دعا مشاركون ومشاركات إلى التوافق فلسطينيًا حول تعريف ماهية خطاب الكراهية الذي يتوجّب علينا تجنبه من أجل الحدّ من خطاب الكراهية الممارس عبر بعض وسائل الإعلام وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك خلال جلسة استماع نظمتها مؤسسة فلسطينيات ضمن مشروع "بيئة حامية من خطاب الكراهية وداعمة لحرية الرأي والتعبير"، والذي تنفذه فلسطينيات بالشراكة مع المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات و بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
وحضر الجلسة التي أدارتها الإعلامية رولا عليان مجموعة من الصحافيات والصحافيين وممثلي الكتل والأطر الصحفية ووسائل الإعلام المحلية، حيث ناقشوا مسؤولية وسائل الإعلام عن خطاب الكراهية الممارس وهل يوجد سياسات مكتوبة لدى المؤسسات الإعلامية تحدّ من خطاب الكراهية، وهل مواثيق الشرف تطبق فعليًا، والتطرق إلى ما يكتبه الصحافيون/ات على صفحاتهم/ن الشخصية.
وقالت وفاء عبد الرحمن مديرة مؤسسة فلسطينيات، إن خطاب الكراهية الذي نقصده ليس فقط ما يتعلق بالخطاب السياسي؛ فهناك أيضًا خطاب كراهية يمارس ضد النساء وذوي وذوات الإعاقة، وهناك ما يمكن اعتباره اتهاما لبعض وسائل الإعلام إنها تفتح مساحات واسعة لجمهور يتبادل التحريض والاتهامات والشتائم، فهل نمتلك حساسية تجاه هذا الخطاب.
وتساءلت عبد الرحمن حول ضرورة وجود سياسات إعلامية مكتوبة تحدّ من خطاب الكراهية، مشيرة إلى أن الحديث عن فساد جهة سياسية معينة لا يعتبر تحريضًا بل هو جزء أصيل من حق الجمهور في المعرفة، لكن إضفاء بعض الأوصاف هو التحريض.
وتحدث المشاركون/ات عن غياب تعريف واضح لخطاب الكراهية- حتى على المستوى الدولي-، مع التحذير من اختلاطه بمفهوم حرية الرأي والتعبير، رغم أن بعض الحاضرين أكدوا إن كل ما يمس كرامة الآخر ويتضمن ازدراءً له ويدعو إلى العنف يمكن اعتباره تحريضًا وخطاب كراهية.
وأكدوا كذلك إن خطاب الكراهية موجود في وسائل الإعلام المحلية منذ ما قبل الانقسام السياسي عام 2007، بالتالي جاء الانقسام على أرضية جاهزة لممارسة هذا الخطاب الذي تصاعد وتنامى واتخذ أشكالًا متعددة عبر وسائل الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافوا/ن إن أكثر الفئات التي تعرضت لهذا الخطاب هن النساء، مثال على ذلك حملة المطالبة برفع سن الحضانة للمطلقات والهجوم الذي تعرضت له هؤلاء النساء واستخدام الكثير من مفردات التجريح والتحريض ضدهن، إضافة إلى خطاب الكراهية الذي تعرض له مصابو ومصابات فيروس كورونا وخاصة في بداية انتشار الوباء.
وشدد الحضور على أنه لا يوجد تناقض بين استخدام أي طرف لثغرات وأخطاء الطرف الآخر عبر تحقيقات وتقارير تكشف هذه الثغرات، فهذا عمل وسائل الإعلام، مع مراعاة عدم الترويج لمعلومات منقوصة، أو استخدام اوصاف وتعبيرات غير مهنية للحط والنيل من جهة بعينها او شخصية بعينها.
وأوصى الحضور بضرورة وجود ميثاق شرف صحفي تجمع عليه الأطراف الصحفية كافة بما فيها نقابة الصحافيين والأطر الصحافية، والذي من شأنه إلزام وسائل الإعلام والعاملين فيها باحترام مبادئ حرية الرأي والتعبير بعيدًا عن التحريض وخطاب الكراهية سواء في وسائل الإعلام او صفحاتهم "الشخصية" على مواقع التواصل الاجتماعي.