أكًّد مسؤول دائرة العلاقات السياسيّة في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين د.ماهر الطاهر، مساء اليوم الثلاثاء، على أنّ "الوضع على الأرض الفلسطينيّة في غاية الخطورة لأننا أمام كيانٍ عدواني عنصري يُمارس كل يوم سياسة الإرهاب والاعتقالات والاعدامات وكل أشكال القتل ضد شعبنا، وهذه الحالة لا يمكن أن يقبل بها الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة بأي شكلٍ من الأشكال".
وأوضح الطاهر في حديث لقناة الميادين، أنّ "الفصائل الفلسطينيّة وكتائِبها المسلّحة تدرس اليوم بشكلٍ جدّي ما هي الخيارات التي سنلجأ لها في المرحلة القادمة لأننا لا يمكن أن نصمت أمام كل هذه الممارسات الصهيونيّة"، منوها إلى أنّ "معركة سيف القدس أكّدت وحدة الأرض والمصير، ولكن جرت محاولات لإجهاض نتائجها المشرّفة، وعندما قامت المعركة وانهالت الصواريخ على الكيان الصهيوني بدأت الوساطات تنهال من كل حدبٍ وصوب، وبعد وقف إطلاق النار عادت الأمور باتجاه ما عرفناه في السنوات السابقة".
وشدّد الطاهر خلال حديثه، على أنّ "الاحتلال يريد تهدئة في قطاع غزّة وسحب الصاعق من القنبلة الموقوتة في غزة، لذلك عندما هدأت الصواريخ بدأت المحاولات لإعادة الأمور باتجاه السلام الاقتصادي والهدنة طويلة الأمد، فيما عادت الممارسات الصهيونيّة بشكلٍ أكثر عدوانية بعد معركة سيف القدس"، مُؤكدًا أنّه "غير مطروح اليوم على شعبنا الفلسطيني أيّة حلول جدية تؤدي لانتزاع الحقوق الوطنية لشعبنا، بل يريدون منّا أن نستسلم والقبول بحكم إداري ذاتي تحت سيطرة الاحتلال بشكلٍ كامل".
وبيّن د.الطاهر، أنّه "لم يعد أمام شعبنا خيارات كثيرة، لذلك نقول كفى رهانًا على الأوهام وما يُسمى بالمفاوضات، وحل الدولتين انتهى وأصبح كلامًا فارغًا وهذا هو الموقف "الأمريكي والإسرائيلي"، لذلك يجب قلب الطاولة على هذا الخيار العقيم".
ونوه إلى أنّ "إعادة إعمار قطاع غزة مرتبط بموضوع "التهدئة" ووقف المقاومة من القطاع، لذلك الأمور تأخذ اليوم منحًا جديدًا لأن شعبنا لا يمكن أن يُسقِط خيار المقاومة الشاملة مع هذا الاحتلال مقابل بعض المساعدات الاقتصاديّة، ولأنّ قضيتنا كشعبٍ فلسطيني قضيّة تحرّر وطني والأساس هو إزالة هذا الاحتلال، لذلك سنستمر في تصعيد المقاومة.
وأضاف: نحن كفصائل مقاومة عندما نلتقي بالقيادة المصرية نؤكّد لها دائمًا أننا لن نقبل بالسلام الاقتصادي وسنُقاوم بكافة الأشكال حتى طرد الاحتلال، والجانب المصري يتحدّث أنّ "التهدئة من الممكن أن تفتح الأفق"، لكننا نؤكّد أنّ لنا حقوق وقضيتنا الأساس تحرير بلادنا".
وأشار الطاهر إلى أنّ "على الكيان الصهيوني أن يعلم جيدًا أن كل مشاريعه ومخططاته بالإغراءات والسلام الاقتصادي لن تنجح مطلقًا، وأنّ ممارسات الاحتلال اليوميّة على كامل الأرض الفلسطينيّة لا يمكن للفصائل الفلسطينيّة أن تبقى صامتة تجاهها وتقف موقف المتفرج".
وأكد الطاهر أنّ "التصعيد قادم بمختلف أشكاله بما في ذلك الخيار العسكري حتى يدفع الاحتلال ثمن ممارساته الإرهابيّة ضد أبناء شعبنا، والفصائل تتدارس السبل والوسائل التي سنعمل من خلالها لتطبيق التصعيد الشامل في الفترة القادمة".
وأردف الطاهر خلال حديثه: "قناعة شعبنا وقوى المقاومة بأنّه لا خيار لانتزاع حقوقنا سوى المقاومة وما دون ذلك مضيعة للوقت".
وحول الوحدة الوطنية، بيّن الطاهر أنّه "لا يمكن بناء وحدة فلسطينيّة حقيقيّة بناء على ما يُسمى "الشرعية الدولية" التي خذلت شعبنا على مر التاريخ، وخاصّة وأنّ شعبنا يذبح اليوم من الوريد إلى الوريد في ظل أنّ التطبيع العربي وصل إلى حد توقيع الاتفاقات العسكريّة مع كيان الاحتلال".
وبالعودة إلى التصعيد المحتمل، لفت الطاهر إلى أنّه "سيكون من غزة والضفة والقدس والداخل المحتل وكل مواقع اللجوء والشتات لرفض الوضع الراهن، وهذا في ظل أنّ كيان الاحتلال يستمر في التهام الأرض وشعبنا وصل إلى قناعة بأنّ التصعيد هو الحل".
وختم الطاهر حديثه بالتأكيد على أنّ "العودة لمربع التهدئة والحديث عن إدخال أموال وتسويات هو فقط لتهدئة الحالة الفلسطينيّة ومنع الانفجار".