تأكد غياب منتخب كبير عن مونديال قطر 2022، بعدما أسفرت قرعة الملحق الأوروبي المؤهل إلى النهائيات عن وضع إيطاليا والبرتغال، بطلتي النسختين الأخيرتين من كأس أوروبا، على المسار ذاته، ما يعني أن تأهلهما معًا بات خارج الحسابات.
وأسفرت القرعة التي سحبت أمس، الجمعة، في زيوريخ، عن وضع منتخبي إيطاليا والبرتغال في المسار الثالث ضد مقدونيا الشمالية وتركيا تواليًا، ما يعني أنهما، في حال تجاوزا الأخيرتين، سيلتقيان في نهائي هذا المسار لتحديد أي منهما سيبلغ النهائيات.
ويُقام الملحق الأوروبي الذي قُسِمَ على ثلاثة مسارات، في 24 آذار/ مارس المقبل، بالنسبة لمباريات نصف النهائي وفي 29 من الشهر ذاته، بالنسبة للمباريات النهائية الثلاث.
ووضع المنتخبان الإيطالي والبرتغالي نفسيهما في هذا الموقف بعد فشلهما في حجز بطاقة التأهل المباشر في دور المجموعات بحلولهما في المركز الثاني خلف سويسرا وصربيا تواليًا.
وعلق مدرب المنتخب الإيطالي، روبرتو مانشيني، قائلاً: "إنها قرعة صعبة جداً بالنسبة لنا. مقدونيا الشمالية منتخب جيدٌ جدًا وإذا فزنا عليهم يتوجب علينا اللعب خارج أرضنا (في نهائي المسار الثالث)".
وحجزت عشرة منتخبات بطاقاتها المباشرة عن القارة العجوز وتبقى ثلاث بطاقات ستحسم عن طريق الملحق بمشاركة 12 منتخبًا، بينها اثنان قادمان من دوري الأمم الأوروبية هما تشيكيا والنمسا اللتين فشلتا في نيل أحد المركزين الأولين في مجموعتيهما خلال التصفيات، لكنهما ضمنتا المشاركة في الملحق نتيجة تصدرهما لمجموعتيهما في المستوى الثاني من دوري الأمم الأوروبية.
وخلافاً للنظام القديم، لن يقام الملحق بمواجهات مباشرة من مباراتي ذهاب وإياب، بل قُسِمت المنتخبات الـ12 على ثلاثة مسارات حددت بموجب القرعة، وسيتنافس في كل منها أربعة منتخبات بنظام نصف نهائي ومباراة نهائية، ويتأهل الفائز فيها الى المونديال (ثلاثة مسارات = ثلاثة منتخبات متأهلة عن كل مسار).
وصنفت إيطاليا والبرتغال في القرعة ضمن المستوى الأولى، إلى جانب السويد وأسكتلندا وروسيا وويلز، فيما صنفت تركيا وبولندا ومقدونيا الشمالية وأوكرانيا والنمسا وتشيكيا في المستوى الثاني.
ويلتقي في نصف نهائي المسار الأول أسكتلندا مع أوكرانيا وويلز مع النمسا، فيما يلتقي في المسار الثاني روسيا مع بولندا والسويد مع تشيكيا، وفي الثالث إيطاليا مع مقدونيا الشمالية والبرتغال مع تركيا.
وتقام مباريات نصف النهائي على أرض منتخبات المستوى الأول، ما يعطي الأفضلية بطبيعة الحال لإيطاليا والبرتغال، وبالتالي هناك إمكانية كبيرة أن يتواجه المنتخبان في نهائي هذا المسار لتحديد أي منهما سيبلغ النهائيات، ما يعني أن إيطاليا مهددة بالغياب عن النهائيات للمرة الثانية تواليًا والبرتغال للمرة الأولى منذ 1998.
وغاب المنتخب الإيطالي عن المونديال الأخير الذي أقيم عام 2018 في روسيا بعد خسارته الملحق القاري أمام السويد، ما أبعده عن العرس العالمي للمرة الأولى منذ 60 عامًا، وتحديدًا منذ 1958.
