عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة -اليوم الاثنين- جلسة لمناقشة الهجوم الروسي على أوكرانيا، وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الجلسة الأممية إن القوات الروسية تقصف المدن الأوكرانية وتحاصر العاصمة كييف، مطالبا بوقف القتال فورا.
ودعا غوتيريش إلى العودة للدبلوماسية لتحقيق السلام، واحترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأي أمر أن يبرر استخدام الأسلحة النووية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر قيادته العسكرية بوضع قوات الردع الروسية في حالة تأهب قصوى، وذلك في إشارة إلى الوحدات التي تضم أسلحة نووية.
ويأمل غوتيريش في أن تؤدي المفاوضات -الجارية حاليا على الحدود البيلاروسية- بين الجانبين الروسي والأوكراني إلى حلحلة الوضع.
بدوره، قال مندوب أوكرانيا في الأمم المتحدة إنه للمرة الأولى منذ نشأة الأمم المتحدة تشن حرب كاملة في وسط أوروبا، متهما روسيا بالبدء في الحرب، واستخدام كل إمكاناتها العسكرية في الهجوم واستهداف البنية التحتية.
وأشار المندوب الأممي إلى أن 352 أوكرانيا بينهم أطفال قتلوا، وجرح عدد كبير بسبب القصف الروسي.
في المقابل، أكد المندوب الروسي أن بلاده تدافع عن نفسها أمام نظام أوكرانيا الذي سعى للحصول على أسلحة نووية، مطالبا بنزع سلاح أوكرانيا، ومحاسبة من يشن الهجمات على سكان الاتحاد الروسي.
وأشار إلى أن أوكرانيا تخلت عن التزاماتها ولم تمتثل لاتفاق مينسك عام 2015، كما أنها لم تلتزم بالوضع الخاص لشعبي لوغانسك ودونيتسك.
وقال إنه في 2014، كان هناك انقلاب وحشي في كييف، متهما حكام أوكرانيا بالترويج لمعاداة روسيا، مشيرا إلى أن روسيا طلبت ضمانات أمنية للاتحاد الروسي، لكن الأميركيين وحلف شمال الأطلسي (الناتو) رفضوا ذلك. وطالب المندوب الروسي الأمم المتحدة بأن تضطلع بدورها في تقريب المواقف.
وذكرت وكالة أنباء نوفوستي الروسية، أن وفدي التفاوض الروسي والأوكراني عادا إلى عاصمتيهما للتشاور، قبل عقد جولة جديدة من المفاوضات التي تعقد في بيلاروسيا.
وكان الوفد الأوكراني المفاوض طالب بانسحاب القوات الروسية من أراضي أوكرانيا، بما فيها القرم التي سيطرت عليها روسيا في 2014، ودونباس.
تفعيل العقوبات
وفي ناحية العقوبات، قالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة قررت -اليوم الاثنين- منع الأميركيين من الانخراط في أي معاملات تخص البنك المركزي الروسي، وفرضت عقوبات على صندوق ثروة سيادي رئيسي في روسيا.
وأضافت الوزارة -في بيان- أن العقوبات تستهدف أيضا صندوق الثروة الوطني، ووزارة المالية في روسيا.
وقال مسؤولون أميركيون إن من المرجح أن تؤدي العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على البنك المركزي الروسي ومؤسسات رئيسية أخرى لإدارة الثروة، إلى ارتفاع التضخم في روسيا وتقويض قوتها الشرائية وتراجع الاستثمارات.
وأضاف المسؤولون -مع بدء سريان العقوبات الغربية- أن البنك المركزي الروسي يحاول نقل مئات المليارات من الدولارات إلى ملاذات آمنة، منذ الإعلان عن العقوبات لأول مرة يوم السبت، مضيفين أن إجراءات اليوم ستعيق قدرته على التحكم في تدفق الأموال.
وانضمت اليابان إلى العقوبات الدولية، بعدما قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا اليوم إن بلاده ستنضم إلى العقوبات المفروضة على البنك المركزي الروسي من خلال الحد من التعاملات معه، بعد أن أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقوف اليابان بجانب كييف.
وتنضم اليابان إلى الغرب في السعي لفرض قيود على قدرة البنك المركزي الروسي على استخدام 640 مليار دولار من احتياطيات العملات الأجنبية والذهب، وعزل البنوك الروسية الكبرى عن شبكة سويفت المالية، مما يجعل من الصعب على البنوك والشركات دفع أو تقديم أموال.
