خبر : منتجع صحي في غزة يوفر الاسترخاء والرفاه لطبقة ميسورة

الإثنين 21 سبتمبر 2009 11:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
منتجع صحي في غزة يوفر الاسترخاء والرفاه لطبقة ميسورة



غزة / وسط البؤس المنتشر في غزة وشوارعها التي تكثر فيها الحفر يقع منتجع ’روزي’ الصحي (سبا) للطبقة الميسورة في القطاع الذي غالبا ما يقترن اسمه بالعنف.ورغم الوضع القائم في قطاع غزة يؤكد صاحب المنتجع ان ’روزي’، يوفر على غرار المنتجعات الصحية في بلدان اخرى مجموعة كاملة من الخدمات الراقية من سونا وقاعة رياضة وصالون تجميل وغيرها.ويقول محمد فارس الذي افتتح المنتجع الصحي للاسترخاء والاستجمام العام 1999 مع زوجته البريطانية ’نوفر افضل نوعية خدمات في المنطقة’.ويضيف بفخر ’كان لدينا زبونة تعمل لحساب الاتحاد الاوروبي. وانتقلت الى نيويورك واتصلت بي من هناك لتقول انها مشتاقة الى (روزي)’.والمكان يتباين مع الفقر المنتشر في غزة الواقعة بين اسرائيل ومصر وحيث يعيش مليون ونصف مليون فلسطيني. ويعتمد سكان القطاع على المساعدة الانسانية الدولية وغالبيتهم يعيشون دون خط الفقر.رغم ذلك يتراوح سعر علاج للوجه بمساحيق التجميل عند ’روزي’ بين 15 و20 يورو وتكلف ساعة تدليك حوالى 30 يورو والاشتراك الشهري في قاعة الرياضة 25 يورو ما يعتبر ثروة صغيرة بالنسبة لسكان القطاع الذين يقل معدل راتبهم اليومي عن 10 يورو.لكن المنتجع الصحي هذا موجه للطبقة الميسورة في غزة من موظفين واطباء ومقاولين فلسطينيين الى الاجانب من دبلوماسيين وموظفين في المجال الانساني وموظفي الامم المتحدة والصحافيين الذين يمرون فيه.بالنسبة لهؤلاء جميعا لا تكثر الاماكن في غزة للاسترخاء والاستجمام باستثناء حفنة من المطاعم والفنادق الفاخرة التي لا تقدم المشروبات الكحولية وحيث يمضي الفرد الوقت في تبادل الحديث وهو يدخن النرجيلة او يحتسي كوب عصير او فنجان شاي بالنعنان.ويشكل منتجع ’روزي’ تاليا متنفسا في القطاع الذي شنت عليه اسرائيل هجوما عنيفا الشتاء الماضي وحيث تقع مواجهات بين الفصائل الفلطسينيية من وقت لاخر. ويخضع كذلك لحصار محكم من قبل الدولة العبرية ويعاني من انهيار اقتصادي.وتوضح صفاء وهي فلطسينينة في الثلاثين من عمرها ’بدأ الناس يمارسون الرياضة بشكل اكبر منذ بدء الحصار لان من المستحيل مغادرة غزة للاستجمام’ في الخارج.ويعتمد محمد فارس الى شبكة علاقاته بالخارج ليتمكن من الاستمرار. فبدلا من الاعتماد على الانفاق التي حفرت تحت الحدود بين قطاع غزة ومصر يعول على اصدقائه من الصحافيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الانساني ليحملوا له في حقائبهم مستحضرات تجميل غير متوافرة في غزة.واضطر الى حصر منتجعه بالنساء فقط لانه لم يكن لديه ما يكفي من الزبائن الرجال لتمويل الساعات المخصصة لهم. واغلق العام 2006 قسم الجاكوزي بسبب تعذر الحصول على فلترات المياه المناسبة.وهو يقر ’لا يمكنني ان اوسع المنتجع. ولا يمكنني ان ابيعه. انا عالق’. ويضيف ’هنا اضيع الوقت وابدد المال واستهلك الكهرباء ولا اكسب ما يكفي من المال للقيام بكل شيء’ معربا عن قلقه من المستقبل.لكن عددا كبير من النساء يأتين الى المجتمع.وخلال الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة مطلع العام الحالي قرر فارس اغلاق المنتجع. ويوضح مبتسما ’بعد الحرب كنت انتظر الا يأتي احد بيد ان الطلب كان كبيرا. اتت النساء للاسترخاء وللشعور بانهن جميلات’.