تل ابيب تخشى “عقوبات” بوتين الأمنيّة والسياسيّة والاقتصاديّة

تقدير أمني إسرائيلي: زيادة ضغط الدولي على روسيا سيؤدي حتما لتصعيد خطير في الحرب

الإثنين 28 فبراير 2022 01:12 م / بتوقيت القدس +2GMT
 تقدير أمني إسرائيلي: زيادة ضغط الدولي على روسيا سيؤدي حتما لتصعيد خطير في الحرب



القدس المحتلة / سما /

نقل مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، اليوم الاثنين، نقل عن مصادر أمنيّةٍ واسعة الاطلاع في تل أبيب تقديرها بأنّ ازدياد تأييد المجتمع الدوليّ بأوكرانيا من شأنه أنْ يؤدّي إلى تصعيدٍ روسيٍّ خطيرٍ، وأيضًا قد تتحوّل الحرب الدائرة الآن إلى حرب استنزاف، فيما تُواصِل إسرائيل الدوران في المجهول، وفق المصادر.
المصادر عينها عبّرت عن استغرابها الشديد من أداء الجيش الروسيّ حتى اللحظة، ولكنْ في الوقت عينه أكّدت أنّه من السابِق لأوانه رثاء الجيش الروسيّ، لأنّ الحرب ما زالت في أيّامها الأولى، وأنّ الأيّام القادِمة ستكشف الكثير، لأنّ موسكو تتبِّع سياسةً ضبابيّةً جدًا في كلّ ما يتعلّق بمجريات الأمور في ساحة المعركة.
عُلاوةً على ما ذُكِر آنفًا، زعمت المصادر أنّه من الناحية السياسيّة فضلّت دولة الاحتلال الاعتبار الإستراتيجيّ على الاعتبار الأخلاقيّ، لافِتةً في ذات الوقت إلى أنّه في كلّ ما يتعلّق بالحرب ستُواصِل إسرائيل السير بين النقط، أيْ عدم الإعلان عن موقفٍ رسميٍّ يؤيِّد أوكرانيا، على الرغم من الضغوط الأمريكيّة التي تتعرّض لها، على حدّ وصفها.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت المصادر عن خشيةٍ إسرائيليّةٍ من انتقامٍ روسيٍّ ليس في المجال السياسيّ والأمنيّ فقط، بل في الشأن الاقتصاديّ، وأنّها باشرت منذ اندلاع الحرب الروسيّة الأوكرانيّة بالاستعداد لوقوع صعوباتٍ جمّةٍ في وصول الفحم والقمح من روسيا لكيان الاحتلال، وفق ما أكّدته.
وكشفت المصادر عينها النقاب عن أنّه في جلسة المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ التي عُقِدت في ساعةٍ متأخرةٍ من ليلة أمس ناقش الوزراء جملةً من القضايا الاقتصاديّة، والتي من شأنها أنْ توثّر سلبًا على الاقتصاد العالميّ، بما في ذلك الإسرائيليّ، إذْ أنّ روسيا وأوكرانيا هما من أكبر مصدّرات الطاقة والبقوليات في العالم، وأنّ أيّ تشويشٍ في تزويد الفحم والقمح منهما سيُلقي بتبعاته الخطيرة على الاقتصاد في كيان الاحتلال، إذْ أنّ الفحم، الذي يُستخدم بنسبة عشرين بالمائة للطاقة في إسرائيل يتّم استيراده من روسيا، كما أكّدت المصادر الرفيعة في تل أبيب.
وشدّدّت المصادر أيضًا في ختام حديثها على أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ السابِق، بنيامين نتنياهو، الذي كان يتباهى ويتفاخر بعلاقات الصداقة الحميمة مع الرئيس الروسيّ بوتن، “اختفى” منذ اندلاع الأزمة الروسيّة-الأوكرانيّة، مُشدّدّةً على أنّه لم يُكلِّف نفسه عناء الإدلاء بأيّ تصريحٍ حول القضية، التي باتت محّط أنظار العالم برّمته، بالإضافة إلى ذلك، أشارت المصادر، إلى أنّ نتنياهو الذي يستخدِم وسائط التواصل الاجتماعيّ بكثافةٍ لتمرير الرسائل، امتنع حتى اللحظة من نشر أيّ مدونّةٍ حول الموضوع المُلتهِب، كما قالت.