تريد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية لخدمة الفلسطينيين في الضفة الغربية، ولكن إسرائيل مصممة على عدم حدوث ذلك، ويبدو أن الخلاف سيتحول إلى أزمة حقيقية، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست”.
وبحكم الواقع، القنصلية الأمريكية هي سفارة للفلسطينيين، وهي أيضا رمز من الطوب وقذائف الهاون لرفض أمريكا للاحتلال الإسرائيلي على كامل مدينة القدس أو الاعتراف بها رسمياً كعاصمة لإسرائيل، ولكن هذه السياسة انتهت في عام 2018 عندما قبلت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بمطالب إسرائيل باعتبارها مدينة واحدة ونقل السفارة الأمريكية هناك، بحسب ما ورد في التقرير الذي أعده زيف شافيتس.
إعادة فتح القنصلية تبدو وكأنها طريقة لوزارة الخارجية ألأمريكية للتعبير عن أسفها على خطوة ترامب
وأشار الكاتب إلى أن بايدن هو صديق لإسرائيل، ولكنه ليس صديقاً لسياسة سلفه ترامب، وقد جعل قانون سفارة الولايات المتحدة في القدس لعام 1995 من المستحيل تقريباً إعادة السفارة إلى تل أبيب، وقد استخدم الرؤساء صلاحياتهم لتأجيل هذا القانون، حتى أدخله ترامب حيز التنفيذ، مما أثار غضب الفلسطينيين وأوروبا، ولاحظ الكاتب أن إعادة فتح القنصلية تبدو وكأنها طريقة لوزارة الخارجية للتعبير عن أسفها على خطوة ترامب.
وتحدث التقرير عن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى رام الله في أواخر مايو ليبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنباء فتح القنصلية كجزء من تعميق العلاقات مع الفلسطينيين، ولكن الإعلان الرسمي ظل خامداً حتى الشهر الماضي، وعندما زار وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد يائير لابيد واشنطن، أشار بلينكن مرة أخرى إلى أن إعادة فتح القنصلية في القدس لا تزال سياسة أمريكية.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت مساء السبت الماضي على أنه “لا مكان لقنصلية أمريكية تخدم الفلسطينيين في القدس” واقترح افتتاحها في رام الله، وبعد ساعات، أعلن المتحدث باسم عباس أنه لن تكون قنصلية في رام الله، وقال:” القدس أو لا شيء”.
العديد من المشرعين الديمقراطيين “الصهاينة” سيعارضون إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس إضافة إلى الجمهوريين
وأوضح الكاتب أن الولايات المتحدة تحتاج “للدولة المضيفة” لفتح منشأة دبلوماسية، وفي معظم الحالات يتم منح الإذن بسهولة، ولكن هذه ليست واحدة من تلك الحالات.
وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن حوالي 200 من الجمهوريين في مجلس النواب قد وقعوا على رسالة تحتج على إعادة فتح القنصلية في القدس، ولكن أعضاء الحزب الديمقراطي يرغبون في الوقوف إلى جانب رئيسهم، ولكن ليس كلهم.
وعلى حد تعبير الصحيفة نفسها، هناك الكثير من المشرعين الصهاينة في الكونغرس، بما في ذلك بايدن نفسه عندما كان في مجلس الشيوخ، وهم يعتقدون أن لديهم الكثير من الممولين والناخبين الموالين لإسرائيل، بما في ذلك زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر.
وكشف التقرير أن اثنين من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، وهما كريس كونر من ديلاوير وبن كاردان من ماريلاند، يتواجدان حاليا في “إسرائيل” كرؤساء لوفود من الكونغرس ، ومن المتوقع أنهم يأخذون جانب إسرائيل من قضية القدس، مع مزاعم بأنهم يبحثون عن حل وسط لا يؤدي إلى خلاف عام بين إدارة بايدن وإسرائيل.