كشفت مصادر أمنية في تل أبيب، أمس الأحد، أن التدريبات التي سيقوم بها الجيش الإسرائيلي وغيره من أجهزة الأمن، في الضفة الغربية، ستحاكي سيناريوهات عدة، بينها «مواجهة فوضى عارمة تنتشر في المنطقة في أعقاب غياب مفاجئ للرئيس محمود عباس (أبو مازن)، والصراعات التي ستدور بين المتنافسين على وراثته».
قالت المصادر، إن المناورات، التي تبدأ اليوم الاثنين وتستغرق يومين، تأتي في ظل القلق الإسرائيلي من الصراعات الداخلية الفلسطينية التي يمكن أن يستغلها بعض الأطراف، لتوجيه الأنظار بواسطة جر إسرائيل إلى المعركة واستفزازها بعمليات نوعية كبيرة ضد الجيش ومواقعه، أو ضد المستوطنات أو بمظاهرات كبيرة. لذلك احتاج الأمر وضع خطط لمواجهة كل الاحتمالات، بما في ذلك الاضطرار إلى تنفيذ عمليات اجتياح.بحسب صحيفة الشرط الأوسط
وكان الناطق بلسان الجيش، قد أعلن، عن هذه المناورات العسكرية، وقال إنها ستنتهي مساء الثلاثاء (غدا)، وسيتخللها حركة نشطة لقوات الأمن والمركبات وسيسمع دوي انفجارات في المنطقة، كما سيتم نشر نقاط تفتيش إضافية على عدة محاور. وقال الناطق: «تهدف التدريبات إلى تحسين جاهزية قوات الجيش الإسرائيلي في منطقة الضفة الغربية، وتدريب القوات على مجموعة متنوعة من السيناريوهات المحتملة في المنطقة، بما في ذلك سيناريوهات مفاجئة». وحرص الناطق على الإشارة إلى أن التخطيط للتمرين وضع مسبقاً كجزء من البرنامج التدريبي لعام 2021 من دون ارتباط بأي أحداث سياسية.
وجاء التدريب في الضفة في وقت بدت فيه إسرائيل ساحة معركة مشتعلة، إذ أنها شهدت عدة تدريبات محلية ودولية وانتشرت فيه قوات كبيرة من الجيش في كل أنحاء البلاد. فقد جرت يوم الثلاثاء الماضي، تدريبات لمدة شهر كامل، للجبهة الداخلية في الجيش، بمشاركة جميع هيئات الطوارئ في جميع أنحاء إسرائيل، وذلك لمواجهة حرب شاملة كبرى على الحدود الجنوبية مع غزة والشمالية مع لبنان، تحاكي سيناريوهات الحرب الشاملة. وبحسب المراسل العسكري في «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، فإن المناورة شملت، خطر إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف الدقيقة والطائرات المسيرة الانتحارية يومياً، على الجبهة الداخلية، والتسبب في ضرب التجمعات والبنية التحتية، مثل الكهرباء وخزانات المياه والغاز والوقود، وقواعد الجيش البرية والجوية ومصانع الأمونيا والمؤسسات الحكومية، وما شابه ذلك، بالتزامن مع اندلاع أعمال عنف بين العرب واليهود في الداخل الإسرائيلي (فلسطينيي 48)، وعرقلة عمل الشرطة. وأضافت القناة أنه سيتم التعامل مع وقوع عدد كبير من المصابين، إلى جانب تدمير المباني والبنية التحتية في جميع أنحاء الأراضي المحتلة.
وفي 15 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، نفذ الجيش الإسرائيلي مناورة عسكرية على أطراف مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة. وفي الأسبوع الماضي بدأ سلاح البحرية الإسرائيلي وقوات المارينز الأميركية، مناورات مشتركة في إيلات. وفي الأسبوع الأسبق جرى تدريبات «العلم الأزرق» الدولية في إسرائيل.
يذكر أن السلطات الإسرائيلية تجري العديد من المداولات حول مستقبل السلطة الفلسطينية، والصراعات حول الفراغ الذي يمكن أن يتركه الرئيس عباس وراءه. وتجري لقاءات سرية مع عناصر فلسطينية للاطلاع على حقيقة ما يدور، بينها لقاءات تتم في السجون مع عدد من كبار الأسرى من مختلف التنظيمات الفلسطينية.