هآرتس: “لا ندفن قبل توسيع المستوطنة أو إثبات البراءة”.. “موضة” جديدة لإرهاب المستوطنين

الثلاثاء 21 ديسمبر 2021 03:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
هآرتس: “لا ندفن قبل توسيع المستوطنة أو إثبات البراءة”.. “موضة” جديدة لإرهاب المستوطنين



القدس المحتلة / سما /

هآرتس - بقلم: زهافا غلئون               "بعد فترة قصيرة على عملية قتل “يهودا ديمنتمن” في الأسبوع الماضي، بدأ المستوطنون في ارتكاب المذابح، أبرزها في قرية قريوت، حيث تنكر حوالي عشرين مستوطناً بالزي العسكري، ودخلوا إلى بيت عائلة مقبل، وبالعصي والمواسير اعتدوا على وائل، الذي يتلقى العلاج الآن في مستشفى رفيديا. وهاجموا زوجته سميحة بغاز الفلفل. تسبب المشاغبون بأضرار كبيرة للبيت، وحطموا سيارة العائلة وتراكتور صغيراً. وثمة اعتداءات أخرى تم تنفيذها في جميع أرجاء الضفة. الجيش الإسرائيلي، كالعادة، لم يكن هناك رغم أن الضفة مليئة بالكاميرات والمجسات.

في سنوات سابقة، استغل المستوطنون الاعتداء عليهم لتوسيع المستوطنات والبؤر الاستيطانية. وهذا ما فعلوه الآن أيضاً. إلياهو ليفمان، رئيس مجلس “كريات أربع” طلب من المستوطنين إقامة بؤرة استيطانية غير قانونية جديدة. هذا الأمر لم نشاهده حتى الآن، رئيس مجلس يقوم علناً بإقامة بؤرة استيطانية غير قانونية في حدود مجلسه. تجدر الإشارة إلى أن ليفمان لم يتم اعتقاله، وعلى الأرجح لن يعتقل. أما احتمالية تقديم من يرتكبون المذابح، الذين تطاولوا مؤخراً، للمحاكمة، فهي احتمالية ضعيفة جداً مثلما تعلمنا التجربة.

في بداية الأسبوع الماضي، ثارت البلاد بعد أن تحدث وزير الأمن الداخلي، عومر بارليف، عن عنف المستوطنين وكأنه ظاهرة قائمة. وأدانته وزيرة الداخلية اييلت شكيد. وقام وزير الحكومة نفتالي بينيت بتوبيخه، وقال بأن المستوطنين هم “السور الواقي لنا جميعاً”. ويحاول المجلس الإقليمي شومرون إلقاء المسؤولية عليه على قتل ديمنتمن وغيره.

إذا تم استغلال الإضرار بالمستوطنين لتوسيع المستوطنات في المرات السابقة، من خلال رفض دفن الجثة إلى أن يتم توسيع المستوطنة، فهو الآن يستغل لنفي عنف المستوطنين الموثق بشكل جيد. وهذه ظاهرة لا تتحدث عنها وسائل الإعلام.

كل وسائل الإعلام تنتقي المعلومات المقدمة للجمهور. قال ألون بن دافيد من “أخبار 13″، السبت، بأن 75 فلسطينياً قتلوا في الضفة الغربية منذ عملية “حارس الأسوار”، لكنه هو وأصدقاؤه تجنبوا نشر ذلك؛ لأن المجتمع اليهودي لا يهتم بذلك. نسبة العمليات الإرهابية لليهود ترتفع في السنتين الأخيرتين، فحسب معطيات الجيش الإسرائيلي الجريئة، تضاعفت هذه العمليات. إذا كان المهاجمون قد هاجموا أطراف القرى والأراضي الزراعية والمراعي في السنوات الأخيرة، فإنهم الآن يدخلون إلى مراكز القرى ويقتحمون البيوت. ولا يقدم للمحاكمة سوى عدد قليل منهم. لدى الجيش الإسرائيلي واجب الدفاع عن الفلسطينيين، سواء لكونه القوة المحتلة أو حسب قرارات المحكمة العليا، لكنه يخاف من مواجهة المستوطنين أكثر مما يخاف المستوطنون من مهاجمة الجنود أو من إحراق معداتهم.   

لإرهاب المستوطنين هدف استراتيجي: أحرق الأشجار والحقول، واضرب المزارعين الذين يذهبون لعملهم اليومي، حينئذ سيتركون أراضيهم؛ لأنهم لن يخاطروا بإحراق محاصيلهم بعد كد وتعب. وبعد أن يتركوا أراضيهم خلال بضع سنوات، ستعلن الإدارة المدنية بأنها أراضي دولة، وتنقلها للمستوطنين. هكذا، دونم آخر محروق وعنز أخرى مذبوحة (أيضاً هذا يحدث) وسرقة الأراضي تتسع أكثر فأكثر، والمستوطنات تتسع.

لكنه أمر يحظر علينا التحدث عنه؛ لأن عملاء المستوطنين في الحكومة وفي وسائل الإعلام سيهاجمون كل شخص يقول أي كلمة. ومن لديه القوة على ذلك؟ هكذا، بين الأشجار المحروقة وارتكاب المذابح في البيوت، تتحول إسرائيل إلى دولة ظالمة. كيف تكون زانية وتكون لها قرية مخلصة؟ الوقوف على الدماء بصمت وهدوء.