كما أعلنت سويسرا فرض عقوبات مالية على روسيا، وتجميد أرصدة الأشخاص والشركات المستهدفين بشكل فوري، ومن بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من المسؤولين في حكومته.
وفي ذات السياق، قالت مؤسسة النفط والغاز النرويجية (إيكوينور) إنها ستوقف استثماراتها الجديدة في روسيا، تمهيدا لترك مشاريعها المشتركة هناك.
ونقلت وكالة رويترز عن تجار قولهم إن مشتري النفط الروسي واجهوا صعوبات كبيرة بشأن المدفوعات وتوافر السفن، في أعقاب العقوبات الغربية على موسكو بسبب أوكرانيا.
وقال تجار إن مشتري النفط الروس واجهوا صعوبة في العثور على سفن في بحر البلطيق لتحميل البضائع بعد 10 مارس/آذار، في الوقت الذي ذكروا فيه أن تكاليف الشحن لتسليم النفط الروسي ارتفعت 5 أضعاف في البحر الأسود في غضون أسبوع.
تجاوز العقوبات
بدوره، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا ستنجح في تجاوز العقوبات التي فرضها عليها الغرب ردا على هجومها على أوكرانيا.
وقال بيسكوف للصحافيين إن "العقوبات الغربية على روسيا قاسية، لكن لدى بلدنا الإمكانيات اللازمة لتعويض الأضرار". وأضاف أن "بوتين سيهتم بالمسائل الاقتصادية اليوم (الاثنين)"، وسيجتمع بوزراء حكومته المعنيين.
كما أوضح حاكم البنك المركزي الروسي أن الطلب المرتفع على السيولة أدى إلى نقص هيكلي فيها لدى القطاع المصرفي الروسي، لكنه أكد أن المصارف الروسية كلها ستفي بالتزاماتها، وجميع أرصدتها آمنة.
وقال الكرملين إن الرئيس بوتين وصف الغرب بأنه "إمبراطورية الأكاذيب"، بينما كان يبحث شؤون الاقتصاد مع كبار المسؤولين اليوم بعد فرض عقوبات شاملة على موسكو.
ونقل نص الاجتماع عن بوتين قوله "ناقشت هذا الموضوع مع (رئيس الوزراء ميخائيل) ميشوستين، مع الأخذ في الاعتبار بطبيعة الحال العقوبات التي يحاول الآن ما يسمى المجتمع الغربي -أو كما سميته في خطابي: إمبراطورية الأكاذيب- تنفيذها ضد بلدنا".
أوروبيا، أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال -اليوم الاثنين- على وجود خلافات بين دول الاتحاد الأوروبي الـ27 بشأن توسيع التكتل، بعدما ناشدت كييف ضمّها إليه في مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقال ميشال "هناك آراء متباينة وحساسيات ضمن الاتحاد الأوروبي بشأن توسيعه"، وأضاف أنه سيتعيّن على كييف تقديم طلب رسمي للانضمام للاتحاد، قبل أن تجتمع الدول الأعضاء بعد ذلك للتوصل إلى إجماع في هذا الصدد.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 100 جندي أوكراني ألقوا أسلحتهم خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وحسب تصريحات للمتحدث باسم القوات المسلحة الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، اليوم الإثنين، فإن 110 من الجنود الأوكرانيين قاموا بإلقاء السلاح طواعية خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقال كوناشينكوف للصحفيين: "منذ بدء العملية الخاصة، قامت القوات المسلحة الروسية بإصابة 1146 مرفقا من مرافق البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، من بينها: 31 نقطة قيادة واتصال، 81 منظومة دفاع جوي صاروخي من طراز "إس-300" و"بوك إم-1" و"أوسا"، بالإضافة إلى 75 محطة رادار".
وأوضح أن "الطيران العملياتي والتكتيكي للقوات الجوية الروسية أصاب 6 طوابير من العربات المدرعة للقوات المسلحة الأوكرانية".
وتابع: "تم تدمير 311 دبابة وسيارة مدرعة، 42 طائرة ومروحية (من بينها ما تم تدميره على الأرض)، 51 راجمة صواريخ، 147 مدفعية ميدان وهاون، 263 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة".