استقالة ضابط إسرائيلي كبير احتجاجًا على إضاعة فرص تبادل أسرى مع حماس

الثلاثاء 28 ديسمبر 2021 09:21 م / بتوقيت القدس +2GMT
استقالة ضابط إسرائيلي كبير احتجاجًا على إضاعة فرص تبادل أسرى مع حماس



القدس المحتلة / سما /

كشف تقرير صحافي، مساء الثلاثاء، عن استقالة مُنسق شؤون الأسرى والمعتقلين التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، من منصبه في الفريق الإسرائيلي الذي يشارك في المفاوضات الرامية للتصول إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة المقاومة الإسلامية ("حماس").

جاء ذلك بحسب ما كشفت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11"). ولم يحدد التقرير موعدا دقيقا غير أنه أشار إلى أنها تمت "في الأشهر الأخيرة". وذكر التقرير أن مُنسق الجيش الإسرائيلي، وهو ضابط احتياط في شبعة الاستخبارات العسكرية ("أمان")، شارك في اتصالات "حساسة وسرية" مع الوسيط المصري وحركة "حماس".

وأكد التقرير أن الاستقالة جاءت في سياق احتجاجي على أن الحكومة الإسرائيلية "لا تدفع بشكل كاف باتجاه تحرير المعتقلين والأسرى في غزة"، معتبرا أن إسرائيل "تتصرف من موقف عجز في هذه القضية".

ونقل التقرير عن الضابط الإسرائيلي، وهو برتبة عقيد، قوله إن إسرائيل "أهدرت فرصتين مختلفتين في السنوات الأخيرة كان من الممكن أن تؤدي إلى صفقة تبادل أسرى".

وتحتفظ "حماس" بـ4 إسرائيليين بينهم جنديان أسرا خلال الحرب على غزة صيف 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي ويعتبرهما الجيش الإسرائيلي قتيلين)، والآخران دخلا القطاع في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.

وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية كانت تستطيع أن "تعيد الإسرائيليين أفراهام مانغستو وهشام السيد على قيد الحياة بالإضافة إلى جثتي الجنديين أورون شاؤول هدار غولدين".

وذكر التقرير أن الضابط المستقيل يعمل منذ سنوات في وحدة الاستخبارات العسكرية حتى بعد خروجه إلى التقاعد على هذا الملف، كمان أنه يشغل موقعه في فريق التفاوض الإسرائيلي في هذا الشأن منذ العام 2019 كممثل لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي.

ويرأس فريق "الأسرى والمفقودين" الإسرائيلي، مُنسق شؤون الأسرى والمفقودين في الحكومة، يارون بلوم؛ ويضم الفريق ممثلين عن جهازي الموساد والشاباك.

وفي رسالة بعث بها إلى رئيس الأركان الإسرائيلي، كوخافي، قبل حوالي ثلاثة أشهر، انتقد الضابط إسرائيل لـ"امتلاكها أدوات للتعامل مع هذه القضية، لكنها لا تفعل ذلك".

وتتوافق المعلومات الواردة في التقرير مع التصريحات الصادرة خلال الأشهر الماضية عن المسؤولين في حركة "حماس"، إذ أكدوا في أكثر من مناسبة أن إسرائيل تحاول ربط رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة أو إعادة الإعمار بصفقة تبادل الأسرى وغير جادة في مسار التفاوض لإتمام الصفقة.

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، كشف عضو المكتب السياسي لحماس، زاهر جبارين، أن حركته قدمت لوسطاء إطارا لصفقة تبادل أسرى مع إسرائيل لكنها لم تتلق ردا إيجابيا، مؤكدا استعدادها لإنهاء الصفقة بأسرع وقت.

وأكد جبارين أن المقاومة تمكنت من فصل ملف تبادل الأسرى عن ملف إعمار غزة ورفع الحصار، وذلك بعدما كانت إسرائيل تُصر على ربط تحسين الأوضاع الاقتصادية لسكان القطاع بإنهاء ملف جنودها الأسرى.

وفي 15 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، دعا ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي ومسؤولون في جهاز الأمن إلى "استغلال هذه الفترة والهدوء النسبي في قطاع غزة"، من أجل التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، حسبما نقل عنهم موقع "واللا" الإلكتروني.

وأشار المسؤولون، في محادثات مغلقة بحسب "واللا"، إلى أن المفاوضات حول تبادل أسرى عالقة، "بالرغم من المحفزات المصرية" للوساطة بصفقة كهذه. وأضافوا أن سبب هذا الجمود هو أن "كلا الجانبين (إسرائيل وحماس) غير مستعديْن للتنازل عن الثمن مقابل إعادة جثتي هدار غولدين وأورون شاؤول، وكذلك أفرا منغيستو وهشام السيد" وهما مواطنان إسرائيليان دخلا إلى قطاع غزة طواعية.