استنكار فصائلي للقاء عباس بغانتس في تل أبيب

الأربعاء 29 ديسمبر 2021 10:43 ص / بتوقيت القدس +2GMT
استنكار فصائلي للقاء عباس بغانتس في تل أبيب



غزة/سما/

أعلنت الفصائل الفلسطينية، اليوم الأربعاء، عن رفضها واستنكارها الشديدين للقاء الذي تم الليلة بين رئيس السلطة محمود عباس ووزير الحرب "الإسرائيلي" بيني غانتس بمنزل الأخير في "تل أبيب"، معتبرين أنه "جريمة وطنية تؤكد استمرار تمسك السلطة بالوهم".

وأكدت الفصائل في تصريحات منفصلة  أن زيارة عباس لغانتس في ظل العدوان "الإسرائيلي" المتواصل، إهانة لدماء الشهداء والجرحى وعذابات الأسرى، محذرة من التداعيات الخطيرة لهذا اللقاء مع تمسك السلطة بالتنسيق الأمني مع الاحتلال. 

 حركة "حماس"، استنكرت لقاء "عباس-غانتس"، الذي يأتي في ذكرى العدوان الذي تعرّض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة عام 2008م.

وقالت "حماس" إنَّ هذا اللقاء "الحميمي" وتبادل الهدايا الذي تمّ بين زمرة التنسيق الأمني وبين جيش العدو، يكشف مجدّداً الانحدار الكبير الذي وصلت إليه هذه السلطة ورئاستها؛ من التعاون مع العدو، وملاحقة المقاومين والأحرار من أبناء شعبنا، والذي أدّى مؤخراً إلى استشهاد أمير اللداوي وحمزة شاهين، محذرة من الانزلاق الخطير في مراعاة مصالح العدو واحتياجاته مقابل محافظة الاحتلال على بقاء سلطة التنسيق الأمني، كياناً وظيفياً بلا أيّ مضمون.

وأدانت حماس مثل هذه اللقاءات التي لا تخدم إلاّ العدو، مشددةً على أنه كان على رئيس سلطة أوسلو أن ينحاز إلى شعبه، ويلتقي بالكل الوطني، لاتخاذ الخطوات العملية التي تضمن تعزيز عوامل قوَّة شعبنا، والاستناد إليها للخلاص من الاحتلال.

وأوضحت الحركة بأن القيادة المتنفذة في سلطة أوسلو لم تعد تهتم أو تراعي أحوال شعبنا الفلسطيني ومصالحه وحقوقه، بل تمعن في إدارة ظهرها لكلّ القضايا الوطنية التي تخدم الشعب وتطلعاته في الوحدة والتحرير والعودة. وعدّت حماس هذا اللقاء استفزازاً لجماهير شعبنا الفلسطيني الذين يتعرّضون يومياً لحصار ظالم في قطاع غزّة، وتصعيداً عدوانياً يستهدف أرضهم وحقوقهم الوطنية ومقدساتهم في الضفة الغربية المحتلة والقدس، كما يمثّل استهتاراً بمعاناة الأسيرات والأسرى في سجون العدو الذين يُمارس ضدّهم أبشع أنواع الانتهاكات. ودعت الحركة جماهير شعبنا الفلسطيني وكل قواه الوطنية الحيّة، إلى إعلان رفضها وإدانتها هذا النهج المدمّر والانحدار السحيق في مستنقع الرضوخ للاحتلال، وتنفيذ أجنداته ومخططاته؛ مبينةً بأن الشعب الفلسطيني، يستحق قيادة وطنية صادقة مخلصة، قادرة على حماية حقوقه وثوابته الوطنية والدفاع عنها، وتعبّر عن تطلعاته في انتزاع حقوقه، وتحرير أرضه والعودة إليها.

وفي الإطار ذاته، قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق إن "‏زيارة محمود عباس لوزير جيش الاحتلال غانتس في منزله وتبادل الهدايا معه ، جريمة بحق شعبنا". وأضاف الرشق أن "هذا السلوك المشين  من رئيس السلطة يمثل قمة الاستخفاف بشعبنا وأسرانا وأسيراتنا ومقدساتنا..والاستهتار بقضيتنا الوطنية.. والتماهي مع  العدو المحتل".

و دانت حركة الجهاد الإسلامي ، لقاء "عباس-غانتس ، وقالت الحركة:"لقد جاء هذا اللقاء تكريساً للدور الوظيفي للسلطة التي تبحث عن حلول للخروج من أزماتها وعجزها وفشلها ، على حساب مصالح شعبنا وحقوقه وقضيته الوطنية. "

واعتبرت الحركة، أن لقاء التنسيق الأمني بهذا المستوى يأتي في الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا لواحدة من أشد الهجمات الإرهابية التي يقودها اليمين المتطرف وينفذها جيش الاحتلال الذي يتلقى التعليمات من "بيني غانتس".

