اسرائيل شرعت منذ أمس في صراع دبلوماسي دولي ضد تقرير لجنة غولدستون. والهدف: منع التقرير من الوصول الى بحث في مجلس الامن ومن هناك الى الشروع في اجراءات قضائية في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد مسؤولين اسرائيليين كبار كانوا ضالعين في حملة "رصاص مصهور" في غزة على ارتكاب جرائم حرب مزعومة. وليلة أمس رفع فريق برئاسة المستشار القانوني لوزارة الخارجية ايهود كينان ومشاركة نائبه داني طأوب وممثلين عن وزارة العدل والنيابة العامة العسكرية، فتوى اولية عن التقرير الى رئيس الوزراء ووزير الخارجية. وأجرى نتنياهو أمس مشاورات ليلية في موضوع التقرير. وقال مسؤول اسرائيل كبير ان "الهدف هو منع المنزلق الذي يؤدي باسرائيل الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي". بعد يوم من يوم الغفران سينعقد مجلس حقوق الانسان للامم المتحدة في جنيف، والذي كان عين القاضي غولدستون، في بحث خاص في استنتاجات التقرير. وفي وزارة الخارجية قدروا أمس بانه في الايام القريبة القادمة ستبدأ الدول العربية في اعداد مسودة مشروع قرار يدعو الى نقل البحث في التقرير الى مجلس الامن في الامم المتحدة. بحث في مجلس الامن من شأنه، في السيناريو السيء، الوصول الى قرار بنقل المعالجة الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. في مثل هذه الحالة يمكن للمحكمة ان تصدر اوامر اعتقال دولية ضد مسؤولين كبار كانوا ضالعين في حملة "رصاص مصهور". في اطار الخطوة السياسية سيجري اليوم الرئيس بيرس، رئيس الوزراء نتنياهو، وزير الدفاع باراك ووزير الخارجية ليبرمان مكالمات هاتفية مع الكثير من نظرائهم في العالم. والرسالة المركزية ستكون ان التقرير احادي الجانب يعطي جائزة للارهاب ويخلق سابقة ستجعل من الصعب على كل دولة في العالم الدفاع عن نفسها ضد الارهاب ا لممارس ضدها. الهدف المركزي للعمل السياسي سيكون الدول الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن. ومع ذلك، فسيتم النشاط السياسي ايضا حيال كل اعضاء الاتحاد الاوروبي الذين لديهم نفوذ كبير في مجلس حقوق الانسان في جنيف. بيرس، نتنياهو، باراك وليبرمان سيطلبون من نظرائهم التحفظ من التقرير ومعارضة استخدامه لاتخاذ قرارات مناهضة لاسرائيل في مؤسسات دولية اخرى. "هذه ستكون معركة سياسية وقانونية طويلة"، قال موظف اسرائيلي كبير يعنى بتقرير غولدستون. "سنفعل اصدقاءنا في العالم، مع التشديد على الولايات المتحدة، منعا لعزلة اسرائيل". وستركز اسرائيل المساعي السياسية حيال الولايات المتحدة وتطلب مساعدتها في معالجة الازمة. وسيتحدث وزير الخارجية ليبرمان اليوم هاتفيا مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومنذ امس بدأت محادثات بين موظفين اسرائيليين وامريكيين في واشنطن، جنيف، وفي هيئة الامم المتحدة في نيويورك. ومن المتوقع لليبرمان ان يتحدث اليوم ايضا مع وزير الخارجية الروسي لافروف، وزير الخارجية البريطاني ميلبند واجراء محادثة طويلة، وجها الى وجه الاسبوع القادم في نيويورك مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. ونشرت وزارة الخارجية امس ردا حادا على تقرير غولدستون. وجاء من الوزارة ان "اللجنة تعطي جائزة للارهاب وتظهر لمنظمات الارهاب ان طريقها مظفر". 16 سبتمبر 2009