أشارت صحيفة " جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، يوم السبت، إلى أن رد الفعل الدولي الأخير على قرار وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس بتعيين وحظر ست منظمات أهلية فلسطينية على أنها مجموعات إرهابية، يشير إلى درسين مهمين تم تعلمهما: النجاح المستمر للقيادة الفلسطينية في متابعة حرب سياسية دولية ضد إسرائيل ، وفشل إسرائيل في فضح مواجهة استراتيجية الحرب الهجينة للقيادة الفلسطينية.
وأفادت الصحيفة، أن بيان غانتس، المستند إلى سنوات من الأدلة القاطعة التي قدمتها المنظمات البحثية والحكومة الإسرائيلية، كشف عن الروابط التشغيلية والمالية بين المنظمات الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني - مجموعات "حقوق الإنسان" - التي تمولها إلى حد كبير دول أوروبية.
وأضافت الصحيفة، أن الأدلة ساحقة، ومعظمها متاح للجمهور ومع ذلك، فإن الغضب الدولي الذي أطلقه تصنيف غانتس تجاه إسرائيل يعكس فشله في تقديم الدليل والسياق وحق إسرائيل القانوني في الرد على الجمهور الإسرائيلي والدولي.
وأوضحت الصحيفة، أنه لسنوات كشفت المؤسسات البحثية، بما في ذلك مركز القدس للشؤون العامة (JCPA) و المونيتور ، عن الروابط المباشرة بين المنظمات الفلسطينية، ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، وكشف تقرير BDS Unmasked، الصادر في عام 2016، والمنشور الصادر عام 2019 The PACBI Deception: Unmasked، عن ارتباط الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحماس، والجهاد الإسلامي في فلسطين، كأعضاء كاملي العضوية في اللجنة الوطنية للمقاطعة (BDS) في رام الله الخاضعة للسلطة الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة، أنه بعد سنوات من الكشف عن الأبحاث ، في عام 2018 ، أصدرت وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية تقرير "إرهابيون يرتدون بدلات"، وهو تقرير تفصيلي رئيسي يفضح العلاقات التي لا جدال فيها بين حركة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومنظمات "حقوق الإنسان" المذكورة أعلاه.
وتابعت الصحيفة، "تثير الإدانة الواسعة لبيان غانتس من قبل مجموعات مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية وجي ستريت أسئلة جادة حول نزاهتهم الفكرية والأخلاقية والمهنية".
وزعمت الصحيفة، أن الحكم على خالدة حرار، نائبة مدير مؤيسة الضمير لخقوق الإنسان سابقًا، بالسجن لمدة عامين في مارس 2021،"بسبب أنشطتها في الحبهة الشعبية، وسجن وادانة شعوان جبارين، الذي عمل كمدير تتفيذي لمؤسسة الحق وهو عضور في الحبهة الشعبية لتحرير فلسطين، دليل غلى تقارب المؤسسات المدنية بالمنظمات الفلسطينية.
وقالت الصحيفة، ات القرار ضد رفع دعوى علنية ضد منظمات الإنسان، يعتبر مثال على مشكلة أعمق ابتليت فيها الحكومات الإسرائيلية منذ اتفاقيات أوسلو في التسعينيات.
وأكدت الصحيفة، أن الحكومات الإسرائيلية فلشلت على مدار الثلاثين عامًا الماضية في فضح استراتيجية القيادة الفلسطينية المتمثلة في "الحرب الهجينة" ذات الدوافع السياسية، والتي تجمع بين "الإرهاب" (حسب الصحيفة) من ناحية والخداع السياسي والتضليل والتضليل ونزع الشرعية عن إسرائيل من ناحية أخرى.
من خلال القيام بذلك، تبنت القيادة الفلسطينية استراتيجيات الحرب الباردة للنظامين السوفيتي والصيني.
وتابعت الصحيفة، على مدى العقد الماضي، أصبح العالم الحر يدرك الخطر الكامن في تهديد الحرب المختلطة، ففي عام 2014، اعترفت الوثيقة الموجزة لقمة الناتو بالخداع السياسي والمعلومات المضللة كمكونات للحرب الهجينة التي استخدمتها روسيا في احتلالها لشبه جزيرة القرم وحزب الله في لبنان وداعش في العراق وسوريا، مضيفة إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية تستخدم هذه الإستراتيجية بشكل فعال منذ عقود، حيث قاد عرفات وداعموه السوفيت حملة الأمم المتحدة عام 1975 التي أسفرت عن تبني قرار الأمم المتحدة سيئ السمعة "الصهيونية هي العنصرية" مع عرفات وكثفت القيادة الفلسطينية حملتها في حرب سياسية وصفت إسرائيل بأنها نظام فصل عنصري في المؤتمر العالمي ضد الإرهاب الذي أقرته الأمم المتحدة، العنصرية في عام 2001 في ديربان، جنوب أفريقيا.
وأضافت الصحيفة، أن مصطلح الفصل العنصري أصبح اليوم لغة مشتركة مقبولة دوليًا فيما يتعلق بالدولة اليهودية الوحيدة: في الأمم المتحدة، من قبل بعض أعضاء مجلس النواب الأمريكي، في بعض البرلمانات الأوروبية، في وسائل الإعلام الدولية، وعبر الأوساط الأكاديمية الغربية. هذه التصريحات عن التضليل المتعمد والمحسوب هي أعمال حرب لا تقل عن تلك التي تمت في 1948 و 1967 و 1973 و 1982 والحرب الهجينة المدعومة من الفلسطينيين والإيرانيين ضد إسرائيل والتي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
وقالت الصحيفة، أن هذه الحرب الأيديولوجية الفلسطينية ذات التوجه الاستراتيجي، تتطلب رداً فورياً من أجل أمن إسرائيل القومي، موضحة أنه من الضروري أن تخصص إسرائيل الموارد اللازمة لتأسيس جهد لمجلس الأمن القومي لمواجهة الحرب الفلسطينية الهجينة، أسوة بالغرب، عندما أنشأت بريطانيا العظمى والولايات المتحدة مكاتب للحرب السياسية كجزء من جهودهما في زمن الحرب لهزيمة النازيين والاتحاد السوفيتي، على التوالي.
وختمت الصحيفة، لقد حان الوقت الآن لأن تحشد إسرائيل الموارد وتحشد الإرادة السياسية الجماعية للتغلب على عقود من الحرب الهجينة التي تقودها منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، وحماس لتفكيك إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية.