وهل تتبلور ظروف الرد السوري؟

ماذا في رسائل الصواريخ “الطائشة” للدفاعات السورية باتجاه فلسطين المحتلة؟

الأحد 13 فبراير 2022 12:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
ماذا في رسائل الصواريخ “الطائشة” للدفاعات السورية باتجاه فلسطين المحتلة؟



كتبت الدكتورة حسناء نصر الحسين:

بضوء أمريكي غربي يستمر الكيان الصهيوني بالعدوان على الأراضي السورية مستغلا في هذا الضربات والتوترات المتصاعدة بين المحورين الدوليين واشنطن وموسكو في قضية أوكرانيا المفتعلة أمريكيا وغربيا وتوسع دائرة الصراع لتشمل مناطق نفوذ كلا الدولتين لتكون سورية الهدف والرامي في آن معا .

لتكون اسرائيل هي اليد الأمريكي التي تضرب بها واشنطن الحليف الروسي في سورية بهدف ازعاجه واستفزازه في هذه الجغرافية بالغة الأهمية لموسكو والهدف توسيع دائرة الصراع بين الدولتين وبالنظر ما جاء على لسان المرشح لمنصب القائد الأعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال مايكل اريك كوريلا والتي حذر فيها من تداعيات خطيرة على الشرق الاوسط ولا سيما في سورية فيما لوشنت روسيا عملية عسكرية ضد أوكرانيا ، وهذا يؤكد أن الدولة السورية احد اهم مراكز الاستهداف الأمريكي الغربي الصهيوني .
الا ان هذا الاستهداف المتكرر لن يستمر الى ما لا نهاية فالعدوان الاسرائيلي الأخير على ريف دمشق وما نتج عنه من رد لقوات الدفاع الجوي السوري بصاروخ سوري وصل الى الجليل ، وسماع دوي صفارات الانذار في عدة مناطق في فلسطين المحتلة يؤكد ان هذا الصاروخ لم يكن طائشاً بل محملاً برسالة بالغة الأهمية، هي أن الدولة السورية لن تصمت على هذه الاعتداءات بل سترد على اي عدوان اسرائيلي مستقبلي وهذه الرسالة قرأها الساسة والعسكر الصهاينة مما دفع بوسائل إعلام العدو للتصريح بأن الرئيس السوري بشار الأسد مصمم على الرد على الهجمات الإسرائيلية ، ليكون هذا الصاروخ هو العنوان الأبرز لمستجدات المرحلة اللاحقة مع الأخذ بعين الاعتبار المرحلة الجديدة التي يمر بها صراع القوى الدولي وما سينبثق عنه على الصعيدين الدولي والاقليمي فالأزمة الأوكرانية وما نتج عنها من اصطفافات دولية واقليمية ارخت بظلالها على القضية السورية فلا يمكن فصل ما يجري عالمياً ونتائجه في اوكرانيا عن الساحة السورية .
والمتأمل بالتصريحات الاسرائيلية المتعلقة بالعدوان الاسرائيلي على سورية يجد بروز مخاوف اسرائيلية من الرد السوري وفي هذا اشارة الى نقطتين :
الأولى: قراءة اسرائيلية لتصريحات المسؤولين السوريين والتي تشير إلى تأكيد الحق الطبيعي والقانوني والشرعي للدولة السورية في الرد على أي عدوان بالإضافة الى اعطاء القيادة السورية أولوية التحرير والتطهير للمناطق في الجنوب السوري وهذا ما شكل فهما واضحا لنوايا الدولة السورية بالتوجه نحو تهيئة الظروف لرد سوري قريب على كل هذه الاعتداءات الصهيونية .
الثانية: حجم التحولات المرتسمة في مشهد دول حلف النصر السوري الموجهة مباشرة للعدو الاسرائيلي بدءاً من الحليف الروسي والتداعيات في الملف الاوكراني بما تلعبه روسيا من قوة فارضة للإرادة الروسية في هذا الملف ، وما يعنيه انخراط كيان العدو الاسرائيلي في الجبهة المقابلة ( اوكرانيا ) بما يشكله هذا الانخراط من حالة استعداء روسي لهذا العدو ستؤثر بلا شك فيما يمكن اعتباره هامشاً معطى لكيان العدو من قبل الروس في مسألة الضربات العدوانية من قبل الصهاينة .
ايران وما كشفت عنه منذ ايام قليلة عن صاروخ كسر خيبر بما يحمله من رسائل في المسمى والتوقيت باتجاه العدو الإسرائيلي، وهذا ما تلقفه الصهاينة وعبروا عنه صراحة بمزيد من المخاوف التي وصلت في مدياتها الحديث عن مصير ومستقبل هذا الكيان .
بجانب حزب الله واعلانه لتفعيل الدفاع الجوي والكشف عن صاروخ سام8  الباعث بكثير من القلق لدى هذا الكيان بما يشكل من قوة ردع واغلاق للأجواء اللبنانية امام اي استهداف للأراضي السورية .
واقع المحتل الأمريكي المتراجع على صعيد مناطق الاحتلال في مناطق شرق الفرات وتنامي عوامل المقاومة الشعبية تعبر عن استهداف لمستويات الدعم الأمريكي والضوء الاخضر المعطى أمريكيا للعدو الصهيوني فيما يقوم به من اعتداءات على الأراضي السورية .
كل هذه التحولات المستهدَف فيها هو العدو الاسرائيلي وبلا شك لهذه التحولات انعكاساتها الايجابية على الصعيد السوري فيما يتعلق بالأرضية المهيأة للرد السوري المشروع على اعتداءات اسرائيل المتكررة .
بالخلاصة : يمكن القول بأن الدولة السورية انتهجت سياسة استراتيجية تكمن في الصبر الاستراتيجي المثمر في التعامل مع الاعتداءات الإسرائيلية وهي تؤمن تماماً بحتمية الرد وبأن المرحلة ستحمل معها تهيئة للظروف الملائمة لاتخاذ قرار يحفظ لسورية سيادتها ويضع الجميع حلفاء وخصوم أمام استحقاقات مرحلة جديدة عنوانها .. سيادة سورية خطٌ أحمر ولا يُسمح المساس بها .
باحثة في العلاقات الدولية – دمشق