دقيقة -في المتوسط- يتطلب كثيرا من الماء، وعلى صعيد آخر يسهم إنتاج عبوات المواد المطهرة في انبعاثات الكربون المسؤولة بدورها عن مشكلة تغير المناخ العالمي وتآكل طبقة الأوزون.

إنتاج عبوات المواد المطهرة يسهم في انبعاثات الكربون المسؤولة عن مشكلة تغير المناخ وتآكل طبقة الأوزون (شترستوك)

الأنماط المختلفة لتطهير اليدين

واعتمدت الدراسة على تحليل ممارسات سكان المملكة المتحدة في غسل أيديهم منذ بداية الجائحة. وقد صنفهم الباحثون في 4 مجموعات؛ اعتمدت المجموعة الأولى على استخدام هلاميات (جيل) (Gel) مطهرة لليدين مصنوعة من الإيثانول (Ethanol) أو الكحول الإيثيلي، والمجموعة الثانية استخدمت جيل اليدين المصنوع من الإيزوبروبانول (Isopropanol) أو كحول الإيزوبروبانول، أما المجموعة الثالثة فقد استخدمت الماء والصابون السائل، واعتمدت المجموعة الرابعة على الماء وقطع الصابون.

وحسب ما جاء في تقرير نشر على موقع "فيز دوت أورج" (Phys.org)، فقد أفادت نتائج الدراسة بأن مطهرات الأيدي المصنوعة من الهلاميات مسؤولة عن 2% من انبعاثات الكربون، وقد يخسر الإنسان من 16 إلى 114 ساعة في العام من متوسط عمره نتيجة لاستخدامها، وذلك طبقا لتحليل معدل سنوات الحياة الصحية المفقودة (DALYs) (Disability-Adjusted life years).

جميع الطرق المستخدمة في تنظيف اليدين لها أثر سلبي على البيئة (شترستوك)

تأثير المواد المطهرة في البيئة

قارن الباحثون بين تأثير المجموعات الأربع على 16 تصنيفا بيئيا مختلفا، مثل: تغير المناخ، والسمّية البيئية للمياه العذبة، وطبقة الأوزون، واستخدام المياه وغير ذلك.
قال بريت دوان، الأستاذ المساعد في "كلية ترينيتي دبلن لعلوم الأسنان" (Trinity College Dublin’s School of Dental Science) في أيرلندا والباحث الرئيس في الدراسة، إن "استخدام المطهرات والمعقمات كان ضروريا لمواجهة انتشار مرض كوفيد-19 في العامين الماضيين، ولكن في الوقت ذاته لا بد من دراسة عواقب الاستهلاك الزائد لهذه المواد على صحة الإنسان والبيئة".

ووجد الباحثون أن جميع الطرق المستخدمة في تنظيف اليدين لها أثر سلبي في البيئة، ولكن المجموعة التي استخدمت المواد المطهرة التي تحتوي على كحول الإيزوبروبانول كانت الأقل تأثيرا على 14 تصنيفا من الـ16.

وأما التأثير في تغير المناخ، فإن استخدام الهلاميات كان له تأثير أقل من تأثير استخدام الصابون السائل، إذ ينتج عن استخدامها 1.061 مليون كيلوغرام من غاز ثاني أكسيد الكربون مقارنة بـ4.240 ملايين كيلوغرام للصابون السائل.

لا بد من دراسة عواقب الاستهلاك الزائد لهذه المواد على صحة الإنسان والبيئة (شترستوك)

ومن ناحية أخرى، فإن تأثير هلاميات الإيزوبروبانول على معدل سنوات الحياة الصحية المفقودة للإنسان كان طفيفا، فقد يخسر الإنسان نحو 16 ساعة عند استخدامها، أما تأثير استخدام الصابون السائل فكان بالغا فقد يخسر الفرد في استخدامها 114 ساعة من متوسط عمره.

واختتم بريت قائلا "وجدنا أن استخدام الهلاميات كان أقل ضررا من استخدام الصابون، وأن هلاميات الإيزوبروبانول كانت الأقل ضررا من بين المجموعات الأربع، ولكن يتعين علينا البحث عن مواد هلامية بديلة تكون أكثر ملاءمة للبيئة".