بعد انفضاض المؤتمر الفتحاوي الذي اعتبر انطلاقة جديدة ومؤتمر تأسيسي، تفاءلنا جدا بان الكثير من الاوضاع سوف يتم معالجتها، وكثيرا من الاوراق سيعاد ترتيبها، وخاصة نحن في لبنانـ الذين عانينا من الفوضى التنظيمية التي حكمت الحركة في الفترة السابقة، وزاد طينها بلة، الممحاكات التي حصلت بين الاخوين زكي وابو العينين.سعدنا اكثر حينما قال المؤتمر، عن عدم جواز تعدد المهام ووضع معايير محددة لذلك، قلنا جاء الخلاص، خاصة ان لبنان فيه ما فيه من وجع والم يعانيه الفلسطيني، صحيح ان الاخ سلطان كان مطلبا ضروريا في مرحلة معينة انتهت، والاخ عباس كا مطلبا ضروريا في مرحلة تالية احتاجت تصويب الخلل في المرحلة الاولى التي كان طبيعيا ان يكون فيها اخطاء لكثر مطباتها.لكن بعد تجاوز الاخطار التي تشارك فيها كل الفتحاويين بالدفاع عن حركتهم، حدث ما حدث، وبدل البناء المؤسساتي الذي يحمي، ذهبنا الى المزارع تحت مسميات المؤسسات التي يملكها او يحكمها فرد بعينه، لا تعرف مواردها ومصادرها واتجهاتها.جاء الاخ عباس وفعل ما لم يفعله السابقون، لملم الوضع ، وبلسم الجراح، واصلح ما امكن اصلاحه يعاونه فريق من المختصي وعلى رأسهم القائد الشهيد المغدور اللواء كمال مدحت.مماحكات ما بعدها مماحكات، تمردات على قرارات ما بعدها تمردات، حتى اضحت الحركة اضحوكة لمن شاء، وحيطها واطي يتسلقه حتى الاقزام، استفاد البعض من هذا الوضع ولعبوا على حبال المصلحة الشخصية.اليوم يجب ان نقول العبارة الشهيرة( انتهى الدرس يا غبي)المؤتمر لملم اوراقه وقراراته وتوصياته، وثبت توجهاته. السؤال لماذا يصر البعض جاهدا للعودة الى لبنان، رغم انه وصل الىالمركزية، يا ليتني اصل الى المركزية لاتفرغ لعمل دائم ودؤوب في اطارها بعيدا عن اي مهمة خارجية هذا اذا تبقي لي وقت اصلا لاعمل في الثانية. هذا الجهد ليس حبا في الخدمة لاعتبار ان بقاء الفوضى في لبنان تحوله الى منجم ذهب واللبيب من الاشاؤة يفهم.لذلك يحاول بعض المستفدين العمل على ارسال اشارات بان البلد من دون فلان او فلان لا تستقيم الامور فيها. عجبي على حركة تمثل شعبا يحولها البعض الى عقيمة من اجل عودته سلطانا الى سلطته. وتبدأ حرب البيانات والتشهير، وكأننا نريد ان نعود الى ما قبل المؤتمر.الى من يهمه الامر في حركة فتح من القائد العام الى النصير، ارجو منكم العمل على ردع كل طموح طموع، والابقاء على كل طموح قنوع. فتح اليوم بحاجة الى شدشدة الاوضاع، والى رص الصفوف، والىالوحدة، فعيب طالما اننا نعرف ان العدو الاسرائيلي لم يبق في يده سلاح، سوى سلاح الانقسام الفلسطيني، فكيف اذا كان الانقسام داخل فتح ممكن ان تستطيع ان تقود الشعب نحو تحقيق الاهداف.لا تهدموا فينا امل بنيناه على عمل اعلى سلطة، يكفي فلتبق المركزية في المركز تتابع شؤون الحركة، ولتترك الاقاليم تمارس صلاحياتها ودورها القيادي، فلنعط الفرصة لشخوص اخرين، ربما يمتلكون من القدرة فوق من نطمح او نتصور.