دأب المزارع أسامة أبو دقة على تأمين احتياجات زرعته والعمل لساعات طويلة في حقله الواقع في جنوب قطاع غزة، لكن المردود المادي من تلك الزراعة بالكاد كان يكفي لإعالة أسرته المكونة من 9 أفراد.
يمتلك أسامة (44 عاماً)، حقلا زراعيا تبلغ مساحته دونمين شرقي مدينة رفح، وكان يعتمد على الزراعة في دفيئة على نصف مساحة الحقل، بينما يعتمد في الجزء الثاني على الزراعة المكشوفة.
تغيرت حياة عائلة أسامة رأسًا على عقب بعد تعرفه على مشروع تعزيز صمود صغار المزارعين والمجتمعات المتضررة من الأخطار الطبيعية والأزمات الممتدة والمتعددة الأوجه” الذي تنفذه جمعية الإغاثة الزراعية في قطاع غزة من خلال الديكوني.
وكان أسامة من أوائل المسجلين في المشروع بعد اطلاعه على إعلانات الإغاثة الزراعية، وحصل على معلومات جديدة لم يسبق له المعرفة بها من قبل خلال فترة التدريب الذي نظمه فريق المشروع في الإغاثة الزراعية للمزارعين المستفيدين من نشاط البرك الزراعية في محافظات قطاع غزة الخمس.
ورث أسامة مهنة الزراعة عن والده حيث دأبت عائلته على استئجار حوالي 150 دونمًا شرقي خان يونس وزراعتها بمحاصيل موسمية، إلا أن وصول نسبة الاملاح إلى مستويات قياسية وارتفاع أسعار المياه المحلاة أوقف عمل العائلة واقتصر فقط على الحقل الذي تمتلكه.
كان حقل عائلة أسامة يعتمد على الزراعة المكشوفة حتى عام 2016، لكنه كان يعاني من تسرب المياه في بركة نايلون التي كان يملكها ويعتمد عليها في ري زراعته، إضافة إلى التكلفة السنوية لتجديد أرضية وحوائط البركة، الأمر الذي كان يكبده تكاليف باهظة، إضافة إلى تعرض زراعته للتلف في كثير من الأحيان.
حصل أسامة على فرصة من خلال الإغاثة الزراعية في الربع الأول من العام الماضي، لتشييد بركة جلدية من نوع “جيوممبرين” لتجميع مياه الأمطار، إضافة إلى انه كان قد حصل على تمويل سابق لتشييد دفيئة زراعية على مساحة 500 متر منذ سنوات فقد تعرضت للتدمير إبان عدوان صيف العام 2014 على قطاع غزة.
ويقول المزارع اسامة: “في العامين الماضيين عملت على تطبيق مخرجات التدريب في الزراعة الحديثة التي حصل عليها من طواقم الإغاثة الزراعية حيث حققت نتائج إيجابية على مختلف الأصعدة”.
ويضيف أنه استطاع تجميع مائة كوب في البركة خلال الشتاء الماضي، وقام بخلطها مع مياه البئر، الأمر الذي أسهم في تقليل نسبة الملوحة وتوفير في فاتورة المياه، مما عمل على زيادة الإنتاجية وتنوع المحاصيل وزيادة أرباحه.
ويشير أسامة إلى أن إنتاجية دونم البندورة داخل الدفيئة وصل هذا الموسم إلى 17 طنًا، بعدما كان ينتج 12 طنًا في الموسم فقط، بينما بلغ انتاج دونم زراعة الباذنجان حوالي 20 طنًا، وهو رقم لم يكن ليحصل عليه من دون الدعم الذي تلقاه من الإغاثة الزراعية.
وعزا نجاحه في الوصول إلى هذا المستوى في الإنتاج إلى تطبيق أساليب الزراعة الحديثة، موضحًا أنه كرر زراعة البندورة للموسم الثاني على التوالي لزيادة فرصة التسويق.
ويبين أنه منذ انشاء البركة أصبحت المياه متوفرة لديه طوال الموسم الزراعي، كما أنه استفاد من خلطها مع مياه البئر ما ساهم في تقليل نسبة الملوحة في المياه.
وبالنسبة لأسامة، فإن مشروع البركة الذي بلغت تكلفته حوالي 3 آلاف دولار، ناجح جدًا، وأسهم في تحسين ظروف عائلته الاقتصادية، إضافة إلى الاستفادة الهائلة من الزيارات الارشادية لطواقم الإغاثة الزراعية واكتساب مهارات وخبرات زراعية جديدة.