ووضع المنتخب الإيطالي نفسه في هذا الموقف بعد اكتفائه في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة بالتعادل السلبي على أرض إيرلندا الشمالية، ما سمح لسويسرا بخطف البطاقة بفوزها على بلغاريا 4-صفر.
وقد دفع الإيطاليون من دون شك ثمن التعادل في الجولة قبل الأخيرة على أرضهم أمام سويسرا 1-1 في لقاء أضاعوا في ثوانيه الأخيرة ركلة جزاء عبر جورجينيو.
أما بالنسبة لكريستيانو رونالدو ورفاقه في المنتخب البرتغالي، فقد صعقهم الصرب في معقلهم حين تغلبوا عليهم في الجولة الأخيرة 2-1 بهدف في الوقت القاتل، ما جعل بطاقة التأهل المباشر لصالح الضيوف بعدما كان التعادل يكفي "سيليساو" أوروبا لبلوغ النهائيات.
ويتحتم الآن على رونالدو المرور أولاً بالاختبار التركي الشاق ثم بإيطاليا على الأرجح لكي ينضم إلى النادي المغلق للاعبين الذين خاضوا خمس نهائيات لكأس العالم أمثال الحارس الإيطالي جانلويجي بوفون والألماني لوثار ماتيوس.
ويعول البرتغاليون على خبرتهم في الملحق، إذ حجزوا بطاقتهم إلى نهائيات عامي 2010 في جنوب إفريقيا و2014 في البرازيل بعدما مروا به في المناسبتين.
ولن يكون المسار الثالث الوحيد الذي سيطيح بمنتخب كبير أو نجم كبير، إذ سيغيب عن النهائيات بشكل مؤكد السويدي زلاتان إبراهيموفيتش أو البولندي روبرت ليفاندوفسكي بعدما وضعتهما القرعة في المسار الثاني.
وسيكون على "إبرا" و"ليفا" التركيز أولاً على الاختبارين الروسي والتشيكي قبل التفكير بمواجهتهما المحتملة في نهائي هذا المسار.
وفي حال فشلت السويد في الاستفادة من عامل الأرض والجمهور، ستكون المباراة التي خسرتها أمام إسبانيا صفر-1 في 14 من الشهر الجاري، المشاركة الأخيرة لإبراهيموفيتش بقميص بلاده، لأن مهاجم ميلان الإيطالي البالغ 40 عامًا سيغيب عن مباراة تشيكيا بسبب تراكم الإنذارات.
وأقر مدرب السويد، ياني أندرسون، بأنه تنفس الصعداء بعدما تجنب مواجهة إيطاليا أو البرتغال اللتين كان سيلاقيهما في النهائي بما أن المنتخبات الثلاثة مصنفة في المستوى الأول.
وقال "عندما لم يبقَ سوى أربعة فرق في القرعة، بينهما البرتغال وإيطاليا، أقر لكم بأني تمنيت أن نواجه روسيا (في نهائي المسار عوضًا عن إيطاليا والبرتغال). لكن روسيا وبولندا من بين أكبر الدول الكروية"، وبالتالي لا يجب الاستهانة بهما.
وفي المسار الأول، يأمل المنتخب الأوكراني التخلص من عقدة الملحق الذي توقف فيه مشواره أربع مرات أعوام 1998 و2002 و2010 و2014، وذلك من خلال التخلص من أسكتلندا أولاً بالفوز على الأخيرة في أرضها، ثم من النمسا أو مضيفتها ويلز التي تتمتع بأفضلية حوض نصف نهائي المسار ومباراته النهائية على أرضها.
وسحبت الجمعة أيضًا قرعة الملحقين الدوليين المقررين في 13 و14 حزيران/ يونيو، وسيتواجه خامس التصفيات الآسيوية مع خامس تصفيات أميركا الجنوبية، ورابع تصفيات أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) مع بطل أوقيانيا.
ويتأهل الفائز من هاتين المواجهتين إلى النهائيات (لم تحسم حتى الآن هوية منتخبات الملحقين القاريين).