وأضافت الحركة:"لم يلتفت رئيس السلطة ومعاونوه إلى الدعوات الوطنية بتشكيل قيادة موحدة للتصدي للاستيطان والإرهاب والتهويد ، وراح يسعى للقاء قادة العدو والتودد لهم وتبادل الهدايا معهم والاتفاق على تعزيز التنسيق الأمني مقابل حفنة من الرشاوى المغلفة بالعبارات التضليلية وتسويق الأوهام. "

ورأت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن اللقاء انحرافٌ خطيرٌ عن الإجماع الوطني وتجاوزاً لإرادة الجماهير المنتفضة في وجه الاٍرهاب اليهودي والاستيطاني الذي لم يُبق منطقة في الضفة والقدس إلا وجعلها هدفاً لمشاريع الضم الاستعماري، وما هذا اللقاء إلا محاولة في سياق مؤامرة خطيرة لا تختلف كثيراً عن "صفقة القرن" التي واجهها شعبنا وأسقطها بوحدته وثباته.

ودعت الحركة، لموقف وطني لحماية الإجماع الرافض للتنسيق الأمني وعودة المفاوضات بأي شكل وتحت أي مبرر ، والحفاظ على وصايا الشهداء والإرث التاريخي المقاوم ومشروع التحرير الوطني الذي يخوضه شعبنا.

كما دعت الحركة، القوى الحية والمخلصة للتصدي لتداعيات هذا اللقاء.

وأكدت الحركة، على استمرار المقاومة مهما بلغ حجم التحديات ومهما كانت المؤامرات التي تستهدف إحباط انتفاضة لجم الاستيطان المشتعلة.

الجبهة الشعبية بدورها، اعتبرت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، اللقاء الذي جمع رئيس السلطة محمود عبّاس بمجرم الحرب بيني غانتس يوم أمس في "تل أبيب"، والذي يأتي في ظل الهجمة المسعورة من قِبل الاحتلال ومستوطنيه على مدن وبلدات وقرى الضفة وشعبنا فيها إمعاناً في الوهم والرهان على السراب وتنكّرًا لدماء الشهداء وعذابات الأسرى وكل ضحايا الكيان وقواته التي يقودها المجرم الصهيوني غانتس.

وشدّدت الجبهة على أنّ هذا اللقاء المرفوض والمتعاكس مع المواقف والمطالب الوطنية يؤكّد أنّ رأس السلطة ما يزال يراهن على استجداء المفاوضات سبيلاً وحيدًا لحل الصراع "الفلسطيني – الإسرائيلي"، ويستمر في تجاوز القرارات الوطنيّة الصادرة عن المجلسين الوطني والمركزي وعن اجتماع الأمناء العامين بالانفكاك من الاتفاقيات الموقّعة مع الاحتلال ووقف أشكال العلاقة السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة معه.

ودعت الجبهة الشعبيّة إلى ضرورة تكاتف كل الجهود الوطنيّة من أجل وضع حدٍ لهذا الهبوط الذي يضر أولاً بالقضية الفلسطينيّة التي أعادت المقاومة فرضها أمام العالم كقضيّة تحررٍ وطني إبان معركة سيف القدس، التي وحدّت شعبنا وشعوب العالم ووفّرت أوسع حالة تضامن دوليّة مع شعبنا، ورأت الجبهة أنّ هذا اللقاء المرفوض والمدان يعطي مساحة أكبر للكيان الصهيوني ومجرميه وعلى رأسهم غانتس للتمادي بارتكاب الجرائم ضد شعبنا وتوسيع الاستيطان على أوسع مساحة من أرضنا بما يعمّق احتلاله. وأكدت أن "مثل هذه اللقاءات تضرب مصداقيّة أي تصريحات وتهديدات يطلقها الرئيس أبو مازن بشأن مستقبل الاتفاقيات والعلاقة مع دولة الكيان، وتؤشّر إلى السقف السياسي الذي يمكن أن يصدر عن دورة المجلس المركزي القادمة، عدا عن أنّه يعطّل الجهود التي تبذل فلسطينيًا وعربيًا لاستعادة الوحدة وتحشيد طاقات شعبنا لمقاومة مخطّطات تصفية قضيته الوطنيّة".

لجان المقاومة وفي سياقٍ متصل، قالت لجان المقاومة في فلسطين إنها تدين وتستهجن لقاء رئيس السلطة محمود عباس مع الارهابي بيني غانتس.

