قررت إدارة جامعة بيرزيت استئناف العملية الدراسية وعودة التعليم الوجاهي بدءا من يوم السبت المقبل، بحسب ما أعلنت في بيان صدر عنها اليوم، الأربعاء، في حين أكدت الأطر الطلابية رفضها لقرار إدارة الجامعة في ظل عدم التوصل إلى اتفاق نهائي ينهي الأزمة القائمة.
وقال مجلس إدارة الجامعة، في بيان على "فيسبوك"، إن "الإغلاق الحالي للجامعة يشكل خطرًا على المسيرة التعليمية، ويهدد ويعمل على تقويض إرث الجامعة التقدمي والتعددي وثقافة الحوار، ويتناقض مع مبادئ ورؤية الجامعة".
وشدد المجلس في بيانه على "دعمه المطلق للعمل النقابي والطلابي والوطني، فإنه ومن منطلق مسؤولياته الأخلاقية والوطنية والأكاديمية يرفض منطق الإغلاق ورهن المسيرة التعليمية بهذه الطريقة".
وأعلنت الإدارة بدء التعليم الوجاهي يوم السبت الموافق 29 كانون الثاني/ يناير الجاري الساعة العاشرة صباحًا، "على أن يتم الاستفادة من يوم الخميس 27 كانون الثاني/ يناير للتواصل بين الأساتذة والطلبة إلكترونيًا من أجل التحضير لاستئناف التدريس، وذلك من أجل التمكن من البدء بالامتحانات النهائية بتاريخ 7 شباط/ فبراير المقبل".
وأوضح مجلس إدارة الجامعة أن القرار يأتي في محاولة لـ"تجنب" إلغاء الدورة الصيفية ولـ"تفادي الدخول في إجازة مفتوحة في حال عدم استئناف التعليم بأسرع وقت ممكن، وحماية لحق آلاف الطلبة باستئناف التعليم فورًا"، بحسب ما جاء في البيان.
ولفت مجلس الجامعة إلى "وصول الحوار مع الكتل الطلابية لمراحل متقدمة، الأمر الذي ساهمت فيه جهات متعددة من أسرة الجامعة، إضافة إلى جهات صديقة من خارج الجامعة، وبالرغم من مرور أكثر من ثلاثة أسابيع، وإبداء الجامعة لأقصى درجات المرونة والموافقة على المطالب ذات الطابع النقابي كافة، ولكن مازالت الجامعة مغلقة، ونؤكد مرة أخرى أن الحوار يكون بجامعة مفتوحة بالتزامن مع إعادة المسيرة التعليمية لمجراها".
وفي ظل الأحوال الجوية الصعبة، أفاد البيان أن "لجنة السلامة العامة في الجامعة سيبدأ باتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع المنخفض الجوي القادم لتهيئة الجامعة لبدء التعليم، وتوفير وسائل السلامة للطلبة المعتصمين داخل الجامعة والذين نأمل انتهاء اعتصامهم بأقرب فرصة".
من جانبه، اعتبر ممثل القطب الطلابي في الجامعة، محمد فقهاء، أن قرار إدارة الجامعة "خطوة متسرعة"، في ظل "استمرار الحوارات مع الأطر الطلابية"، مشددا على أن "الأطر لن تلتزم بقرار الجامعة وستبقى ماضية في خطوة تعليق الدوام وإغلاق الجامعة".
وأكد فقهاء أنه "لم يتم التوصل إلى اتفاق مع إدارة الجامعة بالرغم من الوساطات التي تجري بين الإدارة والكتل الطلابية في الآونة الأخيرة"، مشيرا إلى أن الاستجابة لقرار الجامعة الأخير، استئناف التعليم الوجاهي، سيتم فقط بعد التوصل لاتفاق يلبي كافة مطالب الحركة الطلابية.
والإثنين الماضي، أكد منسق الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، نادر عويضات، أن الحركة الطلابية مصرة على مواصلة اعتصامها حتى تحقيق مطالبها رغم الأجواء الباردة.
وأشار الى أن إدارة الجامعة ترفض تنفيذ مطالب الحركة الطلابية، وعلى رأسها إقالة القائم بأعمال عميد شؤون الطلبة عنان الأتيرة ونائب رئيس الجامعة غسان الخطيب.
وأوضح عويضات أن نحو 200 طالب شاركوا في الاعتصام من جميع الحركات الطلابية. ودعا منسق الكتلة الاسلامية إدارة الجامعة للالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع الطلبة، والتخفيف من الضرر الواقع عليهم نتيجة البرد.
واتهم الطلاب المعتصمون إدارة الجامعة بالتعنت في الاستجابة لمطالبهم، وممارسة الضغوطات عليهم. وأكدت الحركة الطلابية أنها لن تتنازل ولن تسمح لإدارة الجامعة بكسر عزيمتها.
وبدأ اعتصام الكتل الطلابية في بيرزيت قبل أسبوعين تحت شعار "مستمرون"، لـ"استعادة الإرث الوطني للجامعة".
وتتضمن مطالب الحراك تنفيذ ما تم توقيع العمل عليه في الاعتصام الطلابي الماضي 8/11/2021، وعدم محاسبة أي طالب على خلفية عمله النقابي والسياسي داخل أسوار الجامعة، سواءً كان ينتمي لأطرٍ طلابية أو مستقل.
وكانت قوات خاصة لجيش الاحتلالة اقتحمت في مطلع الشهر الجاري، محيط جامعة بيرزيت واعتقلت عددا من الطلاب وممثلي الكتل، من بينهم ممثل الكتلة الإسلامية الطالب الجريح إسماعيل البرغوثي، والذي مددت اعتقاله ونقلته إلى سجن مجدو.