أدانت وزارة الخارجية والمغتربين العدوان الإسرائيلي المستمر على حي الشيخ جراح ومواطنيه المقدسيين ومنازلهم وممتلكاتهم ومنشآتهم، وكذلك التصعيد الحاصل في انتهاكات وجرائم الاحتلال وميليشيات المستوطنين ومنظماتهم الإرهابية في عموم الضفة الغربية المحتلة.
وأكدت الخارجية في بيان، اليوم الأربعاء، أن هذه الانتهاكات تهدف جميعها لسرقة المزيد من الأرض الفلسطينية واستكمال عمليات أسرلة وتهويد ليس فقط القدس الشرقية المحتلة، وانما عموم المنطقة المصنفة (ج) بما فيها الأغوار ومسافر يطا، والهادفة أيضاً إلى إلغاء الوجود الفلسطيني في تلك المناطق من خلال عمليات تطهير عرقي واسعة النطاق تشمل المواطن الفلسطيني وجميع مرتكزات وجوده الوطني والإنساني فيها.
وقالت الوزارة: إنها تتابع انتهاكات وجرائم الاحتلال على المستويات الدولية كافة بهدف فضحها وحشد أوسع إدانات دولية لها، وأعمق ضغط دولي ممكن على الحكومة الإسرائيلية لوقفها فوراً. وفي الوقت الذي رحبت به الوزارة بالمواقف الدولية التي رفضت وأدانت العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا وأرضه وممتلكاته بما فيها عدوان الاحتلال المتواصل على حي الشيخ جراح، خاصة الموقف الذي صدر عن الاتحاد الأوروبي والمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، إلا أنها ترى في هذه المواقف وصيغ التعبير عن القلق التي تضمنتها لا ترتقي لمستوى جسامة الجرائم التي يتعرض لها شعبنا وأهلنا في حي الشيخ جراح وعموم الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، ولا تلامس الحد الأدنى من الالتزامات القانونية والأخلاقية للمجتمع الدولي تجاه معاناة وآلام شعبنا جراء استمرار الاحتلال والاستيطان. تؤكد الوزارة أن المطلوب ترجمة هذه المواقف الأميركية والدولية إلى خطوات عملية قادرة على إجبار دولة الاحتلال لوقف عدوانها على شعبنا، وتوفير الحماية اللازمة لأهلنا في حي الشيخ جراح وكف يد الاحتلال وغلاة المستوطنين عنه، وترى أن وفاء الإدارة الأميركية بالتزاماتها المعلنة تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وفي مقدمتها إعادة افتتاح القنصلية الأمريكية في القدس يكتسي أهمية بالغة في حماية حل الدولتين وإنجاح الجهود الأميركية والدولية والإقليمية المبذولة سواء لبناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أو لإحياء عملية السلام والمفاوضات، وبما يضمن وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على أبناء شعبنا، وخلق المناخات الإيجابية الملائمة لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع.
يذكر أن سلطات الاحتلال تواصل عملياتها الاستيطانية الإحلالية بشكل يومي وتمعن في ممارسة الضم التدريجي للضفة الغربية المحتلة وتعميق نظام الفصل العنصري على مدار الساعة، والتي كان آخرها تجريف مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية بين بلدتي بديا وكفر الديك في محافظة سلفيت، وتصعيد العمليات الاستيطانية والتهجير القسري في الأغوار عامة وبشكل خاص في الأغوار الشمالية بما في ذلك إقدام المستوطنين بالأمس على إقامة منشآت استيطانية جديدة، وتعميق تدريبات جيش الاحتلال على حساب الأرض الفلسطينية ومزروعات الفلسطينيين ووجودهم في الأغوار، وإقدام المستوطنين على إتلاف وإحراق محطة تعبئة مياه في قريوت في محافظة نابلس، وكذلك إقدام جمعية "العاد" الاستيطانية على وضع اليد على أرض فلسطينية في سلوان وتحويلها إلى مزرعة استيطانية تعليمية ضمن فعاليات ونشاطات ما بات يعرف "بالحديقة الوطنية" كشكل مستحدث من أشكال الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتخصيصها لصالح الاستيطان التهويدي.