أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام، اليوم الثلاثاء، أن الشعار الذي رفعته الحركة منذ نشأتها، منحها القدرة، العزيمة والزخم، لأن تتقدم صفوف المواجهة على أرض فلسطين.
جاء ذلك في لقاءٍ نظمته اللجنة التنظيمية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالساحة السورية، مع نخبة من الكوادر الشابة، بقاعة الشهيد د. فتحي الشقاقي (منزله سابقاً) بمنطقة الزاهرة جنوبي العاصمة دمشق.
وقال الشيخ عزام :"لقد نهضنا من أجل الإسلام وفلسطين، وكانت الحركة وفيةً لشعاراتها وستظل بمشيئة الله تعالى، فديننا بقيمه وموازينه مرجعية لنا، والجهاد نهجنا الوحيد لاسترداد ما ضاع من حقنا".
وأضاف "ملامح هذه الحركة لم تتغير. اليوم ببركة دم الشهداء، وببركة صدق هذه الحركة نمتلك هذا الحضور، وهذا التاريخ، وهذا الاسم المبارك، الذي يحظى بكل الاحترام، وكلنا يتحدث بفخرٍ عن سيرة ومسيرة الشهداء المجاهدين الأبرار".
واستذكر الشيخ عزام، مقولةً للشهيد د. الشقاقي، عام 1978، في الزقازيق: "سيدخل هذا المشروع كل شارعٍ وبيت في فلسطين، عام 1978".
ونوه إلى أن المؤسسين كانوا أوفياء للفكرة التي قدموها للناس، فاستشهد منهم من استشهد، واعتُقِل من اعتُقِل، ومن بقوا منهم لازالوا ثابتين على العهد، مشدداً على أننا مطالبون بالحفاظ على هذا الإرث الكبير، فالحمل ثقيلٌ عليكم، وعلى كل منتمٍ لهذا المشروع.
وتحدث الشيخ عزام، عن الشقاقي، قائلاً :"شرفٌ كبير أن نلتقي اليوم في بيت رمزٍ حفر ملامح هذا المشروع في أصعب الأوقات، ودون إمكانات".
وتابع: "لطالما سار الشهيد المؤسس في هذا البيت، وجلس، وسطَّر فيه صفحاتٍ من المجد والعز"، مشيراً إلى أن ضابط التحقيق الإسرائيلي قال له عند اعتقاله عام 1991م، وذلك بعد ثلاثة أعوام على إبعاد د. فتحي، :"إن الشقاقي أسس جمهورية بالخارج، ولم يقف الأمر عند حد حركة".
ولفت الشيخ عزام إلى أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وُلدت من رحم المعاناة باتجاه حلم المستقبل، فالقتامة كانت تُخيم على كل الأمكنة في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، يومها الأمور كانت مشوشةً، وتتهيأ لما سيأتي لاحقاً من انهيارات، وتوقيع صكوك لبيع فلسطين.
واستعرض عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، محطات تاريخية للحركة ومسيرتها الجهادية، موضحاً أننا "عشنا قبل أسابيع الذكرى 34 لانطلاقة العمل الجهادي، مع العلم أن انطلاقة الحركة، كانت عام 1981، وقد أرَّخنا لها بعودة الدكتور والمؤسسين إلى أرض الوطن"، لافتاً إلى أن العمل العسكري للحركة بدأ مطلع الثمانينيات بعمليات الطعن بالسكاكين وإلقاء القنابل.
وعن سبب اعتماد السادس من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1987، كتأريخ للانطلاقة الجهادية، بيَّن الشيخ عزام، أن معركة الشجاعية تُمثل الانطلاقة الحاسمة للعمل الجهادي، باعتبارها حداً فاصلاً في التاريخ الفلسطيني، وليس في تاريخ حركة الجهاد الإسلامي وحدها.
ومضى يقول "لقد عشنا تلك اللحظات والتي سبقتها، وكنا نرى الكآبة والآلام، لدرجة أن دورية راجلة للعدو مكونة من ثلاثة جنود كانت تجوب شوارع غزة تفعل ما تريد دون أن تُقذَف بحجر، فجاءت الحركة لتحريض الناس على الثورة بالكلمة، بالمنشور، بالحجر، بالسكين، ولاحقاً بالسلاح والصاروخ".
وتطرق الشيخ عزام، إلى الواقع الفلسطيني بتفاصيله وتعقيداته، موضحاً أن شباب الحركة يمتلكون كل عناصر ومقومات الصمود والتحدي لتحقيق الإنجازات، ونحن على ثقة أنكم أهل للأمانة، والمسؤولية.
وبحسبه فإن العالم كله يتغير، بل ويفقد عقله تقريباً، مبيناً أن معاندة سنن الله، والتمرد على القيم والأخلاق، الانحراف ومعاندة الفطرة، والاستهتار بآدمية الإنسان، هذه كلها تتسبب بهذه الحالة التي يعيشها العالم.
ونبه الشيخ عزام إلى أن الوباء لم يأتِ من فراغ، وهو مرتبطٌ بهذه الحالة المُنفلتة والانحراف في العالم كله، وبالتالي من الطبيعي أن نرى هذه النتائج من شقاء، فقر، استبداد، ظلم، وجائحة.
ووفقاً للشيخ نافذ عزام فإن الخروج من هذه الحالة التي يعيشها العالم يكون بالاستظلال بهدي الله، وقيم ديننا الحنيف.