تستأنف، اليوم الخميس، مفاوضات فيينا، وسط إصرار إيران على مسودتي مقترحاتها ورفضهما من قبل الأطراف الأميركية والأوروبية، وتحذيرات غربية من أنها "آخر فرصة" للعودة للاتفاق النووي.
وأشارت صحيفة "هآرتس"، اليوم، إلى أنه في جهاز الأمن الإسرائيل من يعتقدون أنه بالرغم من الخطط العسكرية والتدريبات التي يجريها الجيش الإسرائيلي، إلا أنه ما زال هناك قدر من انعدام اليقين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني سابق مطلع على تفاصيل التدريبات، قوله إنه "لدينا اليوم قدرات جيدة من أجل مهاجمة البرنامج النووي الإيراني. والمشكلة هي كيف سنخوض حربا، إذا فُرضت علينا في أعقاب الهجوم (ضد المنشآت النووية الإيرانية). ونحن في مواجهة مكشوفة مقابل إيران بقوة متدنية. ومعنى ذلك هو أنه ينبغي إدراك وتعريف الانتقال إلى حالة حرب، وليس مؤكدا أن هذا واضح لجميع الجهات ذات العلاقة".
وأعلنت إيران أنها لم تتلق أي مقترح بناء للتقدم في المفاوضات النووية، متهمة الأطراف الأوروبية بالسلبية، بينما يبحث الأميركيون والإسرائيليون إجراء مناورات تحاكي ضرب منشآت نووية إيرانية، تحسبا لفشل مفاوضات فيينا.
ووصل كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني إلى فيينا، وسيلتقي منسق المفاوضات نائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أنريكي مورا، ورؤساء الوفدين الصيني والروسي.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إسنا"، عن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن طهران ستبقى في فيينا طالما كان ذلك ضروريا للتوصل إلى اتفاق.
وقال وزير الخارجية الإيراني في اتصال مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، إن بلاده جادة في المفاوضات بهدف التوصل لاتفاق جيد، واصفا المقترحات الإيرانية بأنها تتطابق تماما مع الاتفاق النووي وتفاهمات الجولات السابقة في فيينا.
وشدد عبد اللهيان على أن برنامج إيران النووي سلمي، وأن إزالة القلق من هذا البرنامج ترتبط بشكل مباشر برفع العقوبات.
وفي المقابل، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن واشنطن تتحرك صوب تشديد تطبيق العقوبات على إيران مع تعثر وفشل المفاوضات.
وذكرت الصحيفة أن الوفد الأميركي سيحذر مصارف بالإمارات من التجارة الخاضعة للعقوبات مع إيران.
ويأتي ذلك، وسط حالة من تصعيد أميركا وإسرائيل تهديداتهما ضد طهران، والحديث عن تدريبات عسكرية ضخمة وخطط لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المفاوضات.
ويفترض أن يتلقى الوفد الإيراني، اليوم الخميس، بشكل إجابات بقية الأطراف على مسودتي المقترحات بشأن رفع العقوبات والمسائل النووية، اللتين قدمهما الأسبوع الماضي.
وبعد اللقاءات الثنائية، من المقرر أن تعقد اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، اجتماعا في فندق "قصر كوبورغ"، على مستوى رؤساء الوفود ونواب وزراء الخارجية للدول الأعضاء، وهي إيران وروسيا والصين، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا. ويترأس الاجتماع أنريكي مورا، باعتباره منسق اللجنة والمفاوضات.
وأعلنت الخارجية الأميركية، مساء الأربعاء، أن المبعوث الأميركي للشأن الإيراني، روبرت مالي، سيشارك في مفاوضات فيينا للتفاوض غير المباشر بشأن الملف النووي الإيراني.
وأملت الخارجية الأميركية أن تقدم إيران "خطة جديدة" بعد استئناف المفاوضات، معلنة أنه "يجب علينا أن نعرف ما إذا كان الإيرانيون سيعودون إلى المفاوضات بحسن نية".
وتستأنف المفاوضات في فيينا على وقع تصاعد التهديدات الأميركية والإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني، حيث يستعد أن سلاح الجو الإسرائيلي لإجراء تدريبات ضخمة ومكثفة ستنطلق في غضون ستة أشهر تحاكي هجوماً على إيران.
ونقلت "رويترز"، اليوم الخميس، عن مسؤول أميركي، قوله إن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين سيبحثون تنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة، مشيرا إلى أن الهدف منها هو التحضير لـ"تدمير" المنشآت النووية الإيرانية بحال حدوث "السيناريو الأسوأ".
