تغزّل إسرائيلي بتركيا وكواليس الإفراج عن الزوجين الإسرائيليين: ما علاقة برنامج "إيرتس نهديرت" الساخر؟

الجمعة 19 نوفمبر 2021 08:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
تغزّل إسرائيلي بتركيا وكواليس الإفراج عن الزوجين الإسرائيليين: ما علاقة برنامج "إيرتس نهديرت" الساخر؟



القدس المحتلة / سما /

قال مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، ألون أوشفيز، لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، الجمعة، إنّ تركيا وإسرائيل "دولتان قويّتان في المنطقة.. هاتان دولتان لا يمكن لك أن تتجاهلهما. لا أحد يتجاهل تركيا، ولا أحد يتجاهل إسرائيل".

ومع ذلك، قلّل أوشفيز من أثر الاتصالات الجارية بين الحكومتين الإسرائيلية والتركية، قائلا إنه يعتقد بأن الحديث لا يجب أن يكون بمصطلحات مثل "فتح صفحة جديدة بين البلدين".

وأجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، اتصالا هاتفيًا بالرئيس التركي، رجب طيّب إردوغان، الخميس، إثر إفراج السلطات التركية على زوجين إسرائيليين اعتقلا بعد تصويرهما مقرًّا لإقامة الرئيس التركي. وتشير التوقّعات إلى اتصال هاتفي قريب بين وزيري الخارجية الإسرائيلي والتركي، يائير لابيد ومولود جاويش أوغلو، وفق "يديعوت أحرونوت".

وتابع أوشفيز "أحيانًا، يجب أن نسأل أنفسنا إن كان تجاهلنا للآخر صحيحًا".

وتفترض إسرائيل أن الزوجين أفرج عنهما بقرار شخصي من إردوغان، "أمور كهذه في تركيا لا تغلق بمستوى موظّفين، ملزمون بقرار من الرأس"، وفق الصحيفة.

وكشفت الصحيفة أن دولا عديدة عرضت وساطتها بين إسرائيل وتركيا، منها بريطانيا وأذربيجان، "لكن تقرّر في المشاورات بين بينيت ولابيد عدم إدخال دولة ثالثة وإدارة الحدث على أنه ثنائي، خشية من أن تؤدّي وساطة طرف ثالث إلى خلق نقاش أثمان رغبت إسرائيل في الامتناع عنه".

كما كشفت الصحيفة أن إسرائيل خشيت من بثّ مقطع يسخر من إردوغان في برنامج "إيرتس نهديرت" مساء الأربعاء، وأن الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، مرّر رسائل إلى شركة "كيشت" المنتجة للبرنامج "في أيامٍ حسّاسة كهذه يجب عدم الإضرار بجهود الإفراج، ويجب إظهار مسؤولية وحذر". لكنّ هرتسوغ لم يطلب الامتناع عن بثّ المقطع، الذي بثّ في نهاية المطاف.

وأديرت اتصالات الإفراج عبر محورين: الأوّل السفارة الإسرائيلية في أنقرة أمام وزارة الخارجية التركية ونائب مجلس الأمن القومي التركي ومستشار الرئيس، إبراهيم قالن، الذي وصفته الصحيفة بأنه شخصيّة محورية في القضية؛ والمحور الثاني هو رئيس الموساد، دافيد برنياع، الذي عمل أمام رئيس الاستخبارات التركية، حقّان فيدان، وهذا هو المحور الذي اقتنعت فيه السلطات التركية بأنّ الزوجين ليسا عميلين.

ووفق الصحيفة، "لا تصرّح الدول عادة عن أشخاص معيّنين بأنهم ليسوا عملاء، وليس فقط بسبب احتمال أن يُعتقل في أي وقت عميل حقيقي وعندها لا يمكن الكذب. لذلك، كان على رئيس الموساد أن يجد طريقة يمرّر فيها المعلومات اللازمة لفيدان بالشكل الذي لا يعرّض العميل المقبل للخطر".

ونقلت الصحيفة عن جهات مطّلعة على القضية أنّ محور الموساد "كان مهمًّا جدًا".

وبينما ساد في إسرائيل، في بداية الأسبوع الماضي، تفاؤل حذر حول إمكانية إفراج السلطات التركية عن الزوجين الإسرائيليين وقبول تركيا الرسائل الإسرائيلية، جاءت تصريحات وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، "لتخلط الأوراق"، وفق الصحيفة.

ومرّرت إسرائيل رسائل لتركيا قبل وبعد تصريحات صويلو بأنّ استمرار اعتقال الإسرائيليين من الممكن أن يؤدّي إلى أزمة دبلوماسية. وتركّزت الرسائل الإسرائيلية في أنه لا يجب أن يتحوّل النقاش إلى نقاش أثمان مع تركيا. وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة "توجّهنا بروح طيّبة.. لكن نعم كان هناك تبادل للرسائل هو نتائج خطيرة محتملة إن استمرّ الأمر".

واستنتج المسؤول الإسرائيلي "من المهمّ الفهم أنك لا تستطيع تهديد دولة مثل تركيا مباشرة".