هل أوكرانيا هي النذير بقرب الساعة؟

السبت 26 فبراير 2022 12:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
 هل أوكرانيا هي النذير بقرب الساعة؟



كتب إبراهيم محمد الهنقاري:

استيقظ العالم فجر اليوم عَلى أنباء الاجتياح الروسي لاوكرانيا.
فهل نحن عَلى أبواب يوم القيامة.!؟
هل الهجوم الروسي الذي بدأ فجر اليوم على أوكرانيا هو البداية للحرب العالمية الثالثة.!؟
ومعظم النار من مستصغر الشرر.!كما يقال. ولا شك ان اكرانيا بالنسبة لروسيا الاتحادية من مستصغر الشرر.!!
فقد بدأت الحرب العالمية الأولى بسبب حادث فردي هو اغتيال ولي عهد النمسا و زوجته عَلى يد طالب مغمور من صربيا يوم 28 يونيو حزيران 1914.
و بدأت الحرب العالمية الثانية من هجوم مجنون و غير مبرر لبوتين ألمانيا حينها المدعو أدولف هتلر عَلى بولندا في اليوم الاول من سبتمبر ايلول عام 1939.
وهاهو مجنون اخر اسمه فلاديمير بوتن وفي القرن الحادي والعشرين للميلاد يرتكب حماقة مماثلة قد تسبب في نهاية هذا العالم الذي نعيش فيه حيث سيلحق الدمار بالجميع. !!
و الثالثة ثابتة كما يقولون. !!
في العالم القديم كانت الامور تتم بصورة تلقائية و واضحة وصريحة.
القوى الكبرى تريد السيطرة عَلى القوى الأضعف .!! وكفى الله المؤرخين التحليل والتأويل.!!
ذلك ما فعلة الرومان و الاغريق و ذلك ما فعله الفرس والفراعنة في التاريخ القديم.
اما القوى الكبرى في العالم الحديث فان كل تصرفاتها يكتنفها الغموض و تخضع للخطط والمؤامرات السياسية والعسكرية لأجهزة المخابرات التابعة لهذه القوى الكبرى.
الغرب الرأسمالي الذي يدعي زعامة ألعالم الحر الديموقراطي كما يزعمون.
والشرق الشيوعي الذي يدعي الدفاع عن المحرومين و المطالبة بالتوزيع العادل للثروة بين بني البشر كما يزعمون أيضا.
وما بينهما من دول العالم الذي يسمونه العالم الثالث المغلوب عَلى أمره بما يعانيه من الفقر و الحرمان والفاقة و قلة الحيلة بسبب جرائم الجبارين الاولين.!!
ولكن إذا قرانا التاريخ القديم والحديث بشكل خاص بعقل منفتح ومحايد فاننا قد نفهم ما يجري في اوكرانيا اليوم و ما يمكن ان يجري في غيرها غدا و نستمد من ذلك الكثيرمن العبر و نستمد من ذلك الكثير من الدروس أيضا.
في 25 ديسمبر 1979 بدأ الغزو الروسي لافغانستان.
احتج الغرب (الحر والديموقراطي).!!
و قدم المساعدات العسكرية و غيرها للمقاومة الأفغانية و أسس “القاعدة” و “طالبان” وكان سعيدا بانشغال الإتحاد السوفياتي في تلك الحرب كما كان سعيدا بتدمير جزء من القوة العسكرية الروسية و انشغالها في الحرب الأفغانية لان ذلك يصب في النهاية في صالح (الغرب) المعادي للاتحاد السوفيتي.!
كان الغرب سعيدا بالتورط الروسي في افغانسان و الذي أنتهى بهزيمة قاسية ومنكرة لإحدى القوتين الاعظم في العالم.!!
فهل يعيد التاريخ نفسه. !؟
هل الغرب هو الذي ورط الشرق في هذا المستنقع الجديد. !؟
هل تكون أكرانيا هي أفغانستان جديدة في ثياب أوروبية.!؟
بعد أفغانستان انهار الاتحاد السوفياتي.
فهل سينهار الاتحاد الروسي بعد اكرانيا.!؟
لم تكن افغانستان بالامس و لن تكون اكرانيا اليوم هي نهاية الصراع المجنون بين الشرق و الغرب و بين الشيوعيه والرأسمالية فقد شهدنا وشهد العالم عديد الامثلة من الاحداث المماثلة.
شهدنا الحرب الكورية. و شهدنا حرب فيتنام. و شهدنا حرب السويس. وشهدنا الغزو والاحتلال الامريكي للعراق. وشهدنا قبل ذلك احتلال العدو الصهيوني لفلسطين و لثلاثة دول عربية. وعرفنا مناورات و تامر المعسكرين عَلى الشعب العربي و عَلى الشعوب الاخرى و عَلى الحرية وعلى القانون الدولي الانساني.
واليوم شهدنا الغزو الروسي لاوكرانيا. وقد نشهد غدا استعادة الصين لتايوان في عملية عسكرية خاطفة. والله اعلم.
فهل أصبح العالم ” قطة عَلى سطح صفيح ساخن “.!؟
هل تكفي العقوبات الأوروبية والأمريكية لردع الدب الروسي الهائج .!؟
أم أننا نقترب من يوم القيامة.!؟
نقترب من المواجهة النووية التي لاتبقي ولا تذر.
هل ما يجري امامنا هو نذر الحرب العالمية الثالثة و الأخيرة.!؟
نسال الله السلامة وحسن الختام.
نسال الله الهداية للجميع.
نسال الله ان يبعد عنا وساوس كل شياطين السياسة الدولية و شرور كل أبالسة الحروب والدمار. ما علمنا منهم وما لم نعلم.
” قل أعوذ برب الفلق. من شر ما خلق.”
صدق الله العظيم.
حفظنا و حفظكم الله.
كاتب ليبي.