مترجم سابق للجيش الأمريكي يكشف تفاصيل اعتقال صدام حسين: اعتقاله في حفرة "كذب"

الخميس 30 ديسمبر 2021 08:42 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مترجم سابق للجيش الأمريكي يكشف تفاصيل اعتقال صدام حسين: اعتقاله في حفرة "كذب"



بغداد/سما/

قال مترجم عراقي تعاون مع الأمريكيين، طلب عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته، إن الجيش الأمريكي استخدم أثناء اعتقال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، بودرة مخدرة.

وأكد المترجم، أنه رافق العسكريين الأمريكيين الذين نفذوا عملية اعتقال صدام حسين.

وأضاف المترجم: "بعد حوالي ثمانية أشهر من بداية عملي، تلقى الجانب الأمريكي معلومات سرية للغاية عن المكان الذي كان يختبئ فيه صدام حسين في منطقة الدور بمحافظة صلاح الدين. كان يختبأ في مزرعة على بعد أمتار قليلة من نهر دجلة، في منطقة المعبر".


ووفقا له، أفادت رواية بأن أحد أقارب حراس صدام كشف مكان المخبأ، ثم تم التحقق من هذه المعلومات من خلال مراقبة رجل كان ينقل الطعام إلى صدام.

وتابع المترجم القول: "لم يكن أحد يعلم أنه حارس أمن صدام، لكن شكوكا حامت حوله لأنه كان يشتري أفضل البضائع والسلع من بعض الماركات التجارية في الأسواق. ونظرا للوضع المتدهور في البلاد أثار ذلك الشبهات وبعد المراقبة تبين كل شيء".

تم إرسال وحدة من القوات الخاصة الأمريكية إلى الموقع، ولم يسمح للمترجم نفسه بالاقتراب لأنه لم يكن يرتدي قناعا ضد الغازات. بعد ذلك تم بخ غاز منوم في منطقة تنفيذ العملية.

وقال المترجم: "تم إخراج العديد من الأشخاص من هناك. وبينهم كان صدام حسين، ولم يسمحوا لنا من الاقتراب منه".

بعد أن تم إجلاء صدام حسين بطائرة مروحية، تمكن المترجم من معاينة الغرفة التي كان يعيش فيها: كانت غرفة بعرض 3.5 متر وطول حوالي 4 أمتار، فيها سريران. وكانت هناك أحذية وملابس غالية الثمن وعطور وأغراض شخصية - ساعة يد الرئيس ومسدسه الشخصي، والعديد من صور عائلته، وجهاز تسجيل بشريط فارغ وتسجيلات صوتية له.

 وقال المترجم: "تمت سرقة قسم كبير من هذه الأشياء- الأحذية والساعات والملابس وحتى الطعام. أخذها العسكريون كتذكار".

وأشار إلى أنه بعد العملية، تغطت شتلات أشجار البرتقال في المنطقة، بمادة بيضاء مجهولة ونفقت جميع الحيوانات- الماشية، والكلاب الضالة.

وقال المترجم إن زعم واشنطن بأن الجيش الأمريكي قبض على رئيس العراق الأسبق صدام حسين في الحفرة، غير صحيح.

وبهذا الشكل، دحض المترجم الرواية الأمريكية المتداولة حول اعتقال صدام، ونوه بأنها تستخدم لأغراض دعائية.

وأضاف في حديث لوكالة "نوفوستي": "بعد اعتقال صدام، تم تلفيق هذه الرواية لكي تؤكد الإدارة الأمريكية أن التحالف الذي شكلته ضد العراق لم يتعرض للهزيمة، ولكي لا تتعرض هيبة الولايات المتحدة لأي ضرر".

بعد اعتقال صدام حسين في 13 ديسمبر 2003، زعم البنتاغون بأنه تم العثور عليه في نفق عمودي على عمق حوالي 1.8 متر بالقرب من مزرعة، لكن المترجم يؤكد أن صدام كان في الواقع في غرفة ولم يدرك حينها ما يجري حوله. وقال: "ليعرف العالم كله، أن صدام كان في الغرفة، وأعتقد أنه كان يصلي لأنه كان يرتدي دشداشة. الحديث عن اعتقاله في حفرة، كذب وتلفيق".

وشدد المترجم على أنه حاول بنفسه النزول والخروج من الحفرة، التي كانت فعلا قريبة من المكان، لكن ذلك تم بصعوبة لأنها كانت ضيقة للغاية، فما بالك بالرئيس صدام الذي كان ضعيفا بالفعل في ذلك الوقت.


وقال: "كنت أرتدي سترة واقية من الرصاص، وخلعتها لكي أدخل الحفرة بصعوبة. نعم، كانت هناك حفرة، لكن المعلومات التي تفيد بأن الرئيس اعتقل في الحفرة، كاذبة. لقد تم احتجازه في الغرفة".

ووفقا له، كانت "الغرفة عادية" بلا وسائل اتصال، وفيها فقط خزانة ملابس وسريران وراديو وجهاز تسجيل صوتي وجهاز تلفزيون صغير، وبعض الملابس والأحذية.