إثيوبيا: جهود دبلوماسية لوقف الحرب وإجلاء بعثات دولية مع احتدام المعارك

الثلاثاء 23 نوفمبر 2021 08:29 م / بتوقيت القدس +2GMT
إثيوبيا: جهود دبلوماسية لوقف الحرب وإجلاء بعثات دولية مع احتدام المعارك



اديس بابا /سما/

كشفت وثيقة مسربة أن الأمم المتحدة تعتزم إجلاء عائلات الموظفين الدوليين من إثيوبيا بحلول يوم الخميس المقبل، فيما دعت فرنسا والولايات وبريطانيا، رعاياها إلى مغادرة البلاد التي تشهد حربا متصاعدة بين القوات الحكومية ومتمردين.

وفي وثيقة داخلية صدرت أمس الإثنين، وأوردتها وكالة "فرانس برس" اليوم، الثلاثاء، طلبت أجهزة الأمن التابعة للأمم المتحدة من المنظمة "تنسيق عمليات الإجلاء والحرص على مغادرة جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين، من إثيوبيا، في موعد أقصاه 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021".

من جانبها، قالت السفارة الفرنسية في أديس أبابا، في رسالة إلكترونية بعثتها إلى مواطنين فرنسيين: "جميع الرعايا الفرنسيين مدعوون رسميا لمغادرة البلد في أقرب وقت".

وأشارت السفارة الفرنسية إلى أنها اتّخذت قرارها هذا على ضوء "تطوّر الأوضاع العسكرية"، وهي تسعى إلى تسهيل مغادرة الرعايا بحجز مقاعد لهم على رحلات تجارية وسينظمون "في حال الضرورة" رحلة تشارتر، حسبما جاء في الرسالة الإلكترونية.

وبحسب السفارة الفرنسية يقيم أكثر من ألف فرنسي في إثيوبيا حيث لا يزال المجتمع الدولي عاجزا عن انتزاع وقف لإطلاق النار. ولم يستبعد مسؤول في السفارة الفرنسية "مغادرات طوعية لموظفين من السفارة، وخصوصا ممن لديهم عائلات".

وأعلنت الحكومة الاتّحادية الإثيوبية في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، حالة الطوارئ لستّة أشهر في سائر أنحاء البلاد، ودعت سكان أديس أبابا لتنظيم صفوفهم والاستعداد للدفاع عن مدينتهم في ظلّ تزايد المخاوف من تقدّم مقاتلي جبهة تحرير شعب تيغراي وحلفائهم نحو العاصمة.

لكنّ السلطات تؤكّد في الوقت نفسه أنّ ما يعلنه المتمرّدون من تقدّم عسكري وتهديد وشيك لأديس أبابا مبالغ فيه.

وأعلنت جبهة تحرير شعب تيغراي، هذا الأسبوع، السيطرة على شيوا روبت، التي تبعد مسافة 220 كيلومترا إلى شمال شرق أديس أبابا برا، وهو ما لم تشأ الحكومة الإدلاء بأي تعليق بشأنه.

ويُعتقد أن بعض مقاتلي الجبهة وصلوا إلى ديبري سينا، على بعد نحو 30 كيلومترا عن أديس أبابا، حسبما قال دبلوماسيون مطلعون على مستجدات الوضع الأمني في إثيوبيا.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، قد أعلن أمس، الإثنين، أنّه سيتوجّه إلى الجبهة لقيادة جنوده الذين يقاتلون المتمرّدين. وقال آبي أحمد، في بيان نشره على حسابه في موقع تويتر إنّه "اعتبارًا من الغد سأتوجّه إلى الجبهة لقيادة قواتنا المسلّحة".

وأضاف مخاطبًا "أولئك الذين يريدون أن يكونوا من أبناء أثيوبيا الذين سيفتح التاريخ ذراعيه لهم، دافعوا عن البلد اليوم. لاقونا في الجبهة".

"جهود دبلوماسية حثيثة"

وليس من شأن هذا الإعلان أن يطمئن المجتمع الدولي الذي كثّف في الأسابيع الأخيرة جهوده الدبلوماسية لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

والثلاثاء، جدد رئيسا جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، وكينيا، أوهورو كينياتا، الدعوة إلى وقف إطلاق النار خلال اجتماع عقداه في بريتوريا.

وقال رامافوزا إن "أطراف النزاع يجب أن يلتزما بشكل عاجل باحترام وقف فوري ودائم لإطلاق النار".

ويبذل المبعوث الأميركي لمنطقة القرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، ونظيره الإفريقي، الرئيس النيجيري السابق، أولوسيغون أوباسانجو، جهودًا حثيثة في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقد زارا إثيوبيا الخميس الماضي.

"تقدم نحو التوصل لحل دبلوماسي"

وأعلن الموفد الأميركي إلى إثيوبيا، الثلاثاء، عن "تقدم" نحو التوصل لحل دبلوماسي بين الحكومة ومتمردي تيغراي لكنه حذر من أن تحبطه "التطورات المقلقة" على الأرض.

وقال جيفري فيلتمان: "هناك بوادر تقدم لكنه معرض لخطر كبير أن يطغى عليه التصعيد العسكري من الجانبين". وجاءت تصريحاته للصحافيين لدى عودته من مهمة جديدة في أديس أبابا.

ومؤخرا، حذّر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، من مخاطر "انفجار" الأوضاع في إثيوبيا، إن لم يتم التوصل إلى حل سياسي.

وبحسب الأمم المتحدة تتهدّد المجاعة مئات الآلاف في تيغراي من جراء النزاع الذي أسفر أيضا عن آلاف القتلى وأكثر من مليوني نازح.

والثلاثاء، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في جنيف، عن إطلاق عملية "كبرى" لتقديم المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 450 ألف شخص في ديسي وكومبولشا في شمال إثيوبيا.

وكان الحكومة الاتحادية قد أرسلت، في خريف 2020، قواتها إلى تيغراي، للإطاحة بسلطات الإقليم المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي، بعدما اتّهم رئيس الوزراء قوات الإقليم بمهاجمة مواقع للجيش الاتحادي.

وفي أعقاب معارك طاحنة، أعلن آبي أحمد، النصر في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، لكنّ مقاتلي الجبهة ما لبثوا أن استعادوا في حزيران/ يونيو الماضي، السيطرة على القسم الأكبر من تيغراي قبل أن يتقدموا نحو منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.

وتحالفت الجبهة مع مجموعات متمردة أخرى مثل جيش تحرير أورومو، الناشط في منطقة أوروميا المحيطة بأديس أبابا.