محلل إسرائيلي مُستجلب من روسيا يصِف بوتن بالـ”وحش البشري” و”نيرون القرن الـ21″

الخميس 03 مارس 2022 11:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
محلل إسرائيلي مُستجلب من روسيا يصِف بوتن بالـ”وحش البشري” و”نيرون القرن الـ21″



القدس المحتلة / سما /

يُواصِل الإعلام العبريّ الاستئساد على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتن، ويُضيف يوميًا، وحتى على مدار الساعة الألقاب السافِلة بحقّ بوتن، ولا يتورّع عن اتهامه بارتكاب جرائم حرب، بالإضافة إلى مُساواته مع الزعيم النازيّ أدولف هتلر، وكلّ ذلك بهدف شيطنة بوتن وروسيا الاتحاديّة.
واللافِت أنّ كبار الاختصاصيين والخبراء والمُحللِّين باتوا يُشدّدون على “خيانة” الغرب، وتحديدًا الولايات المُتحدّة، لأوكرانيا، لرفضه دعمها عسكريًا، والاكتفاء بدفع ضريبّةٍ كلاميّةٍ، ليس إلّا، الأمر الذي يجِب أنْ يُشعِل الأضواء الحمراء لدى صُنّاع القرار في تل أبيب، بأنّ الاتكال على الحلفاء لا يُجدي نفعًا، ولذا يتحتّم على كيان الاحتلال الاعتماد على نفسه وعلى قوّته العسكريّة فقط، كما أكّدوا.
وفي هذا السياق، تناول كاتبٌ إسرائيليُّ، وهو مُستجلبُ من روسيا، ويرأس تحرير صحيفة تصدر في كيان الاحتلال باللغة الروسيّة، تناول مجموعةً من الدروس المستخلصة من هجوم الجيش الروسي على أوكرانيا الذي بدأ فجر الخميس الماضي، والتي ينبغي لإسرائيل أنْ تتعلمها جيدًا، على حدّ تعبيره.
وأوضح إفراييم غانور، في مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة، أنّه بعد مرور 7 أيام على الغزو الروسي لأوكرانيا، يمكن “استخلاص الدروس والتعلم من هذا الفصل البشع الذي سيكتب في كتب التاريخ كفصل بائس آخر في تاريخ البشرية”.
الأول، في “كلّ جيل قد ينهض زعيم وحشي، بخلاف كل النظريات والتقديرات، قادر على أنْ يغير بجرة سيف أنظمة العالم ويتسبب بقتل جماعي، خراب، وتحول الكثيرين إلى لاجئين، أزمات اقتصادية عالمية وغيرها”.
وقدر في الدرس الثاني، أنّ “نوازع الإنسان لم تتغير إيجابًا رغم التقدم، وبوتين اليوم لا يختلف في شيء عن القيصر الروماني نيرون”، محذرًا ثالثًا من “نسيان ولو للحظة ما كتب في مصادرنا: “لا تعولوا على الأسخياء”، وكلنا شهود اليوم على ضائقة الأوكرانيين التواقين للخلاص، حيث يقفون بلا واق ووسيلة في وجه آلة الحرب الروسية بينما العالم يقف جانبًا ويكاد لا يفعل شيئا كي يوقف الدبابات الروسية المندفعة والمدافع المدوية”، كما قال.
وأمّا الدرس الرابع، أضاف المُحلِّل، “مرّةً أخرى أتيح لنا بأنْ نرى، بأنّ ادعاءات ومطالب تاريخية بملكية الأرض والأقاليم كانت ولا تزال مصدر المشاكل والحروب الزائدة، والخامس، محظور أنْ ننسى أنّ الجيش الإسرائيلي، “الموساد” و”الشاباك”، هم الأساس لأمننا، وكلنا يدرك كم هو مهم وجود جيش قوي لوجودنا في وجه كل تهديد وعدو، وحين نرى هذه الأيام الجيش الأوكراني الذي يتعرض لهجوم من الجيش الروسي، فمن واجبنا أنْ نضع جيشنا على رأس اهتمامنا”، طبقًا لأقواله.
وذكر الكاتب أنّ الدرس السادس، هو أنّ “العالم وخاصّةً أوروبا، لن يكون مشابهًا لما كان عليه قبل الغزو الروسي، هناك عشرات آلاف اللاجئين الأوكرانيين، العقوبات الشديدة على روسيا، ستكون لها تداعيات بعيدة الأثر على عموم اقتصادات العالم”، وفق رأيه.
وشدّدّ المُحلِّل في سياق تحليله على أنّ “استخدام الفيتو الروسيّ على مشروع القرار في مجلس الأمن للأمم المتحدة لشجب أفعالها الإجراميّة، يثبت بشكل مثير للسخرية إفلاس مؤسسة الأمم المتحدة، وهذا هو الوقت لحلّ هذه المؤسسة التي أصبحت عديمة القيمة وإقامة مؤسسة دولية أخرى مكانها مختلفة جوهريًا، تتشكل من مندوبين مناسبين مثل قضاة كبار، أكاديميين وكُتّاب ذوي اسم، تعطى لهم صلاحيات ويشكلون مجلس سلام عالمي دون تعلق بأي جهة ومصلحة، وهي بمثابة محكمة عليا عالمية”، كما قال.
وفيما يتعلّق بالدرس السابع والأخير، أكّد أنّه في “عصر حرب السايبر الآخذة في التعاظم، يجب أنْ تتقرر قوانين حرب جديدة، مثل القرار بأنّ أعمال السايبر ضدّ مصادر الطاقة والمواصلات، التي تمس بالمواطنين الأبرياء، أنْ تقرر كجرائم حرب”، على حدّ تعبيره.