وأضافت لجان المقاومة أن "لقاء عباس مع المجرم غانتس جريمة وطنية واهانة لدماء الشهداء وعذابات اسرانا في سجون العدو الصهيوني". وتابعت إن "استمرار رهان قيادة السلطة على المفاوضات والسلام مع العدو الصهيوني الذين يمارس ابشع الحرائم الفاشية بحق كل مكونات الشعب الفلسطيني هو محاولة لبيع الاوهام من جديد لشعبنا الفلسطيني". وأشارت إلى أن "سلوك قيادة السلطة بالاصرار على جريمة التنسيق السياسي والامني مع العدو الصهيوني يشرعن ويشجع التطبيع العربي مع العدو الصهيوني".

وشددت لجان المقاومة على أن "شعبنا الفلسطيني سيواصل مقاومته وثورته وقي مقدمتها المقاومة المسلحة ضد العدو الصهيوني حتى العودة والتحرير وتطهير مقدساته".

حركة الأحرار من جانبها، أكدت حركة الأحرار أن "لقاء عباس- غانتس في "تل أبيب" هو إمعان في السقوط الوطني والأخلاقي وطعنة جديدة غادرة لتضحيات شعبنا ونضاله".

وقالت "الأحرار" إن هذا اللقاء المرفوض على كل الأصعدة والمستويات هو استمرار لسياسة الغدر والخيانة لدماء الشهداء والاستقواء بالاحتلال للحفاظ على بقاء السلطة خشية انهيارها بعد فشل مشروعها السياسي العقيم وكذلك لكبح جماح شعبنا واستهداف مقاومته في ظِل تنامي وتصاعد بطولاتها في الضفة بالعمليات البطولية النوعية والفردية. وأشارت إلى أن عباس يصر على الانحدار أكثر فأكثر في مستنقع الرذيلة السياسية ولازال يراهن على سياسته الفاشلة بالتمسك بنهج أوسلو والتعاون الأمني وإحياء المفاوضات العبثية مع الاحتلال ضارباً بعرض الحائط كل الجهود الهادفة لإستعادة الوحدة وترتيب البيت الفلسطيني.

ودعت، الكل الفلسطيني للتصدي لهذه السياسة واللقاءات الضارة والمدمرة لقضيتنا الوطنية والتي لن تجلب لنا إلا مزيداً من الويلات، والتحرك لوقف هذه المهزلة التي تعكس استخفاف عباس وعصابته بالكل الوطني فعلاقتنا مع الاحتلال هي علاقة صراع طالما بقي جاثماً على أرضنا مغتصباً لها. وحذرت حركة الأحرار، من التداعيات الخطيرة لهذا القاء "الذي لن ينجح في تبييض وجه الاحتلال أو الانقضاض على ثورة شعبنا ضد الاحتلال وإجرامه المتواصل وعلى السلطة وسياستها المتصهينة الداعمة للاحتلال". يشار إلى أن الفصائل الفلسطينية تعقد اجتماعا قبل قبل ظهر اليوم الأربعاء؛ لبحث الخطوات الوطنية للرد على لقاء عباس غانتس.

من جهته، قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والقيادي في تيار الاصلاح  ، إن لقاء الرئيس عباس مع وزير الجيش الاسرائيلي بنيامين غانتس يعتبر تنازل دبلوماسي وسياسي في ظل رفض نظيره رئيس وزراء دولة الاحتلال نفتالي بينيت لقائه.

وتابع أنه، انعكاس على انخفاض الوزن السياسي للقيادة الفلسطينية على الساحتين الاقليمية والدولية لعدم قدرتها على فرض لقاء مع رئيس الوزراء دولة الاحتلال.

 مُذكراً بقدرة الشهيد الرمز ياسر عرفات على ارغام نتنياهو على لقاءه بالرغم من تعودان الاخير لناخبيه بعدم عقد هكذا لقاء.

وأضاف دلياني، أن لقاء الرئيس الفلسطيني مع وزير جيش الاحتلال عوضاً عن رئيس وزرائها، ما هو الا تعبير عن حصر العلاقات بين السلطة برئاسة ابو مازن واسرائيل بالخدمات الامنية التي تقدمها السلطة للاحتلال الاسرائيلي. 

وتسائل دلياني: لو كان هناك جانب سياسي لهذا اللقاء اليس بالحري ان يكون مع وزير الخارجية؟

ولفت دلياني، الى أن هذا اللقاء يأتي باتجاه واحد لصالح الاحتلال بدليل انه في الوقت الذي كان الرئيس عباس يتبادل قوارير زيت الزيتون في بيت وزير الجيش، كان جيش الاحتلال يقتحم مناطق (ا) في البيرة على بعد بضع مئات من الامتار من منزل ومكتب ابو مازن في مقارنة تفضح طبيعة هذه العلاقة المقيتة بين الاحتلال والسلطة، التي بالتأكيد سيكون لها آثار سلبية على المدى الطويل، وستزيد من فقدان ثقة الشعب الفلسطيني بالسلطة وبالتالي التقليل من قدرة السلطة على ضبط الامور من الناحية الامنية.